أكد المستشار عقيلة صالح خلال حواره لـ «بوابة دار المعارف» على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها مهما كانت الظروف واتهم مجموعات بعينها ترغب في تأجيلها وعدم وجود جيش قوى وموحد بالبلاد لأنها تشعر بعدم وجودها في المشهد السياسي بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وكشف عن الانتهاء من إعداد البرلمان للقاعدة الدستورية وإجراء الانتخابات ووضع الشروط الواجب توافرها في الرئيس المنتخب، واعتبر أن ملف المصالحة الوطنية سيكون أفضل بعد الانتخابات لقدرة الرئيس المنتخب على تنفيذ التوصيات، ودعا الشعب الليبي إلى التمسك بالانتخابات في موعدها والإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس، كما انتقد أداء الحكومة والمجلس الرئاسي لعدم انجازهم لمصالح الشعب وتوفير الغذاء والدواء والكهرباء والسيولة النقدية ودفع المرتبات والإعداد لملفي المصالحة الوطنية والانتخابات، وأبدى استغرابه من تقديم الحكومة لميزانية تصل إلى 111 مليار دولار.
- بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الليبي ما رؤيتكم لتطويره وتحديثه؟
بداية الجيش الليبي تم تأسيسه فى مصر وبهذه المناسبة أقدم التحية للشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي والإشادة بما نشهده من إنجازات عظيمة فى مصر تدل على ذكاء خارق ووجهة نظر صائبة ونتمنى لمصر كل الازدهار والاستقرار أما فيما يتعلق بالجيش الليبي فقد سبق وأن شارك فى تحرير ليبيا من الاستعمار الإيطالي وله تاريخ معروف حيث تخرج العديد من العناصر البشرية من الكليات العسكرية وقد أصبح جيش على أعلى مستوى من التدريب والاحترافية وحتى اليوم وبدعم من الإخوة العرب وفى المقدمة مصر ونرى أنه أصبح فى مقدمة الجيوش الإفريقية ولديه القوة فى الدفاع عن ليبيا ومؤسساتها والأهم أيضا هو الانضباط والتدريب المستمر بشكل يومى.
- ماذا عن وحدة المؤسسة العسكرية.. هل من تقدم فى هذا الشـأن؟
أقدم التهنئة فى هذه المناسبة لأولادنا الضباط والجنود ونتمنى لهم جميعا المزيد من التقدم أما فيما يتعلق بوحدة المؤسسة فقد تم تشكيل لجنة (5 + 5) من خيرة الضباط الليبيين وهى تسعى لوحدته ومن أهم ما تم إنجازه هو فتح الطريق الساحلي والذى أعتبره خطوة على الطريق الصحيح لمصلحة الشعب الليبي وتسهيل الحركة بين الجنوب والشرق والغرب ولحركة التجارة وكرسالة للاطمئنان إن البلاد أصبحت فى أمن وأمان - ولكن أعتقد أن هناك من يرفض حتى وجود الجيش ويعملون على بث الفرقة ونشر الشائعات لعدم الوصول إلى الاستقرار ورغم ذلك لدى يقين أن العسكريين أكثر حرصا على وحدة التراب الليبي ووحدة المؤسسة العسكرية وحماية الشعب وأتصور أنه بعد وجود الرئيس المنتخب ستكون الأمور أكثر استقرارا ووضوحا
- سبق وأن ذكرت عدم الاعتراف بقائد أعلى للقوات المسلحة إلا من خلال سلطة منتحبة ماذا تعنى ؟
من منطلق أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة لأنه منتخب والآن حقيقة لا يوجد لدينا رئيس منتخب
- إذن كيف ترى الوضع الحالي؟
المجلس الرئاسي يقول انه القائد الأعلى وهو وضع غير مناسب لأنه لا يوجد انسجام بين القوات الموجودة فى الغرب وقوات الشرق وبالتالي الجيش ما زال منقسمًا ولذا اعتبر أن الحل الأفضل والصحيح هو ترك الأمر للجنة (5 + 5) وحتى يتم انتخاب الرئيس أما الجدل فى هذه الأمور يزيد كثيرا من الانقسام كما يحدث حاليا وبالتالى على المجلس الرئاسى أن يترك هذا الأمر كما نصحنا من قبل وطالبنا أن يكون للجنة (5+5) وعندما يتوحد الجيش يكون الأمر أفضل للاتفاق على من هو القائد الأعلى.
