فوائد تربوية من سورة البروج

فوائد تربوية من سورة البروجسورة البروج

الدين والحياة21-11-2021 | 21:32

تُعد سورة البروج واحدة من ضمن مجموعة السور المكية، ولقد اهتمت بأمور العقيدة ومبادئها وكيفية ترسيخها داخل القلوب ، وقد بدأت بالقسم لتدل على عظمة المقسم به ؛ حيث أنها تضع أهوال اليوم الموعود نصب الأعين ، وذلك من أجل أخذ العبرة والعظة ، وكان سبب نزول سورة البروج هو تعليم المسلمين أساسيات الدين في المقام الأول ، ولذلك فإنها تتضمن العديد من الدروس التربوية.

قصة سورة البروج

لقد عُرفت هذه السورة باسم “البروج” نظرًا لوجود هذه الكلمة في بداية السورة ؛ حيث يقول الله تعالى “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ” ، ولقد نزلت هذه السورة في مكة المكرمة بعد أن اشتد أذى الكفار على الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين ؛ حيث نزلت هذه السورة لتذكير المؤمنين بقدرة الله على كل شيء ، وقد ورد بها قصة أصحاب الأخدود الذين حاربوا المسلمين وحاولوا صرفهم عن دينهم باستخدام وسائل التعذيب المختلفة ؛ حيث أنهم قاموا بحفر أخدود في الأرض ثم أشعلوا به النيران ليقذفوا المؤمنين به ، وقد صبر أهل الإيمان على عذاب الكفار.

وقد ورد ذكر هؤلاء الكفار أصحاب الأخدود في سورة البروج في قوله تعالى “قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ” ، وتشير هذه القصة إلى أنه كان هناك ملك متجبر ادّعى الألوهية ، وكان لهذا الملك ساحرًا يلجأ إليه لتثبيت ملكه ، وحينما تقدم هذا الساحر في العمر طلب من الملك تعيين غلام معه ليعلمه أمور السحر.

وأثناء ذهاب الغلام المختار للساحر قابل في طريقه راهب مؤمن ؛ فدعاه للإيمان ، وبالفعل استجاب الغلام لدعوته ، ثم أخبره الراهب عن الطريقة التي يتخلص بها من الساحر ، وقد ظهرت الكرامات على يديه بفضل من الله مثل شفاء المرضى ، ثم علم الملك بأمر هذا الغلام ؛ فشعر بأن مستقبله مهدد ؛ فوصل إلى الراهب فقتله ، ولكنه استخدم طرق مختلفة من العذاب مع الغلام كي يعود عن هذا الطريق ، ولكن الغلام رفض وكان الله ينجيه كل مرة ، وأخبر الغلام الملك بأنه لن يستطيع قتله إلا بطريقة واحدة وهي جمع الناس في مكان واحد ؛ ثم صلبه على خشبة والقيام بقذفه بسهم من كنانة الغلام وهو يقول “بسم الله رب الغلام”، وفعل الملك ذلك وما كاد الغلام يسقط أرضًا وقد مات حتى صاح الناس “آمنا برب الغلام” ، وحينها حفر الملك الأخدود وقذف فيه المؤمنين الذين ثبتوا على دينهم.

فوائد سورة البروج

من أهم الفوائد والدروس المستفادة من سورة البروج :

تعلم سورة البروج الثقة المطلقة في قدرة الله عزّ وجل والتضرع إليه دائمًا بالسؤال واليقين في الإجابة

تعطي درسًا في أهمية الإصرار على نشر الدعوة والثبات في إظهار الحق وتبليغ الرسالة

الوصول إلى المفهوم الصحيح للنصر القائم على انتصار المبدأ وليس الشخص

ضرورة الاهتمام بتربية الأطفال تربية دينية سليمة والثقة في قدراتهم التي وضعها الله بداخلهم.

تفسير سورة البروج

أقسم الله تعالى بالسماء وبيوم القيامة وبالشاهد والمشهود في قوله تعالى ” وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ” ، وهو قسم بالسماء التي تمر بها الشمس والقمر والنجوم ، كما أقسم بيوم القيامة العظيم ، ثم أقسم بما شاء من مخلوقاته ، ليتحدث فيما بعد عن قصة أصحاب الأخدود في قوله تعالى “قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” ، وهي القصة التي حارب فيها الكفار المؤمنين بحفر أخدود في الأرض ، ومن ثَم قذفهم فيه لأنهم آمنوا بالله مالك السماوات والأرض ، والله يعلم كل شيء في الوجود.

ولقد توعد الله تعالى هؤلاء الذين حاربوا المؤمنين بأشد العذاب في قوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ” ، ثم وعد الذين آمنوا بالفوز بجنات النعيم في قوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ” ، ويقول الله تعالى فيما بعد واصفًا ذاته العلّية “إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ” ؛ حيث يوضح أن عذاب الله شديد فهو الذي يُبدئ الخلق ثم يعيده إليه ، وهو أيضًا الغفور لمن تاب وآمن وهو صاحب العرش العظيم يفعل ما يشاء.

وقد اختتم الله تعالى سورة البروج بقوله تعالى “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ” ، وهو يشير إلى هلاك قوم فرعون وثمود حيث أن الذين كفروا في تكذيب دائم ، وقد أحاط بهم الله علمًا ، ثم يكون الختام مع تعظيم قدر القرآن الكريم وحفظه من أي تحريف أو تبديل.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2