عقدت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافى غيرالمادي، التابعة لمنظمة اليونسكو، اجتماعها عبر الإنترنت والذى يستمر حتى 18 ديسمبر، وذلك للنظر فى 55 طلبًا جديدًا لإدراج عناصر فى قوائم التراث كانت قد قدمتها الدول الأطراف، برئاسة الأمين العام للجنة سرى لانكا الوطنية لليونسكو، بونشى نيلام ميجاسوات.
وفى ضوء ذلك يشيد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار بدور مصر مع 16 دولة أخرى منها السعودية والأردن ولبنان وتونس فى تسجيل الخط العربى على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، مما يعد إنجازًا عربيًا مشترك يؤكد الهوية العربية.
وبخصوص مصر يوضح الدكتور ريحان بأنه منذ عام 1979 وحتى الآن سجلت مصر 13 ممتلك تراث عالمى ب اليونسكو ممتلكان تراث ثقافى لا مادى مشترك، موزعة منها ستة ممتلكات تراث ثقافى وممتلك تراث طبيعى وأربعة ممتلكات تراث ثقافى لامادى وممتلكان تراث ثقافى لامادى مشترك مما لا يتناسب مع قدر مصر ومكانتها الحضارية وتعدد الممتلكات التى تستحق التسجيل تراث عالمى لقيمتها العالمية الاستثنائية ومنها ممتلكات موضوعة على القائمة التمهيدية منذ سنوات ولم تقدم ملفاتها لليونسكو والتى تحتاج إلى خبرات كبيرة فى هذا المجال وتعاون وزارات ومؤسسات عديدة والمحليات والأهالى المحيطين بالأثر لإعداد الملف بشكل جيد تقبله اللجنة باعتبار ملف اليونسكو هو ملف دولة وليس ملف وزارة من الوزارات.
وأوضح الدكتور ريحان أن التراث الثقافى فى مصر يشمل ستة ممتلكات منها خمسة مدرجة تراث عالمى عام 1979 وهى ممفيس ومقبرتها منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور، منطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر)، معالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة،منطقة أبومينا غرب الإسكندرية، القاهرة الإسلامية، وممتلك سجل عام 2002 وهى منطقة سانت كاترين، والتراث الطبيعى يشمل موقع واحد هو وادى الحيتان أدرج عام 2005 و التراث الثقافى اللامادى يشمل أربعة ممتلكات هى السيرة الهلالية أدرجت عام 2008، ولعبة التحطيب أدرجت عام 2016، والأراجوز أدرج عام 2018، والنسيج اليدوى فى صعيد مصر أدرج عام 2020.
وتابع الدكتور ريحان بأن التراث الثقافى اللامادى المشترك يشمل النخلة ك تراث ثقافى لامادى مشترك مع 14 دولة هى مصر، الإمارات، السعودية، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، اليمن، تونس، المغرب، موريتانيا، السودان، والخط العربى الذى تم تسجيله عام 2021 فى آخر اجتماع للجنة منذ أيام تراث ثقافى لامادى مشترك مع 16 دولة هى مصر، السعودية، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، لبنان، اليمن، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، السودان.
وأشار الدكتور ريحان إلى الممتلكات الموضوعة على القائمة المؤقتة لليونسكو منذ عام 1994 ولم تقدم ملفاتها لليونسكو حتى الآن ومنها الممتلكات الموضوعة عام 1994 وهى المنطقة الأثرية بسيوه ومعبد سرابيط الخادم بسيناء ومنطقة آثار الفيوم وقلعة الجندى بوسط سيناء ودير رايثو بطور سيناء وآثار وادى فيران وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وآثار تل المشربة بدهب وآثار محافظة المنيا.
