جبر الخواطر

جبر الخواطرإبراهيم رضوان

الرأى7-6-2021 | 09:52

عندما يطرق آذننا مصطلح "عبادة" فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات التي تتبادر إلى الذهن عادة، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلى أن هناك عبادات أصبحت خفية – ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها- وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة "جبر الخواطر".

حسنا ما فعله محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف من إستقباله "سائقة التومناية " والجبر بخاطرها ومنحها مكافأه مالية مع وعد بتوظيفها في وظيفة مناسبة لشهادتها ، إنها سيدة بـ 100 رجل ، مرض زوجها ، فلم تنتظر إحسانا من أحد ، وبادرت بتعلم السواقة ، وشراء " تومناية " بالتقسيط والعمل عليها وكفاية بيتها وعيالها ، إنها سيدة مصرية صميمة ، لم يفت في عضدها مشاحنات السائقين معها ولا غلاستهم ، حتى أجبرتهم جميعا على إحترامها.

أنها نموذج يحتذى ، وحسنا فعل محافظ الأسكندرية الذي التقط بعينيه الأمنيتين هذه السيدة خلال وقوفها بالموقف ، وتوجه اليها وصافحها وسأل عن أحوالها ، ثم إستقبلها فيما بعد بمكتبه وكرمها.

محافظ الإسكندرية يعطينا درسا في إحترام الناس ، كل الناس ، وعدم النظر بتعال على خلق الله ، فلا أحد يدري ما هي الظروف التي يعيش فيها الآخرين ، وما أحوجنا الي آنسنة المدينة وجعلها أكثر إنسانية وسط كل هذه الفوضى والعشوائية.

شكرا لمحافظ الإسكندرية الذي منحنا درسا مجانيا في " جبر الخواطر " بإعتبارها من أعظم العبادات المنسية ، وجبر الخواطر معناه رفع همه الشخص أو تهوين مصيبتة والأخذ بيدية حتي يمر بمصيبته ، ورفع همه الشخص قد تكون بالنصيحة أو الإبتسامة أو الصدقة ، وجبر الخواطر من المعاملات الإسلامية التي يجب أن يتحلي بها كل مسلم وكل شخص عموماً بعيد عن ديانتة ، ومن يعمل علي جبر الخواطر فهو بالتأكيد شخص شهم ومعدنة أصيل .. جبر الله خاطرنا جميعا ..

أضف تعليق