- هل لديكم مخاوف من حدوث اضطرابات بسبب عدم الالتزام بوحدة المؤسسة العسكرية ؟
لا أعتقد ذلك لأن كل الشعب الليبى والمشير خليفة حفتر وغيرهم من العناصر الموجودة فى الشرق لا يريدون أية حروب وإنما يرغبون فى الاستقرار وصولا إلى مرحلة الانتخابات
- المشروع السياسى فى ليبيا هل يسير وفق خارطة الطريق؟
إن ما يحكم العملية السياسية هو الإعلان الدستورى والذى ينص على أن سلطات الدولة وكيفية الوصول إلى السلطة وهذا الاعلان قائم إلى أن يتم الإلغاء أو التعديل ولن تستطيع أى جهة عمل الامرين إلا من خلال البرلمان طبقا للدستور وبالتالى لدينا قاعدة دستورية وفى عام 2014 أصدر مجلس النواب قرارًا بأن الشعب الليبيى هو من ينتخب الرئيس مباشرة وقد تم تضمين هذا القرار للإعلان الدستوري وبالتالي الأمور واضحة
- هل البرلمان عاكف حاليا لإعداد القاعدة الدستورية لانتخاب الرئيس؟
البرلمان بدأ بالفعل فى إعداد القاعدة الدستورية وهو على وشك الانتهاء.
- هل يمكن التعرف على ملامحها؟
القانون الخاص بالقاعدة الدستورية يتضمن كل شيء من بينها شروط انتخاب الرئيس واختصاصته ويقع فى حوالى
69 مادة وأيضا قانون انتخاب مجلس النواب إذن كافة القواعد الدستورية موجودة، ولكن هناك محاولات لمجموعة الـ75 تحاول تعطيل الانتخابات
- من الذى يعرقل إجراء الانتخابات؟
المجموعات التى تشعر بأنها سوف تخرج من المشهد السياسى بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ولن يكون هناك ما يسمى بمجلس الدولة ولذلك قام السيد كوبلر الممثل الأممى بتسميته بالمجلس الاستشارى من قبيل الترضية لهذه المجموعة - لكن - هل يجوز أن يكون هذا المجلس خصما للبرلمان الليبيى وسبق وأن كان سببا فى تعطيل استلام مجلس النواب للسلطة كما تسبب فى مشاكل كثيرة
- تقصد أن مجلس الدولة يعرقل الحل السياسى؟
صحيح منذ البداية وسيظل كذلك.
- كيف تقيم دور كل من المجلس الرئاسى والحكومة المؤقتة؟
للأسف الشديد لم يقدموا شيئًا وكان الهدف من تشكيل الحكومة هو توحيد مؤسسات الدولة وهذا يعنى (لا للتهميش للأقاليم وأن يشارك الجميع فى إدارة الدولة وتوفير احتياجات المواطنين من الغذاء والدواء والكهرباء والسيولة النقدية وتوفير المرتبات وتحقيق المصالحة الوطنية والاستعداد للانتخابات) وهذا هو المطلوب محليا ودوليا وما يحدث هو أن الحكومة بدأت تعمل فى موضوع التنمية والتى تحتاج لوقت وموافقة من المواطنين ودراسة جدوى ومعايير واحتياجات معينة
- إذن الحكومة فشلت فى مهامها وأهدرت الكثير من الأموال فى أمور غير واضحة ؟
هى أنفقت من الميزانية ما يسمى بواحد على إثنى عشر أكثر من واحد وعشرين مليار خلال ثلاثة أشهر على مشاريع لم تنفذ بعد إنما مجرد دراسة.
- هل البرلمان يعتزم محاسبة من قام بإهدار المال العام؟
مجلس النواب اتخذ بالفعل خطوات وشكل لجان للمحاسبة والمراقبة ولا يوجد لدينا من هو فوق القانون وقد تم تكليف النائب العام بهذا الأمر وهو شخصية قادرة وتعمل بكل جدية.