وممتلكات موضوعة على القائمة المؤقتة عام 2002 وهى رأس محمد بجنوب سيناء وعام 2003 منطقة جبل قطرانى وبحيرة قارون تراث طبيعى والواحات البحرية بالصحراء الغربية وطريق هجرات الطيور والأودية الصحراوية. والسلاسل الجبلية وبانوراما الصحراء العظيمة وآثار الإسكندرية القديمة والمكتبة الحديثة وأبيدوس مدينة الحج فى مصر القديمة بمحافظة سوهاج والمعابد المصرية القديمة بصعيد مصر من العصر البطلمى والرومانى ومقياس النيل بالروضة وطريق الحج إلى مكة المكرمة بوسط سيناء والسواقى بالفيوم والبانوراما التراثية القديمة بمدينة الفيوم ومساكن رشيد.
وهناك ممتلكات على القائمة المؤقتة عام 2010 شملت مرصد حلوان وأحدثها هو المتحف المصرى بالتحرير المبنى الوحيد في العالم الذي صمم ليكون متحفًا للآثار والذي يضم حاليًا أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن ترشيح ممتلك لليونسكو يمر بمراحل مختلفة تبدأ باعتراف الدولة بتراثها أولًا والتصديق على اتفاقية اليونسكو وتحضير ملف الترشيح لأهم المواقع بالقائمة المؤقتة وقد يكون هذا مجال دعم فني ومساعدة دولية من اليونسكو ويشتمل الملف على كافة المستندات والخرائط التي من شأنها إبراز الممتلك وتحديد سلامته وأصالته وبعد اكتماله ترسل لجنة التراث العالمي إلى الجهات الاستشارية للتقييم.
وتابع الدكتور ريحان بأن هناك معايير تسجيل ممتلك تراث عالمي ب اليونسكو ويتضمن المعيار الأول الممتلكات التي تمثل تميز فني بما يشمل الأعمال المميزة للمعماريين والبناه، ويتمثل في التميز والإبداع والعبقرية، والمعيار الثاني الممتلكات التي لها أهمية استثنائية في تطور العمارة أو المستوطنات الإنسانية في منطقة ما، ويتمثل المعيار الثالث فى الممتلكات التي تعكس إنجاز عقلي أو اجتماعي أو فني ذو أهمية عالمية والتي تقف شاهدًا فريدًا أو على الأقل استثنائيًا على تقليد أو على حضارة لا تزال حية أو حضارة مندثرة أو عادات ثقافية مندثرة، والمعيار الرابع الممتلكات المتميزة والنادرة التى لها طراز تقليدى أو شخصية معمارية معينة أو تعبر عن طريقة ما فى البناء، أى نموذج بارز من البناء أو لمجمع معمارى أو تكنولوجى أو لمنظر طبيعى (تنسيق موقع).
وأشار الدكتور ريحان إلى المعيار الخامس هو الممتلكات التي لها أثرية عظيمة، وهو معيار استعمال الأراضى ويقدم نموذج بارز لمستوطنة بشرية تقليدية أو لأسلوب تقليدى لاستخدام الأراضى أو استغلال البحار يمثل ثقافة أو ثقافات معينة يمثل التفاعل بين الإنسان والبيئة لا سيما عندما يصبح عرضة للاندثار أو لتحولات لا رجعة فيها، والمعيار السادس هو الممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة أو أشخاص أو عقائد أو فلسفة، على أن يكون مقترنًا على نحو مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بمصنفات فنية أو أدبية ذات أهمية عالمية بارزة، أو الممتلكات المرتبطة بفهم شخصيات تاريخية أو أحداث أو ديانات أو أشخاص لها استثنائية .
ولفت الدكتور ريحان إلى معياري السلامة والأصالة يعتبران مكملان للمعايير الست السابقة وذلك فيما يخص مواقع التراث الثقافى أو المواقع المختلطة وعندما تتقدم الدولة بطلب الترشيح ضمن وثيقة الأصالة تحدد كل الصفات التى يمكن تطبيقها فى مجال الأصالة مع التأكيد على خطة الحفاظ على عدم إعادة بناء أى بقايا أثرية إلا فى ظروف استثنائية وفى حالة الاستناد إلى وثائق كاملة تفصيلية دون اللجوء إلى التخمين.