أين نزل آدم عليه السلام وزوجته؟

أين نزل آدم عليه السلام وزوجته؟صورة أرشيفية

الدين والحياة16-11-2021 | 15:12

ثبت في القرآن الكريم أن آدم وزوجته -عليهما السلام- هبطا إلى الأرض من الجنة بعد أن عصيا الله بالأكل من الشجرة، أمّا بالنسبة لمكان هبوطهما فلم يرد النص على ذلك في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية من الأحاديث الصحيحة وبعض ما روي في هذا الأمر من الأحاديث الضعيفة.

خلق الله آدم -عليه السلام- من ترابٍ، ثمّ جعله طينًا، ثمّ صوّره بيده، وذكرت روايات عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في خلق آدم؛ ومن ذلك أن الله -تعالى- خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، وكان طوله ستون ذراعًا، وبعد أن خلقه الله على صورته وسوّاه نفخ الروح فيه، وبعد أن بثّ في الروح خلق حواء من ضلع آدم، وفي ذلك إشارةٌ إلى أنّ حواء تم خلقها من ضلع آدم الأيسر، وقال البعض خُلقت من ضلعه القصير، والمقصود بخلقت أي تمّ إخراجها كما تخرج النخلة من النواة.

أباح الله -تعالى- لآدم و حواء -عليهما السلام- أن يأكلان من الجنة كيفما يشاءا، وذلك فضلٌ من الله على آدم وزوجته بعدما أمر الملائكة بالسجود له وأسكنهما في الجنة، وأكرم الله آدم إكرامًا عظيمًا ومنعه فقط من أن يأكل من شجرةٍ واحدةٍ، وبيّن الله -تعالى- أنه لن يشعر بالحرّ أو البرد، ولن يُصاب بالظمأ أو العريّ، فأصاب إبليس الحسد من آدم -عليه السلام- كيف أنّ الله أنعم على آدم بكل تلك النعم، وأراد أن يخرجهما ويبعدهما عن الجنة وعن طاعة الله -تعالى- إلى معصيته، فوسوس وأقسم لهما بالله أنّه ناصحٌ لهما، فأطاعاه وغلبت الشهوة عليهما في تلك الحالة.

وظنّ آدم -عليه السلام- عدم وجود من يجرؤ على الحلف بالله كذبًا، ولذلك صدّق ما قاله إبليس له، وفعل ما أمره به، وكان ذلك سببًا في وقوعهما بمعصية الله تعالى، وانكشفت حقيقة الشيطان، ممّا أدى إلى هبوطهما من المرتبة العليا من الرزق والراحة والنعيم والمنزل الحسن إلى دار النصب والمجاهدة والتعب وجُعلت الأرض مستقرًا لهما، وقيل كان خروج آدم من الجنة يوم الجمعة كما كان دخوله إليها الجمعة، وطرد الله -تعالى- إبليس من الجنة، فأقسم إبليس بعزة الله أنّه سيغوي جميع خلق آدم، إلّا من ليس له عليهم قوةً وسلطانًا؛ وذلك لعجزه عن بلوغ مراده فيهم.

الشجرة التي أكل منها آدم
لم يرد في كلام الله -تعالى- ولا في سنة نبيه محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- تعيين الشجرة التي أكل منها آدم عليه السلام؛ إذ لا حاجة لمعرفة ذلك، فليس المقصود معرفة نوع الشجرة، والأمر غير المقصود لا يحتاج إلى بيانٍ،[٥] ووردت بعض الأقوال عن التابعين في تعيين الشجرة، وأغلب الأقوال الواردة في ذلك نُقلت عن أهل الكتاب، فالبعض قال: إنّها شجرة التين، والبعض قال بأنّها شجرة العنب أو شجرة الحنطة، وقد تكون شجرةً واحدةً من كل الأنواع، لكنّ الجهل بنوعها لا يضرّ، والعلم باسم الشجرة لا ينفع بشيءٍ.

أين نزل آدم وزوجته؟
واختلفت الأقوال الواردة حول هبوط "آدم وحواء" للأرض، فمنهم من قال: "أهبط آدم إلى الهند، وأهبطت حواء بجدة، ومنهم من قال: "أهبطا جميعا بالهند"، ومنهم من قال: "أهبط آدم بأرض بين مكة والطائف اسمها "دحنا"، ومنهم من قال: "أهبط آدم بالصفا، وأهبطت حواء بالمروة".

ويقول الحافظ ابن كثير "وقال السدي: قال الله تعالى: "اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا" فهبطوا، فنزل آدم بالهند، ونزل معه الحجر الأسود، وقبضة من ورق الجنة، فبثه بالهند، فنبتت شجرة الطيب، فإنما أصل ما يجاء به من الهند من الطيب من قبضة الورق التي هبط بها آدم، وإنما قبضها آدم أسفًا على الجنة حين أخرج منها".

وقال عمران بن عيينة، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: "أهبط آدم من الجنة بِدَحْنا، أرض الهند"، وقال ابن أبي حاتم: "حدثنا أبو زُرْعَة حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس قال: "أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها: دَحْنا، بين مكة والطائف".

وعن الحسن البصري قال: "أهبط آدم بالهند، و حواء بجدة، وإبليس "بدَسْتُمِيسان" من البصرة على أميال، وأهبطت الحية بأصبهان، رواه ابن أبي حاتم.

ذكرت قصة آدم -عليه السلام- في مواضع كثيرةٍ في القرآن، وتعد قصته من أعظم القصص التي اتفق عليها جميع الرسل، ووردت كذلك في الكتب السماوية.

أضف تعليق