- هل ترى أن الانتخابات سوف تتم فى موعدها 24 ديسمبر المقبل؟
أنا شخصيا - عقيلة صالح - رئيس مجلس النواب أصر مائة فى المائة على إجراء الانتخابات فى موعدها مهما كانت الظروف وأيضا المجتمع الدولى يدفع فى هذا الاتجاه والشعب الليبيى يرى أنها المخرج الصحيح الذى ينهى الخلافات على الشرعية والمشكل التى تتراكم فى كل مكان ومن يأتى به الشعب رئيسا نحن معه
- ما مواصفات الرئيس.. هل من خلال توافق مجتمعى؟
لا، إن هذا ربما يعطل إجراء الانتخابات ولهذا السبب نحن بحاجة لأن نأخذ بمرحلة متقدمة فى عملية انتخاب الرئيس وهى أن يحصل على نسبة 51 % من أول جولة وإذا لم تحدث يمكن الإعادة بين الأول والثانى وقد وضعنا الشروط الواجب توافرها
- ما هى الشروط لترشح الرئيس؟
هى شروط عادية أن يكون ليبيى الجنسية لأب وأم ليبيين وألا يحمل جنسية أخرى يوم الترشح وإلا يكون محكومًا عليه فى قضايا مخلة بالشرف وأن يكون حاصلًا على مؤهل جامعى وأن يكون لائقا صحيا ويقدم اقرارًا بذلك.
- هل تعتزم ترشيح نفسك فى الانتخابات الرئاسية؟
حقيقة دائما يوجه لى هذا السؤال ويجب أن ينتظر من يرغب فى ترشيح نفسه صدور الشروط حتى يرى هل تنطبق عليه أم لا وبالنسبى لى لم يكن هدفى أبدا الوصول إلى السلطة
- ألا ترى أن هذه الإجابة دبلوماسية؟
لا، هذه هى الحقيقة - ولكن إذا دعت الضرورة والمصلحة الوطنية بأن أترشح للانتخابات سوف أتقدم بذلك.
- كيف ترون الأسماء المطروحة حاليا للترشح للرئاسة؟ وكيف تقيمهم؟
تقييم المرشحين يقوم به الشعب الليبيى وليس أنا ومن حق أي شخص الترشح وفق الشروط التى سبق ذكرها ولا يوجد أى مانع إذا توافرت الشروط مهما كانت الشخصية والشعب الليبى هو صاحب الاختيار والقرار عبر صناديق الانتخابات
- ما هو تعليقكم على ظهور سيف الإسلام للمشهد السياسى حاليا؟
سيف الإسلام مواطن ليبيي ومن حقه أن يترشح إن توافرت الشروط
- ملف المصالحة الوطنية هل يسبق الانتخابات أم مؤجل لما بعدها؟
المصالحة الوطنية تحتاج إلى الرئيس المنتخب باعتباره القادر على تنفيذ التوصيات والاتصال مع كل الليبيين ولكن هناك مساعٍ للتحضير والتى تتعلق بالتعويضات وأمور أخرى وبالتالى ملف المصالحة لن يعطل إجراء الانتخابات
- أكثر من (2) مليون ليبيي فى العواصم العربية والدولية كيف سيتم الإدلاء بأصواتهم؟
من حق كل مواطن ليبيى أن يدلى بصوته فى الخارج وسوف يتم الإعداد لهذا الأمر.
- كيف ترى الزيارات المتبادلة بين الحكومة الليبية والأتراك وكذلك ما تم الإعلان عنه أن رئيس تركيا سيزور ليبيا فى أكتوبر المقبل أى قبل الانتخابات الرئاسية بشهرين؟
الأتراك يتمسكون بما سمحت لهم حكومة السراج من قبل بأنهم جاءوا بناء على دعوة من حكومته ونحن أكدنا أن الحكومة السابقة ليس لها الحق فى إبرام اتفاقيات إلا بعد مصادقة البرلمان عليها والذى سبق وأن رفضها، إذن الموضوع مجرد مسألة وقت ونحن نحترم أن تتواجد أى دولة فى إطار المصالح المشتركة والمشروعة وفق القانون والدستور ودون التدخل فى الشأن الليبي كما نطالب بخروج المرتزقة والقوات التركية من ليبيا وهذه مطالب سوف يتمسك بها الرئيس والبرلمان المنتخب.
- هل ما زال المرتزقة يتوافدون على مدينة طرابلس وبقوة؟
صحيح التواجد يزداد وبأعداد كبيرة وهذا يؤثر على عدم الاستقرار فى ليبيا
- مواقف واشنطن هل هي ثابتة فى دعمها لخريطة الحل السياسى فى ليبيا؟
التواصل مستمر مع السفير الأمريكى فى ليبيا وهناك إصرار على إجراء الانتخابات فى موعدها وأيضا نفس الموقف بالنسبة لروسيا ولكل المجتمع الدولى
- هل يمكن مشاهدة مبادرة جديدة لرئيس البرلمان فى الوقت الحالى مع استمرار فشل أداء الحكومة المؤقتة؟
الحكومة فشلت بالفعل فى أداء المهام المكلفة بها واذا استمرت على وضعها بالتأكيد، وإذا لم يتم اجراء الانتخابات فى موعدها أكيد سيكون هناك مبادرة
مضمونها يتحدث عن المحافظة على حقوق الشعب الليبى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ووحدة أراضيه.
