تعد كنيسة العذراء من أقدم المبانى المشيدة بالقاهرة.... وقد زارتها العائلة المقدسة خلال هروبها لمصر وهي على بعد أمتار من شارع بورسعيد بمنطقة باب الشعرية، يقع أقدم مبنى تم تشييده فى القاهرة بأكملها ، كنيسة السيدة العذراء ب حارة زويلة (او كنيسة السيدة العذراء مريم الثرية ) والتى بناها رجل ثري قبطى يدعى الحكيم زيلون عام 352م، بعد أن تأكد أن هناك بئر شربت منه العائلة المقدسة خلال هروبهم من فلسطين إلى مصر، وبنى الكنيسة على البئر تبركا للاستراحة التى استراحت فيها العائلة.
عبق التاريخ وحضارته ينبع من أروقة الكنيسة التى زينت أعمدتها وتيجانها عصور مختلفة بداية من العصر الفرعونى مرورًا باليونانى والرومانى والقبطى والإسلامى، إضافة لأيقونات أثرية تعود للقرن الثانى عشر، تم بناؤها على شكل سفينة سقفها خشبى والجانبين منخفضين مثل "فُلك نوح" ، ويأتى شكلها من الداخل على هيئة صليب من الشرق للغرب هو الأطول والعرض بحرى وقبلى أصغر.
مساحة الكنيسة الرئيسية 400 متر، طولها 22 م وعرضها 18 م و تحوى العديد من المقتنيات الأثرية منها مخطوطات للكتب الكنسية، وصلبان وأدوات المذبح، وأربعة أنابيب تحوى رفات بعض البطاركة غير معروف معالمهم، ورفات للقديس صليب، ورفات للقديس أبى سيفين، وأيقونات وصور من القرن الـ18 والـ19 وأقدم أيقونة تمثل السبع الأعياد السيدية الكبرى بالكنيسة من الـ12،ويذكر بعض المؤرخون ان كنيسة السيدة العذراء تأسست قبل أن يقوم جوهر الصقلى بتأسيس مدينة القاهرة بحوالى ستة قرون، وقد ذكر المؤرخ "أفيلينو" بأن هناك مخطوطة قبطية مقرها المكتبة الأهلية بباريس قد ورد بها أسماء كنائس فى مواقع مختلفة بالقاهرة بعضها يقع فى قاهرة المعز وهى (كنيسة السيدة العذراء مريم الثرية) ب حارة زويلة كما جاء ذكر كنيسة عذراء زويلة بمخطوطة اللورد"كوفورد" تحت اسم (كنيسة والدة الإله مريم بحارة زويلة).
الكنيسة منخفضة عن الأرض قليلًا، وتشعر كأنك فى مسجد فاطمى، تسمع منه بسهولة صوت المياه الجوفية تناسب فى الأرض، وتحيط الكنيسة من كل اتجاه، وتشم فيها روائح بخور الكنسية التى يشعلها الكهنة كل صلاة، فيختلط فى ذهنك الماضى بالحاضر،لكنيسة تحوى بئرًا ما زالت عذبة حتى اليوم، أنشأ القساوسة جوارها مزارًا للعذراء، وضع فيه الزوار أمنياتهم وأشعلوا له الشموع،داخل أستار هيكل الكنيسة، يظهر ما يشبه اتجاه قبلة مسجد و يشبه قبلة مسجد «بارصباى» بالجمالية، حيث أن العمارة الإسلامية قد أثرت على كنيسته، والسبب لأن العمال الذين عملوا على بناء المسجد هم الذين بنوا هذه الكنيسة.
كانت الكنيسة مقرًا للكرسى الباباوى أكثر من ثلاثة قرون، أى أنها كانت تساوى الكاتدرائية المرقسية فى العباسية فى عصرنا الحالى.