فى الوقت الذى تتجه أنظار العالم إلى اجتماع مجلس الأمن لقضية سد النهضة، والمقرر له فى التاسعة مساء بتوقيت القاهرة، فقد رئيس الوزراء الإثيوبى أخر أوراقه فى إدارة ملف سد النهضة واتخذ قرارا خلال جلسة مع أعضاء مجلس نواب الشعب، بإغلاق نحو 30 من بعثاتها الدبلوماسية في الخارج (عدد البعثات 59) وفى مقدمتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، طبقا لصحيفة أديس استاندرد إثيوبيا. وحقيقة الأمر أن كافة البعثات الدبلوماسية الإثيوبية فشلت فى مواجهة الدبلوماسية المصرية فى كافة المحافل الدولية، فى الاتحاد الإفريقى ومجلس الأمن وجهود القوى العظمى فى القايام بدور الوساطة، وكذلك المجموعة العربية.
وقالت المصادر للصحيفة إنه تم استدعاء 18 من موظفي السفارة الإثيوبية في واشنطن ، كما تم استدعاء خمسة موظفين آخرين من البعثة الدائمة ل إثيوبيا لدى الأمم المتحدة ، مما أدى إلى خفض مجموع الموظفين في البعثة إلى ثلاثة. وسيتم إغلاق القنصليات الإثيوبية في لوس أنجلوس وفرانكفورت ومينيسوتا وسيتم استدعاء الموظفين إلى البلاد.
وفى سياق متصل طالب رئيس الوزراء، الإثيوبيين عبر تويتر "بدعم جهود الملء الثاني لخزان سد النهضة" ولم يوضح كيفية الدعم أو شكل الدعم. وكان آبى أحمد، قال فى معرض إجابته على سؤال حول تأخر الملء الثانى من شهر مايو إلى شهر يوليو؟ أن الممر الأوسط لم يكتمل، وعن سبب عمدم اكتمال الممر الأوسط بارتفاع 30 متر والاكتفاء بارتفاع 8 امتار؟ قال إن "قطاع الطرق" كانوا يسرقون شاحنات الأسمنت. ورغم أن هذا الحديث مرفوض أن يصدر من مسئول بدرجة رئيس وزراء، لأن فرض الأمن مسئوليته، فإن ما يدعو إلى الاستغراب حديثه الدائم عن "سيادة إثيوبيا على النيل" فى انه ليست له سيادة على الأسمنت الذى يبنى به السد.
وبسبب سياسيات أبى أحمد، تواجه إثيوبيا تحديات متعددة بما في ذلك تدهور الوضع الأمني في البلاد بسبب الحرب الهلية فى تيجراى والتى بدأها آبى أحمد قبل 8 أشهر فى 4 نوفمبر 2020، مؤكدًا حينها ان الحملة لن تستغرق سوى أسابيع قليلة، وانتهت بهزيمة الجيش الإثيوبى والقبض على جنوده كأسرى لدى قوات تيجراى، وتم عرضهم فى شوارع الإقليم.
وتعانى إثيوبيا من أزمة اقتصادية طاحنة بسبب نقص العملة الأجنبية، ووضع إنسانى متدهور، وقدرت الأمم المتحدة وقوع 400 ألف إثيوبى تحت خط الفقر المدقع والحاجة إلى الغذاء ويهددها شبح المجاعة، فى الوقت الذى يفتخر فيه رئيس الوزراء بتجديد مكتبه الفاره، حسب تصريحات ل فينشيال تايمز.
يشار إلى أن تونس قدمت لشركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو أديس أبابا إلى التوقف عن ملء خزان سد النهضة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية قبل يومين. وجاء الاجتماع بعد فشل جولات عدة من المباحثات بسبب إصرار إثيوبيا قدما على الملء الثاني للسد من دون اتفاق مع القاهرة والخرطوم.