قراءة فى مشاهد قمة المناخ

قراءة فى مشاهد قمة المناخسوسن أبو حسين

الرأى6-11-2021 | 10:29

لأول مرة أفضل الكتابة عن قراءة فى مشهد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى من حيث حفاوة اللقاءات مع شخصيات عربية ودولية، فقد لفت نظرى الحيوية والروح الإيجابية جدًا خلال اللقاءات فى قمة المناخ التى انعقدت فى (جلاسجو) البريطانية وبعيدا عن الكلمات والتصريحات الرسمية فإن لغة اللقاء تتحدث عن الكثير من الرؤية المستقبلية للعلاقات المصرية الدولية وأستطيع القول بأن حضور الرئيس اللقاءات المتعددة حظيت بالعنوان الأكبر والاستفتاء الدولى لجهوده وقيادته ورؤيته الثاقبة فى ترتيب وإعادة صياغة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الدولية والعربية والافريقية وقد وصل خطاب الرئيس إلى قلوب وعقول المشاركين بشكل ومضمون غير مسبوق، وهنا أتحدث عن بعض من اللقاءات مثلا.

* لقاء الرئيس مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى كان لافتا للغاية من حيث صدق الحفاوة المتبادلة وابتسامات تؤكد دون أدنى شك حالة الارتياح لما سيكون فى علاقة البلدين والعمل على أهمية ترسيخ مبادئ صفحة جديدة من التعاون وصدق الوعد والعهد.

* اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون مشهد جديد يدل على كيمياء الصداقة والفهم المتبادل وحديث كبير حول الإعجاب والتقدير والاحترام والثقة فيما يقوم به الرئيس قولا وعملا وما يتخذه من مواقف حيال القضايا المختلفة وأقصد هنا تحديدًا تقارب وجهات النظر وهو ما بدا واضحًا فى التصريحات الرسمية ل رئيس وزراء بريطانيا عن تقديره للانجازات والجهود التنموية الطموحة التي تقوم بها مصر مؤكدًا دعم بريطانيا لتلك الجهود تحت قيادة الرئيس، والذى رد بأهمية تعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات وتعزيز انخراط بريطانيا فى أولويات خطط التنمية المصرية ودعم التعاون الثنائي على صعيد التعاون الاستثمارى والأمنى والاستخباراتى والعسكرى فضلاً عن قطاعات السياحة والصحة والتعليم.

* أما اللقاء مع عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية فكان وديًا شاملاً التساؤلات والإجابات الصريحة حول طبيعة المرحلة وارتياح للجهود التى تقوم بها مصر لدعم الاستقرار فى ليبيا وربما الترتيب ايضا لقمة باريس حول ليبيا وتقديم الدعم الشامل خلال العملية الانتخابية.

* ومع لقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (المرأة الحديدية) ترجمة للقاءات سابقة مهمة وكأنها تقول انك صدقت الرؤية فيما اعلنت وتحدثت من وقائع ومواقف وأنك اتخذت الإجراءات والخطوات المناسبة فى التوقيت المناسب.

* وكان للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس «فيليكس تشيسيكيدي»، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، حديث مطول عن القارة الافريقية والتحديات والجهود التي قامت بها الكونغو الديمقراطية خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي من أجل تحقيق التطلعات التنموية للقارة الأفريقية والترويج لقضاياها ومواقفها فى المحافل الدولية، فضلاً عن مساعيها المقدرة لتسوية أزمة سد النهضة، واهمية التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك تحت مظلة الاتحاد الإفريقي بما يتسق مع البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي فى هذا الشأن.

* واهتم الرئيس بلقاء مع نجيب ميقاتى رئيس وزراء لبنان وكان من الملاحظ أن الأزمة الخليجية اللبنانية كانت حاضرة فى المشهد وأن ما حدث لا يجب أن يؤدى إلى خلاف وإنما ربما يكون التباسا فيما وراء كلمات وزير الإعلام جورج قرداحى وأن المغزى من التصريح بأن حرب اليمن عبثية هو أن ما تقوم به جماعة الحوثى بدعم إيرانى لتدمير اليمن هو المقصود فى الحقيقة خاصة وأن المملكة العربية السعودية تدعم استقراره واستقلاله وأنفقت الكثير لمساعدة الشعب وإيجاد حلول سلمية لكن التعنت الحوثى أفسد كل شيء، على أية حال أتوقع أن يتم تجاوز الأزمة لأن المعنى هنا بالموقف من لبنان هو حزب الله وليس جملة من الكلمات لوزير فى حكومة ميقاتى لأن العلاقة بين الأشقاء تحتاج إلى التراضى والتوضيح وإنهاء سوء الفهم لأى موقف هنا أو هناك.

على أية حال كانت قمة المناخ قمة لتحسين وتلطيف الأجواء بين كل الدول المشاركة ولتدارك المخاطر التى تضر بالجميع بسبب تغيير المناخ والتى بدأت تأثيراتها السلبية تتراكم على بعض العواصم الغربية والعربية والإفريقية على المستوى البيئى والصحى والعمل على وضع استراتيجية دولية متكاملة لمواجهة الأخطار الناتجة عن الانبعاث الحرارى بسبب الصناعات التى راجت فى الدول الصناعية الكبرى وأعتقد أن القمة المقبلة التى ستنعقد فى منتجع شرم الشيخ سيكون لها ما بعدها لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه ولتقييم الوضع وفق المتغيرات على أرض الواقع.

أضف تعليق