أيمن شبانه: الاتفاقيات المبرمة بين الوفاق وتركيا ليس لها أي سند قانوني

منير أديب: أردوغان يستغل الجماعات الإرهابية لإشاعة الفوضى في ليبيا كتبت: هبه محمد اكد خبراء واكاديميون ان التدخلات التركية في الشأن الليبي تهدد السلم والأمن الدولي وينبغي على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات الفعالة والحازمة لوقف تلك التدخلات. وطالب الخبراء خلال ندوة نظمها مركز فاروس للدراسات الاستر اتيجية بعنوان "التدخل التركي في ليبيا..الدوافع الحقيقية والمخاطر" عبر شبكة الانترنت -بضرورة ايجاد موقف عربي وافريقية للتصدي للتدخلات التركية في الشان الليبيي والتي تهدد السلم والامن الاقليمي والدولي . ومن جانبه اوضح استاذ العلوم السياسية المساعد بكلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة " أيمن شبانة" لى مسألة التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مؤكدا أن القانون الدولي يجرم تلك التصرفات باعتبارها تهدد السلم والأمن الدولي، وأن التدخل التركي في ليبيا عامل مهدد للسلم والأمن الدولي، وينبغي على المجتمع الدولي ضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات لوقف تلك التدخلات، وموضحًا عدم امتلاك تركيا أية سند قانوني لتبرير تدخلاتها. وتطرق الي الحديث عن دور الامم المتحدة في ضرورة ايجاد حلول فعالة في الوضع القائم في ليبيا ،مؤكدا أن مجلس النواب الليبي "مقره مدينة طبرق " هو الجهة الوحيدة التي تمتلك الشرعية القانونية والسياسية في ليبيا والمخول لها طبقا للدستور مسألة التصديق على الاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم، ومن ثم فالاتفاقيات المبرمة بين الوفاق وتركيا ليس لها أي سند دستوري أو قانوني. كما تحدث الكاتب في شؤون الجماعات المتطرفة "منير أديب حول " استغلال أردوغان للجماعات الإرهابية لإشاعة الفوضى في ليبيا، منوها الي أن الجماعات الإرهابية والميلشيات يحركها النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان تهدف الي استعادة الدور العثماني في المنطقة من منطلق أستاذية العالم الإسلامي. كما أشار "أديب " إلي أن تركيا عمدت إشاعة الفوضي في ليبيا باستخدام الميليشيات لأجل السيطرة على النفط الليبي، لافتا الي ان تركيا تستورد معظم احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي من دول الجوار و يضع الاقتصاد التركي في مآزق عديدة تدفع أنقرة بقوة إلى السيطرة الكاملة على النفط والغاز الليبي لأجل تأمين إمدادات الطاقة إلي الصناعة التركية. وعلى الجانب الأفريقي نوه " أديب " إلى ان تركيا من خلال تدخلها في الأزمة الليبية تهدف إلى مد نفوذها الي العمق الأفريقي، حيث أنشأت قواعد عسكرية لها في الداخل الأفريقي، لافتا الي الصورة التوسعية الاستعمارية التي تسيطر على صانع القرار التركي، في ضرورة تحقيق أستاذية حزب العدالة والتنمية للعالم الإسلامي . ومن جانبها اشارت منسق مركز فاروس والباحثة في شئون الحركات المتطرفة "نرمين توفيق" الي أهمية التكاتف بين مصر وليبيا خاصة بعد القرار الأخير لمجلس النواب الليبي بالإذن للجيش المصري للدفاع عن الأمن القومي المصري والليبي، موضحة أن أبناء ليبيا قادرون على مواجهة الاطماع التركية في بلادهم ، ومشيرة اهمية الوعي بخطورة التدخلات والاطماع التركية التي تهدد الامن العربي والاقليمي . وشدد مدرس الاقتصاد بجامعة أسوان "محمود عنبر " علي الخلل الاقتصادي والهيكلي الذي يعاني منه الاقتصاد التركي خلال الفترة الأخيرة والذي تفاقم بصورة غير مسبوقة مع تفشي جائحة كورونا في تركيا والعالم. وأشار "عنبر " الي ان التدهور والخلل الاقتصادي كان دافعا لأنقرة للتدخل في الشأن الليبي ، منوها الي ان الاقتصاد التركي مؤخرا -بسبب جائحة كورونا- بات أكثر اقتصادا في العالم تأثرا بالجائحة ، وتجلى ذلك في انخفاض سعر صرف العملة التركية "الليرة" أمام الدولار في الفترة الأخيرة، حيث وصلت الليرة إلى أكبر تراجع لها في مايو 2020 إذ وصل سعر صرف الليرة 7.26 مقابل الدولار، هذا بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة واستمرار العجز في الميزان التجاري. واكد مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة المحور الرابع من الندوة والمتعلق بالآليات الأفريقية لحل الأزمة الليبية "محمود زكريا أهمية المبادرات الإقليمية لحل الأزمة الليبية ويأتي في مقدمتها "إعلان القاهرة" الأخير والذي يعد أقوى مبادرة دولية لحل الصراع في ليبيا نظرا لأنه ينطلق من قوة إقليمية قادرة على التأثير في الشأن الليبي ، منوها الي مسؤولية دورل الجوار الليبي الستة عن إحلال السلم في ليبيا ومنع التدخلات الأجنبية . وعن المبادرات الدولية أشار "زكريا" إلى وجود عدة مبادرات أوروبية لحل الأزمة في ليبيا بما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بالأزمة الليبية و خطورتها وتاثيرها علي الامن والسلم الاقليمي والدولي . ومن الجدير بالذكر ان مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية يعد مركز بحثي متخصص يضم نخبة من الاكاديمين والمتخصصين يناقش ابرز القضايا والملفات الافريقية والقضايا الاقليمية.