البابا فرانسيس يدعو عبر «بى بى سى» إلى «استجابات فعالة» للتغير المناخى

البابا فرانسيس يدعو عبر «بى بى سى» إلى «استجابات فعالة» للتغير المناخىالبابا فرانسيس

عرب وعالم29-10-2021 | 14:58

فى رسالة مسجلة حصرية لـ "بى بى سى"، دعا البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، زعماء العالم الذين يجتمعون الأسبوع المقبل فى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى مدينة جلاسكو البريطانية لتقديم حلول و"استجابات فعالة" لحالة الطوارئ البيئية وإعطاء "أمل ملموس" للأجيال القادمة.

وخلال حديث خاص لـ "بى بى سى" من الفاتيكان، تحدث البابا عن الأزمات بما فى ذلك وباء كوفيد - 19 وتغير المناخ والصعوبات الاقتصادية، وحث العالم على الاستجابة لها برؤية وقرارات جذرية، حتى لا " تُهدر الفرص" التى تقدمها مثل هذه التحديات الحالية.

وقال البابا "يمكننا مواجهة هذه الأزمات بالعودة إلى سياسة الانعزال والحماية واستغلال الفرص، أو يمكننا أن نرى فيها فرصة حقيقية للتغيير".

وأشار البابا إلى الحاجة إلى "إحساس متجدد بالمسئولية المشتركة تجاه عالمنا"، مضيفا أن "كل واحد منا - أيا كان وأينما كان - يمكنه أن يلعب دورا فى تغيير استجابتنا الجماعية للتهديد غير المسبوق لتغير المناخ وتدهور بيتنا المشترك".

ومن المقرر أن يلتقى الحبر الأعظم بالرئيس الأمريكى جو بايدن فى الفاتيكان فى وقت لاحق. ولا تزال سياسات المناخ الداخلية لبايدن معلقة بعد أن أجل حزبه التصويت على خطط الإنفاق الخاصة به.

وتُعد هذه الرسالة تذكيرا بالتركيز الذى يوليه البابا فرانسيس لحماية البيئة منذ توليه منصبه.

فقد أثار أزمة المناخ بشكل متكرر فى خطاباته، وفى عام 2015 نشر وثيقة عامة أو بابوية بعنوان "لاوداتو سى" Laudato Si ركز فيها على هذه القضية.

وفى نص الرسالة، فى فقرة تحمل عنوانا فرعيا عن العناية بمنزلنا المشترك، شجب البابا التدمير البيئى، وشدد على الحاجة إلى اتخاذ تدابير تخفيفية، مؤكدا بما لايدع للشك أن تغير المناخ كان إلى حد كبير من صنع الإنسان.

وصدرت هذه الرسالة قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ لعام 2015 فى باريس، COP21 ، وكان يُنظر إليها على أنها لها بعض التأثير على دفع القادة نحو التوصل إلى اتفاق.

وقد أثيرت الرسالة خلال المناقشات، بما فى ذلك من قبل رئيس باراجواى، الذى تحدث عن "تحذير البابا الدراماتيكى بأننا نواجه أزمة ونحتاج إلى حماية العالم الذى نعتمد عليه للعيش والحياة".

ويستعد قادة العالم للاجتماع فى جلاسكو، بعد ست سنوات من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ عام 2015 فى باريس، لحضور قمة المناخ هذا العام COP26 (كوب 26).

ومع تزايد الأدلة على أن الالتزامات التى تم التعهد بها فى باريس للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية، التى أشارت إلى أنه "يفضل أن تصل درجات الحرارة العالمى إلى 1.5 درجة مئوية ، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية"، ولم يتم الوفاء بها، ركز البابا فرانسيس مرة أخرى على هذه القضية، على أمل أن يكون لتدخله نفس التأثير.

وفى وقت سابق من هذا الشهر، جمع الباب ما يقارب من 40 من القادة الدينيين من جميع أنحاء العالم فى الفاتيكان لتوقيع نداء مشترك يدعو قمة تغير المناخ 26 إلى الالتزام بالتعهدات بشأن الاحتباس الحرارى والحياد الكربونى (خفض انبعاثات الكريون إلى الصفر) ودعم الدول الفقيرة للانتقال إلى الطاقة النظيفة. وفى المقابل، يلتزم القادة الدينيون بتثقيف وإعلام أتباعهم من المؤمنين بشأن حالة الطوارئ المناخية.

وكان من المتوقع أن يحضر البابا مؤتمر جلاسكو، إذ أخبر الصحفيين خلال الصيف أن خطابه قيد الإعداد. لكن فى اللحظة الأخيرة أعلن الفاتيكان أن البابا البالغ من العمر 84 عاما لن يحضر دون إبداء أسباب.

ويُعد ذلك ضربة لمنظمى كوب 26، الذين كانوا يأملون أن يزيد حضوره من وزن القمة التى أطلق عليها اسم "أفضل فرصة أخيرة فى العالم للسيطرة على تغير المناخ الجامح".

ولذا فإن هذه الرسالة الموجهة من خلال بى بى سى تهدف إلى إيصال توجيهاته من بعيد.

وأوضح الباب فى رسالته أن "كل أزمة تتطلب رؤية لإعادة التفكير فى مستقبل العالم"، وحث على اتخاذ "قرارات جذرية" و "تجديد الشعور بالمسئولية المشتركة تجاه عالمنا".

وأكد أن "الدرس الأهم الذى يمكن أن نتعلمه من هذه الأزمات هو حاجتنا إلى التعاون والبناء معا، حتى لا تكون هناك حدود أو حواجز أو جدران سياسية لنا نختبئ وراءها".

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2