- سبق وأن بعثت برسالة إلى رئيس الوزراء تطالب بإعطاء الصلاحيات التى سلبت منهم هل تجاوب معكم؟
كان هذا الموضوع من بين أسباب المشاكل فى طرابلس تحديدا نظرا لعدم تمكين الوزراء القيام بأعمالهم وقد شكل رئيس الوزراء لجنة برئاسة نائبه لدراسة الموضوع
- ما هو العائق أمام إقرار البرلمان للميزانية أو المصادقة عليها؟
السبب الأول بداية قدمت لنا الحكومة ميزانية تقدر بمائة مليار ثم تم تعديلها إلى 96 مليارًا والثانى هو بند التنمية وقد طلب أعضاء مجلس النواب تقديم البنود الخاصة بها ولكن الحكومة لم تقدم شيئًا لأن هذه الميزانية يجب أن تكون مدروسة وأن يتم الالتزام بتوفير متطلبات القوات المسلحة والقيادة العامة والحقيقة كانت لدينا رغبة فى إتمام الميزانية وتأجيل بند التنمية حتى تقوم الحكومة بإجراء تبويب بنود الاتفاق وكانت لدينا النية لإقرار البنـــــــد الأول الخاص بالمرتبات ولكن فوجئنا بطلب الحكومة التأجيل لحين الدراسة وأن لديهم تعديل بأن تكون الميزانية 111 مليارًا بدلا من الرقم السالف ذكره وهذا ما حدث خلال اليومين الماضيين.
- ألا ترى أن وجود المرتزقة سبب كبير فى زيادة النفقات؟
بالتأكيد لأن المرتزقة يحصلون على مرتبات من البنك المركزى
- ما هو وضع رئيس البنك المركزى حاليا؟
سبق وأن تمت إقالته منذ عام 2014
قبل الاتفاق السياسى وهو ليس له صفة إنما هو يستمد قوته من خلال إبقاء المجتمع الدولى عليه وهذا يعد تدخلا وانحيازا غير مبرر وسيأتى وقت الحساب لكل من أساء للمجتمع الليبيى.
- ترددت أنباء عن اجتماع للجنة الـ 75 قريبا وكما تردد بأنهم مستائين من أداء الحكومة والمجلس الرئاسى.. ما هو تعليق سيادتكم؟
كأى ليبيى يشعر بأن هناك عملًا جيدًا أو غير جيد وإذا اتفقت اللجنة سيكون رأيها مؤثر وفى نفس الوقت أى اتفاق لابد وأن يكون مبنيًا على القاعدة الدستورية وعرضه على مجلس النواب.
أدعوه للمشاركة فى الانتخابات فى موعدها والتمسك بهذا الحق لأنه فى حالة عدم إجراء الانتخابات سيكون الأمر مختلفًا وسوف يؤدى إلى مشاكل بين الشعب الليبى، ونحن نريد الخروج من هذه المرحلة بسلام وبالفعل أرى أن هناك انفراجة من خلال حرية التنقل بين الشرق والجنوب والغرب وهذا أمر مهم للتواصل لأن الشعب الليبيى لحمة واحدة سواء فى الداخل أو الخارج كما أعتبر ذلك مكسب كبير حتى ولو كان منذ وقت قصير وأرى أيضا أنه لا يوجد مبرر لمن يقول أنه مهجر لأن الخيارات متاحة لديه من لا يشعر بالراحة فى طرابلس يمكن الانتقال إلى بنغازى أو طبرق أو برقة وعلى الليبين أن يكونوا يدًا واحدة ويصروا على الانتخابات باعتبارها المخرج الذى يقضى على الانقسامات السياسية والشرعية والاقتصادية وغيرها لأن الرئيس المنتخب سيكون رئيسا لكل الشعب الليبي.
- هل أنت متفائل بخروج ليبيا من نفق المخاوف لاستمرار الأزمة؟
متفائل جدا ومصمم على أن القادم أفضل
- ما المطلوب من مصر خلال المرحلة الراهنة؟
مصر قدمت لنا الكثير ونحن شركاء فى الحاضر والمستقبل.