قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقا، إن الاحتفال باللغة العربية يعتبر احتفال بميلاد أمة وهوية، لأن المجمع عليه بين فلاسفة العالم أن ما يكون هوية المواطن وشخصيته ثلاثة أشياء، اللغة والدين والتاريخ.
وأضاف «الهدهد»، خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، والذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية «CBC»، أن اللغة العربية التي نتحدث بها حاليا هي ماكان يتحدث بها أجدادنا قبل 1650 عاما، ولم يطرأ عليها التغيير لأنها وعاء فسيح يتوافر فيه البدائل التي لا تتوافر في أية لغة في العالم، ويستطيع أي أديب أو متحدث أو مصنف أن يستدعي من مفردات تلك اللغة ما يلائم ال زمان الذي يعيش فيه.
وأوضح أن هذا الاتساع من حيث البنية الصغرى وهي المفردة، وذلك لأن اللغة العربية هي أكثر لغات العالم من حيث عدد المفردات، وذلك لأنها تقوم على المواد وليس الكلمات، ما أعطاها مرونه في ذاتها، «معجم لسان العرب هو معجم متوسط الحجم ويبلغ 7 الآف صفحة، ولو وازنا متوسط الحجم في اللغة العربية بين معجم اللغة الإنجليزية فسيكون بالنسبة من 1 لـ7 في عدد المفردات مع الفروق الدقيقة فيها».
وأكد أن هذا الاتساع الكبير أعطي مساحة لكل عصر و زمان أن تكون له سمة مميزة للأداء اللغوي تناسب أهل العصر والزمان، وكلما تجدد العصر استطعنا أن نخرج من مفردات اللغة مفردات لم تعد تستعمل أو العكس، والغرض من كل هذا هو البلوغ بالمعني للمتلقي إيا كان نوعه.