سعيد صلاح يكتب: اليوبيل الماسي للمشكلة السكانية

غير مصنف28-2-2021 | 15:33

المشكلة السكانية واحدة من «أكبر» المشاكل والقضايا التي واجهتنا وعصت على الحل حتى الآن، وأقصد بكلمة أكبر ليس فقط فى الحجم وضخامة وخطورة التبعات والآثار ولكن أقصد أيضا «العمر»، فإن عمر هذه المشكلة كبير جداً، نعاني منها منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن وما زلنا نحاول حلها ولكن دون جدوى غير بعض الحلول التى أسفرت عن نتائج ملحوظة فى بداية تسعينيات القرن الماضي، ورغم أن هناك دولا كثيرة كانت تعاني من نفس المشكلة فى توقيت مقارب للتوقيت المصري إلا أنها استطاعت أن  تحلها وتتخطى هذه العقبة الكبيرة ونحن ما زلنا نحاول. الرئيس جمال عبد الناصر كان أول من تحدث عن المشكلة السكانية وخطورتها وكان عدد سكان مصر وقتها تعرفوا كام  «30 مليون نسمة»..! ، عبد الناصر فى خطاب له عام 1966، قال إن الزيادة السكانية أصبحت «قضية ملحة»، يعني مصر كانت تعاني وقتها من المشكلة أى أن المشكلة كانت قد بدأت تظهر قبل ذلك بسنوات حتى تفاقمت وتعداد مصر 30 مليونا.. تصوروا!، وقتها قرر الزعيم عبد الناصر إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، وبالفعل تم إطلاقه فى بداية السبعينيات، ورحل الرئيس عبد الناصر وخلفه الرئيس السادات الذي تحدث هو الآخرعن المشكلة السكانية وقرر الخروج بالمصريين إلى الصحراء من خلال المشروع الطموح للمهندس حسب الله الكفراوى، مشروع المدن الجديدة، ورغم أهمية هذا التوسع إلا أنه لم يساهم أيضا فى حل المشكل بشكل كبير وكانت الزيادة وقتها  600 ألف نسمة كل عام، ووصل تعداد السكان فى عام 1976 إلى 37 مليون نسمة - مش زي دلوقتي 2.5 مليون مولود سنويا. وفى عهد الرئيس السابق حسني مبارك، استطاع أن يحقق بعض النجاحات فى مواجهة المشكلة، وأسفرت هذه المواجهات فى الحد من الزيادة لسنوات قليلة وانعقد مؤتمر السكان فى القاهرة عام 1994 وكان تتويجا لهذه الجهود، وكلنا يتذكر حملات تنظيم الأسرة و«حسنين ومحمدين والراجل مش بس بكلمته وأسال واستشير». وتشكل فى هذه الفترة المجلس القومي للسكان وكان بمثابة المدير الفني لكل اللاعبين فى ملعب مواجهة المشكلة السكانية ولكنه انضم إلى وزارة الصحة فأصبح هناك فريق بلا مدير فني، لاعبون كثر ولكن لا أحد يخطط أو يراقب تنفيذ الخطط ويحاسب المخطئ والمقصر ويثيب المجتهد. وأما الرئيس عبدالفتاح السيسي فقد أعاد لنا من جديد أهم أعمدة مواجهة المشكلة السكانية وهي «الإرادة السياسية»، فالرئيس فى كل مناسبة يتحدث عن أهمية المواجهة ويدعو الجميع للتصدى لها محذرا من خطورتها على كل مخططات التنمية، مشيرا إلى ضرورة أن نتكاتف جميعا الدولة والشعب وكافة الجهات المعنية من أجل حلها، لذلك فإنني أرى أن  هذه الفترة فرصة ذهبية يجب أن نقتنصها لمواجهة المشكلة وعلينا جميعا شعبا وحكومة ومجتمع مدني وأحزاب وغيرهم.. أن نتعاون ونخلص النية والعمل من أجل التصدى لأهم وأكبر تحديات الوطن.. الزيادة السكانية. حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2