«بطن البقرة» بلا عودة لعشوائيات.. وبداية حياة جديدة على أرض الأسمرات

«بطن البقرة» بلا عودة لعشوائيات.. وبداية حياة جديدة على أرض الأسمراتارض الاسمرات

مصر20-5-2021 | 10:39

عند منحدر جبل الفسطاط بجوار المسجد التاريخي الشهير للصحابي الجليل عمرو بن العاص، وأمام مجمع الأديان بمصر القديمة، تقع منطقة بطن البقرة.

وبالرغم من وجودها في هذه المنطقة التاريخية العريقة، فإن مأساة بطن البقرة تعد حلقة في مسلسل معاناة سكان العشوائيات.

ولعل سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى وقوعها في منخفض أرضى عميق بالإضافة إلى اشتغال سكانها بتربية الأبقار لتوريدها إلى “المذبح”الذي لا يبعد كثيرًا عنها، المنطقة مكتظة بالبيوت والعش”البسيطة ذات الأسقف الصفيح المغطاة بالقش والتي تحوي آلام ومشكلات لا تنتهي.

في أحد أيام عام 2003 استيقظ سكان منطقة بطن البقرة على صوتا مدويا، هرولوا بفزع ليجدوا سقف الغرف التي كانوا يعيشون فيها قد انهارت تماما .

ليس هذا فقط بل إنه أغرقت المياه الجوفية البيوت بالمنطقة، مما أدى إلى تعرضها لهبوط أرضى ووقوفها على حافة الانهيار.

يصف أحد سكان المنطقة الوضع قائلا: «الأرض بتمشي. . البيوت بتحرك من مكانها كأنها عليمة على بوش الميت.

في «بطن البقرة» يطلق لفظ «بيت» على مجموعة من الغرف المتلاصقة التي تضم كل منها أسرة وتصل إلى عشر غرف أو ما يزيد، ويتشارك الجميع في «حنفية مياه» واحدة في الخارج، ودورة مياه صغيرة ومتهالكة ويغلفها الصدأ.

لم يكن الخوف من الموت تحت الركام الهم الوحيد لسكان المنطقة، ولكن عدم وجود صرف صحي والرائحة الكريهة، هم آخر

المنطقة تضم أكثر من 2000 أسرة تقريبا يعيشون في تلك المنطقة التي تحمل درجات مختلفة من الخطورة، حيث يقع جزء منها على حافة الجبل.

حينما تتعرض بعض منازل المنطقة للانهيار كانوا لا يجدون أمامهم مأوى سوى الشارع، حقا لم يكن أمامهم سوى النوم في الشارع، كان الرجال ينامون في عربة نصف نقل، فيما اجتمعت النساء ودخلن إحدى المحالّ الصغيرة ليقضين الليل فيها بعيدا عن الأعين، المنطقة لا يوجد بها مدرسة أو مستشفى أو أدنى متطلبات الحياة الآدمية، حياة غير آدمية، مساكن بلا خدمات، أطفال يعيشون في دائرة مغلقة من المرض والعشوائية

ولكن في ظل المبادرة الرئاسية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري، عرف سكان بطن البقرة لأول مرة معنى كلمة حياة

صدرت توجيهات القيادة السياسية وبدأت أجهزة محافظة القاهرة في إخلاء منطقة بطن البقرة ونقل سكانها لمدينة الأسمران بوحدات مجهزة، وذلك ضمن خطة تطوير المناطق العشوائية، وتوفير سكن ملائم لسكان تلك المناطق.

وفي هذا السياق، تم إزالة 730 عقار بمنطقة بطن البقرة العشوائية بحي مصر القديمة، ومن المقرر نقل 2000 أسرة وتغيير حياتهم للأفضل بعد نقلهم إلى مساكن حضارية بمشروع الأسمران.

وجميع الوحدات السكنية الجديدة التي ينقل لها المواطنين مؤثثة ومزودة بكافة الخدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة وسكن ملائم لهم (وحدات صحية. . مركز شباب. . مدارس)، ويتم توفير أتوبيسات لنقل الأهالي لمساكنهم الجديدة.

أضف تعليق