رجب البنا يكتب: مستقبل الإخوان «3 – 3»

رجب البنا يكتب: مستقبل الإخوان «3 – 3»رجب البنا يكتب: مستقبل الإخوان «3 – 3»

غير مصنف2-3-2021 | 15:50

فى حوار تليفزيونى مع برنامج «صالة التحرير» كشف اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق عن واقعة مذهلة لها دلالات كثيرة، وهى أن وزارة الداخلية ضبطت 4 آلاف صاروخ مضاد للطائرات فى عهد حُكم الإخوان، وكانت هذه الصواريخ قادمة من ليبيا، حيث استغل الإخوان الفوضى بعد سقوط القذافى ونهبوا مخازن السلاح الليبية ونقلوها إلى مصر.. وكانت هذه الصواريخ متوجهة إلى سيناء، وتمكنت قوات الأمن المصرية من السيطرة على المهربين – من الإخوان- وقدموهم للنيابة العامة، وتم تسليم الصواريخ إلى القوات المسلحة المصرية، وقال وزير الداخلية الأسبق، ما هو أخطر وهو أن الإخوان – فى عهد الإخوان – فتحوا الحدود والمعابر فى سيناء، أى أنهم فتحوا الأبواب للعناصر الإرهابية للقيام بعمليات التدمير والقتل وتهديد الأمن القومى المصرى. صواريخ مضادة للطائرات.. لماذا؟ لإسقاط الطائرات المصرية كما فعلت إسرائيل!، هكذا الإخوان، حتى وهم فى الحُكم، يعملون ضد وطنهم – إن كانوا يرون أن لهم وطنا! وهكذا الإخوان، يراهنون اليوم على الدعم الذى يتلقونه من دول لها أطماع وعداء لمصر، وهدفهم استعادة الفرصة من جديد للانقضاض على حُكم مصر. ولم يعد خافيا أن العلاقة بين الإخوان والدول الأجنبية قديمة وهى التى مكنتهم من البقاء، وكلما تعرضوا للتصفية وجدوا الملاذ والتمويل والسلاح، وهذا يجعل المعركة مستمرة بين الشعب المصرى وقيادته الوطنية وبين هذا التنظيم العميل. والآن، وبعد أن ثار عليهم شعب مصر فى 30 يونيو فإنهم يخططون للعودة، وتستعد قيادات الإخوان الهاربة فى الخارج باستخدام أساليبهم فى التلون والخداع والادعاء بأنهم تعرضوا للظلم وسوء الفهم ولم يحصلوا على فرصة كافية لتحقيق «النهضة»، وباستغلال العاطفة الدينية ومشاعر الإشفاق، والاستعداد لتصديق كل من يدعى الاحتماء بشعارات الدين، للعودة فى ثوب التوبة والمراجعة والمصالحة! هذا هو سيناريو المستقبل من جانب الإخوان: العودة فى صورة الحمل الوديع الطيب، الذى يريد الخير لمصر، ويتمسك بالدين، ويدعو إلى الحكم بالشريعة وذلك ليعاودوا تخريب البلد وتسليمها للقوى الأجنبية، أما سيناريو المستقبل من جانب الحريصين على أمن واستقلال وحماية مصر ومستقبلها فإنه يعتمد على المشاركة المجتمعية لوضع استراتيجية بناء على معلومات كاملة ودقيقة عن تكوين وتفكير وتاريخ هذه الجماعة، وتشخيص صحيح للعوامل التى ساعدتها على البقاء لأكثر من 90 عاما تغلغلت فيها فى المجتمع المصرى وجذبت قطاعا من ذوى النوايا الحسنة وأيضا من ذوى الميول الإجرامية، ومن محدودى الأفق.. ولابد أن تشمل هذه الاستراتيجية برامج واضحة قابلة للتنفيذ على المدى القصير، والمتوسط، والطويل، ولا تعتمد على الرفض فقط. هذه الاستراتيجية أولا: على أساس أن الإرادة الشعبية عبرت عن نفسها بثورة 30 يونيو برفض حُكم الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية، وبالإدراك ثانيا من أن هذه الجماعة أعطيت فرصا كثيرة للاندماج فى المجتمع كفصيل يعمل لخدمة الوطن وفى كل مرة يتأكد أن لها وجها ظاهرا يرفع شعارات الحل الإسلامى والخير لمصر، وعندما تتاح لهذه الجماعة الفرصة يكشفون حقيقتهم وينفردون بالسلطة وبالرأى ويستبعدون كل من يخالفهم ويدعون أنه عدو للدين وللشريعة.. وتجربة مبارك معهم تؤكد هذه الحقيقة، فقد عمل نظام مبارك فى البداية على إقصاء الإخوان