كولن باول .. الجمهورى المعتدل الذى وصمته حرب العراق بالعار

كولن باول .. الجمهورى المعتدل الذى وصمته حرب العراق بالعاركولن باول

عرب وعالم18-10-2021 | 16:45

"لقد فقدنا زوجًا رائعًا ومحبًا وأبًا وجدًا وأمريكيًا عظيمًا"... هكذا قالت عنه عائلته فى البيان الذى أصدرته قبل قليل وأعلنت فيه عن وفاة كولن باول، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، ورئيس هيئة الأركان المشتركة (الأسبق)، عن عمر يناهز 84 عاما، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وباول هو أول وزير خارجية أمريكى أسود، ولعب دورا بارزا مع العديد من الإدارات الجمهورية فى تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية فى السنوات الأخيرة من القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين.


وبحسب "سى إن إن"، كان باول جنديًا متميزًا، وأخذته مسيرته المهنية من الخدمة القتالية فى فيتنام إلى أن يصبح أول أسود يتولى منصب مستشار الأمن القومى خلال نهاية رئاسة رونالد ريجان، وأصغر وأول رئيس لهيئة الأركان من أصل أفريقى فى عهد الرئيس جورج بوش الأب.
وارتفعت شعبية باول بأمريكا فى أعقاب انتصار التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال حرب الخليج عام 1991، ولفترة فى منتصف التسعينيات، كان يُعتبر المنافس الرئيسى ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.


لكن سمعة وزير الخارجية الأمريكى الخامس والستين، ستظل ملطخة إلى الأبد بعدما دفع، بصفته وزير خارجية جورج بوش الابن، إلى تقديم معلومات استخباراتية خاطئة أمام الأمم المتحدة للدفاع عن حرب العراق، والتى وصفها فيما بعد بـ"وصمة عار" فى سجله، حيث قدم باول فى الخامس من فبراير 2003 أمام الأمم المتحدة عرضا لقى انتقادات واسعة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، التى لم يتم العثور على أى منها منذ الاطاحة بنظام صدام حسين.


بالرغم من ذلك، يعتبر باول جمهوريا معتدلا وبراجماتيا، وينظر إليه بصفة عامة على أنه قاوم جهود الجناح اليمينى فى إدارة بوش الابن لشن حرب العراق، وهو الجناح الذى أقنع فى نهاية الأمر الرئيس بشن أول هجمة وقائية فى الحرب الأمريكية.


وكولن لوثر باول، من مواليد 5 أبريل عام 1937، فى برونكس فى مدينة نيويورك، فى أسرة متواضعة من أب وأم مهاجرين من جامايكا، وتلقى تعليمه فى المدارس العامة فى مدينة نيويورك، وتخرج من كلية مدينة نيويورك (CCNY)، حيث حصل على درجة البكالوريوس فى الجيولوجيا.
وشارك أيضا فى احتياط قوات التدريب فى الكلية وتم تعيينه فى رتبة ملازم ثانى بعد تخرجه فى يونيو 1958. كما حصل أيضا على درجة ماجستير إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن.


وتولى أعلى منصب عسكرى كرئيس لهيئة الأركان بين عامى 1990 و1991 خلال حرب الخليج الأولى.


ومن جنرال متقاعد أصبح وزيرا للخارجية فى يناير 2001، إلا أن باول الذى كان حريصا على حماية خط دبلوماسى متعدد الاتجاهات، عبر مرات عدة عن إحباطه فى مواجهة التوتر مع "صقور" إدارة بوش الابن، وأبرزهم فى ذلك الوقت وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشينى.


وفى نوفمبر 2004، وفى بداية الولاية الثانية لبوش الابن، قدم باول استقالته من منصبه كوزيرا للخارجية، وفى إطار ردود الفعل على مغادرته للساحة، أثنى الأمريكيون والأوروبيون والجامعة العربية على دوره، فيما كشف بعض أصدقائه أنه كان شديد التذمر من تأثيره المحدود على السياسة الخارجية.


وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأمريكية 2008 أعلن باول فى لقاء صحفى مع قناة "أن بى سى" عن دعمه للمرشح الديمقراطى باراك أوباما، الأمر الذى فاجأ الجمهوريين والمرشح الجمهورى جون ماكين والشعب الأمريكى، كما قال إن أوباما لديه القدرة على الإلهام، وكل الأمريكيين، وليس فقط الأمريكيين من أصول أفريقية سيكونون فخورين بفوز أوباما.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2