تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، أنهت فرقة أوبرا سان بطرسبرج الروسية زيارتها لدار الأوبرا، برئاسة الدكتور مجدى صابر، حيث قدمت ليلتين على المسرح الكبير للعرض الكلاسيكى العالمى أوبرا ريجوليتو للموسيقار الإيطالى فيردى، وأخرجه يورى الكسندروف الحاصل على لقب فنان الشعب الروسى، والذى أعرب عن سعادته بزيارة القاهرة، ضمن جولة فى عدة دول انطلقت من مصر، وأكد أن الأوبرا المصرية باتت من أهم دور الأوبرا فى العالم بما تملكه من إمكانات فنية وبشرية، وأشار إلى أهمية الثقافة والفنون فى مد جسور التواصل بين البشر، رغم اختلاف اللغات، موضحا قدرتها على إيجاد حلول للقضايا الاجتماعية.
تميز عرض ريجوليتو بالإبهار وتكامل العناصر الفنية وأداه 110 مبدعين روسيين، ما بين عازفين ومغنين، حيث نجح الأوركسترا بقيادة المايسترو الكسندر جويخمان فى عزف موسيقى فيردى ببراعة، كما أثار المغنون إعجاب الجمهور بقدرتهم على إبراز المحتوى النفسى والأخلاقى والانفعالى للشخصيات، وتناغمت معهم الحركة المسرحية للمجموعات، هذا إلى جانب الإضاءة والديكور والملابس التى استلهمت الحقبة الزمنية لأحداث الأوبرا والمأخوذة عن رواية الملك يمرح للكاتب والشاعر الفرنسى الشهير فيكتور هوجو.
وفى نفس السياق اختتمت فرقة باليه أوبرا القاهرة احتفالها بمرور 20 عاما على تقديم باليه زوربا فى مصر، حيث قدمت الليلة الثانية منه إلى جانب عرض باليه الليلة الكبيرة.
فعلى مسرح النافورة، أكدت الفرقة مستواها الفنى المميز من خلال عرض زوربا، وباتت منافسا قويا للفرق العالمية المتخصصة، حيث نجح العارضون فى أداء التصميمات الحركية العالمية التى ابتكرها لوركا ماسين على موسيقي اليونانى ميكيس ثيودوراكيس، ونالوا إعجاب واستحسان الحضور بمهارتهم فى التعبير عن القصة التى تقدم دعوة للتمسك بالحياة واستكمالها رغم الصعوبات.
كما برع أعضاء الفرقة فى تجسيد المشاهد الفلكلورية فى عرض الليلة الكبيرة المستلهم من عرض العرائس الشهير الذى يحمل نفس الاسم ووضع ألحانه الموسيقار الكبير سيد مكاوى وكلمات الشاعر صلاح جاهين، وعُرض لأول مرة في الستينات من القرن الماضى على مسرح العرائس بالقاهرة، وقام الراحل الدكتور عبد المنعم كامل بتحويله إلى باليه، وصمم رقصاته الدكتور مجدى صابر، بعد إعادة صياغة ألحانه على يد الموسيقار جمال سلامة، حيث تحررت العرائس من خيوطها لتنطلق في عرض يحافظ على نفس الفكرة القديمة التي تدور حول مظاهر الاحتفال بأحد الموالد الشعبية.