ومحاكمتهم، وفى مرحلة تالية استجاب لادعائهم بالتراجع عن العنف وسمح لهم بالمشاركة فى العمل السياسى كفصيل يمارس العمل السلمى، وبذلك تمكنوا من التسلل إلى الأحزاب ودخول الانتخابات بلافتات مضللة ووصلوا إلى مجلسى الشعب والشورى، ثم كشفوا حقيقتهم العدوانية بانقضاضهم على ثورة 25 يناير واستغلال الفوران الشعبى للاستيلاء على الحُكم والانفراد بالسلطة واستبعاد أصحاب الثورة الحقيقيين، وحدث هذا الخداع فى كل العهود، من عهد الملك فاروق، إلى عهد عبدالناصر، ثم عهد السادات الذى أخرجهم من المعتقلات وسمح لهم بإصدار صحف وكتب والعمل فى مجالات التجنيد والدعوة ثم شاركوا فى اغتياله. استراتيجية التعامل مع هذا التنظيم الخطير على الأمن القومى وعلى حرية واستقلال وتقدم مصر يجب أن تكون بالاستمرار فى المواجهة الأمنية لميليشيات الإخوان وأنصارهم، وللعناصر النائمة التى تعمل فى الخفاء وتوجه أتباعها للقيام بأعمال الإرهاب، وإن كانت المواجهة الأمنية ضرورة لا غنى عنها مهما كانت التضحيات لحماية البلد، إلا أن ذلك وحده لا يؤدى إلى استئصال الضلال الذى تنشره الجماعة بفكرها، المواجهة الأمنية تنزع السلاح من الأيدى المجرمة ولا تنزع الفكر المنحرف من العقول، ومن هنا تأتى أهمية تصحيح المفاهيم الدينية والتركيز على التربية الدينية فى المدارس، وتظهر أهمية الثقافة والفنون ونشر التفكير العلمى، وإصلاح العمل الدعوى فى كل مجالات الدعوة والتوجيه الدينى والسياسى والاجتماعى، والتوعية باستعداد الجماعة للمناورة بسيناريو المراجعة والاعتذار والاعتراف بالخطأ، وباستمالة المشاعر بالدعوة إلى التسامح والتصالح، وهذا السيناريو هو خطوة تكتيكية للخداع سوف يتبعه الانقضاض فى الوقت المناسب. ومع المواجهة الأمنية والثقافية لابد أن يقوم الإعلام بدوره بوسائل مهنية وليس بأساليب الدعاية وترديد الشعارات، وأهم من ذلك أن يستمر العمل الوطنى بالقوة التى ينجز بها إصلاح أجهزة الدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة أمام القانون لجميع المواطنين دون تمييز أو تحيز لفئة أو لجماعة، والدفع بعملية البناء والإصلاح الشاملة الجارية الآن للقضاء على التربة التى ينمو فيها فكر الإخوان (الفقر – الجهل – البطالة – عدم معرفة المفاهيم الإسلامية الصحيحة وغياب الوعى والثقافة الحقيقية وانتشار الخرافات)، إلى جانب ذلك يجب تركيز مؤسسات الدعوة على تنقية التراث وتجديد الخطاب الدينى لنشر مفاهيم الإسلام الصحيح وكشف الانحرافات فى بعض كتب التراث التى يعتمد عليها الإخوان. وليس جديدا التأكيد على أهمية التعليم، فهذا حديث معاد ومكرر لم يتحقق بالصورة الواجبة، نحتاج إلى نظام للتعليم نحكم على صلاحيته بما يحققه من إعداد مواطن جديد، وعقل جديد يؤمن بالعلم والدين معا، ويفرق بين الصواب والخطأ، وبين الخير والشر، وبين الحقيقة والضلال، نحتاج لجيل جديد يواجه بالعقل والمعرفة حملات الإخوان الدعائية المسمومة على شاشات التليفزيونات المعادية، ورسائلهم المضللة فى وسائل التواصل الاجتماعى، والسموم التى تبثها «الكتائب الإلكترونية» على الإنترنت دون توقف وباستخدام أساليب الحرب النفسية وبالشائعات والأكاذيب لتضليل العقول. استراتيجية العمل لمواجهة فكر وإرهاب الإخوان تحتاج إلى مجهود كبير لتنفيذها، وإلى اشتراك كل أجهزة الدولة دون استثناء، وتحتاج أكثر إلى جهود المخلصين من النخبة والمواطنين.
    أضف تعليق

    أكتوبر .. تفاصيل الحكاية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين

    الاكثر قراءة

    تسوق مع جوميا