تشهد مصر عصرا جديدا لبناء الإنسان المصري في كافة المحاور المتنوعة للحياة و بما أن الأسرة المصرية هي عصب الحياة في المجتمع و هي المكون الأساسي لكل خطط الدولة من أجل التنمية و بناء مصر المستقبل فقد أطلق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية ليشمل جمهورية مصر العربية كلها من أجل تحقيق جودة الحياة للأسرة المصرية و الإرتقاء بخصائص السكان وفق آليات تنفيذ فاعلة على أرض الواقع و تتناسب مع ما تحتاجه الأسرة المصرية لتشمل كافة الجوانب الإجتماعية و الإقتصادية و التوعوية و الثقافية و الصحية و التعليمية مما يغير شكل الحياة في المجتمع المصري كله لتنعم الأسرة المصرية بالحياة الكريمة .
و يشمل المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية العديد من المحاور و منها المحور الإقتصادي الذي يهتم بدرجة كبيرة بالتمكين الإقتصادي للمرأة المصرية من خلال توفير فرص التدريب على المشروعات الصغيرة و المتناهية الصغر و الحرف اليدوية لتحقيق الإستدامة في توليد الدخل للأسرة مما يحفاظ على كيان الأسرة و يجنب المجتمع العديد من المشكلات الإجتماعية الفرعية المترتبة على ذلك .
كما يشمل محور التدخل الخدمي في هذا المشروع الإهتمام بتوفير كافة و سائل تنظيم الأسرة و برنامج طموح لتوطين عدد كبير من الطبيبات في الوحدات الصحية المنتشرة بكافة المحافظات و كذلك التعاون مع المجتمع المدني للمساعدة في توفير كافة الخدمات المطلوبة للأسرة في هذا الشأن .
و يأتي دور آخر للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية في محور التوعية و التثقيف للعمل على زيادة و عي المجتمع و الأسرة بمفاهيم مجتمعية هامة و مؤثرة في حياة الأسرة المصرية و منها الآثار الإجتماعية و الإقتصادية المترتبة على الزيادة السكانية و قضية عمالة الأطفال و زواج القاصرات و غيرها من المفاهيم التي تحتاج الأسرة الى زيادة الوعي بها بالأضافة الى وضع برامج تثقيف للشباب المقبل على الزواج بالتعاون بين العديد من الوزارات المعنية .
سيتم أيضا إنشاء صندوق تأمين الأسرة لمنح حوافز للأسر التي تلتزم بمحددات ضبط النمو السكاني مع إنشاء منظومة الكترونية تسمى منظومة الأسرة المصرية ليتم من خلالها ميكنة خدمات صندوق تأمين الأسرة لربط بيانات الأسرة بمراكز الخدمات الصحية و التعليمية و غيرها لتقييم الخدمات المقدمة و متابعة مؤشرات قياس الأداء مما يحقق آليات تتسم بالسهولة في تنفيذ المشروع من خلال التحليل الدائم للبيانات .
و ذلك بالإضافة إلى الإرتقاء في الخدمات الصحية من خلال مشروع 100 مليون صحة و تحسن الخدمات التعليمية و كافة الخدمات التي تحتاج إليها الأسرة من خلال مبادرة حياة كريمة مما يحقق نوع من التجانس و التشابك الإيجابي بين كافة المشروعات القومية الموجهة للمواطن المصري لزيادة فاعلية نتائجها و إستمرار نجاحها مما ينعكس على شكل و جودة الحياة للأسرة المصرية .
إن المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية هو مشروع عملاق طموح سيغير شكل حياة الأسرة المصرية مما يساعد على تحقيق كافة أهداف التنمية التي ستنعكس ثمارها على المواطن المصري لذا وجب علينا جميعا أن ندعم و نساند هذه المشروعات القومية الإنسانية التي ستنعكس على حياتنا بالفائدة بشكل مباشر لنعيش حياة كريمة و نستمتع بجودة الخدمات المقدمة لنا و نساعد في بناء خطواتنا نحو المستقبل .