سببت أزمة الغاز الطبيعي وتسارع وتيرة إحلال النفط الخام بديلا للغاز في دعم انتعاش الطلب العالمي على النفط بشكل واسع، مع استمرار قيود المعروض سواء من مجموعة "أوبك+" أو خارجها.
وسجلت أسعار النفط الخام خلال تعاملاتها الأسبوعية مكاسب جديدة، حيث حافظ خام برنت على مستوى فوق 85 دولارا للبرميل وربح 1 في المائة ليسجل سابع مكسب أسبوعي على التوالي، بينما ربح الخام الأمريكي 1.5 في المائة وسجل تاسع مكسب أسبوعي.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن ارتفاع أسعار الخام يأتي عقب تباطؤها في وقت سابق نسبيا بعدما خيمت توقعات الطلب على المدى القريب بسبب تباطؤ نمو التصنيع في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأوضح تقرير حديث للوكالة نقلا عن محللين دوليين، أن علامات تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية وعودة القيود الوبائية في روسيا أضافت حالة من عدم اليقين إلى توقعات الطلب على النفط على المدى القريب، على الرغم من أن التوقعات طويلة الأجل لا تزال متفائلة.
ولفت نقلا عن شركة تي دي سيكيوريتيز تأكيدها أن أسواق الطاقة تتعرض لضغوط، ما يعكس اضطراب توقعات الطلب، بينما يظل مقياس مخاطر إمدادات الطاقة ثابتا، مشيرا إلى إعلان الحكومة الروسية الخميس الماضي أنه سيتم تنفيذ قيود مشددة ضد الوباء في العاصمة موسكو، في ظل ارتفاع أعداد حالات الإصابة والوفيات هناك.
وأوضح التقرير نقلا عن المحللين أن التوقعات على المدى المتوسط ل أسعار النفط جيدة ولا تزال صعودية بشكل أساسي، لكن ربما نشهد تراجعا قليلا خلال الأسبوع المقبل.
وأبرز التقرير توقعات الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي بأن يجيء شتاء هذا العام أكثر اعتدالا في أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة، ما يحد من استهلاك الطاقة، كما أدى تراجع أسعار الفحم والغاز إلى زيادة ضغط البيع، ما تسبب في انخفاض طفيف في أسعار النفط في التعاملات اليومية.
ولفت إلى تراجع سوق الفحم أيضا في أعقاب إعلان الصين تدابير لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة، ما قد يبطئ من تحول الوقود إلى النفط، كما أنه في الوقت نفسه من المتوقع أن يشهد إنتاج النفط الخام الأمريكي دفعة في الأسابيع المقبلة، بسبب إعادة التشغيل المعلقة لمنشأة "شل" في خليج المكسيك، كما أعلنت "شل" أنها تتوقع استئناف العمليات في المنشأة في أوائل نوفمبر المقبل، قبل توقعات السوق لإعادة التشغيل في ديسمبر المقبل.
وأوضح أن المنشأة تعرضت لأضرار من إعصار إيدا الذي وصل إلى اليابسة في جنوب شرق لويزيانا في 29 أغسطس الماضي كإعصار من الفئة الرابعة، منبها إلى أن أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تظهر أن متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي بلغ 11.3 مليون برميل يوميا في ختام الأسبوع المنتهي في 15 أكتوبرالجاري ولا يزال أقل من مستويات ما قبل إعصار إيدا بنحو 200 ألف برميل يوميا.
ونقل التقرير عن "كومرتس بنك" تأكيده حقيقة أن وضع الإمدادات النفطية لا يزال ضيقا ويقاوم أي انخفاض إضافي في الأسعار في سوق النفط، موضحا أن استمرار وتيرة سحب المخزونات السريعة وتحفظ دول "أوبك+" بشأن زيادة الإنتاج سيجعلان أسعار خام برنت تحافظ على مستوى 85 دولارا للبرميل حتى نهاية العام.
من جانب آخر، ذكرت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، أن النفط والغاز سيستمران في لعب دور مهم في إمدادات الطاقة العالمية على المديين المتوسط والطويل، وأن تلبية متطلبات الطاقة المتزايدة ستعتمد على التدفق المستمر للاستثمار الصناعي.
وقال التقرير الصادر عن نتائج ورشة العمل الثامنة المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة IEA ومنتدى الطاقة الدولي IEF ومنظمة أوبك عبر الفيديو حول التفاعلات بين أسواق الطاقة المادية والمالية الخميس، "إن الاستثمار الصناعي سيكون أيضا ضروريا للنهوض بالابتكار والتكنولوجيا التي ستكون مفيدة في زيادة تحسين البصمة البيئية وتقليل الانبعاثات".
ولفت التقرير إلى ترؤس ورشة العمل رفيعة المستوى محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك، إلى جانب جوزيف ماكمونيجل الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، وكيسوكي ساداموري مدير مكتب أسواق الطاقة والأمن في الوكالة الدولية للطاقة، وقد شارك في ورشة العمل أكثر من 110 مشاركين.