أكد محمد عمران، خلال المؤتمر السنوي للرقابة المالية عقد اليوم الاثنين، أن الهيئة قامت على مستوى تطوير التشريعات بتعديل عدة قرارات من أهمها تعديل قواعد القيد تمهيدًا لاستقبال طروحات الشركات الكبيرة في البورصة المصرية لتيسير قيد المشروعات ذات الأصول الضخمة.
كما قامت بتعديل بعض أحكام قانون سوق رأس المال لاستحداث آلية تسمح بتوريق الحقوق المالية المستقبلية المتوقعة للجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وإرساله للجهات المختصة للسير في إجراءات استصداره.
وتم الموافقة على مشروع قانون "تنظيم وتنمية استخدام التكنولوجيا في الأنشطة المالية غير المصرفية" والذي يضع ضوابط لاستخدام التكنولوجيا المالية من قبل مقدمي الخدمات المالية غير المصرفية كما يمنح هيئة الرقابة المالية سلطة الإشراف على مجال التكنولوجيا المالية.
وأصدرت الهيئة كذلك عدة قرارات بهدف تطوير الأنشطة الخاضعة لرقابتها، حيث قامت بإصدار قرار للترخيص لشركات رأس المال المخاطر بمزاولة نشاط الشركات ذات غرض الاستحواذ (Special Purpose Acquisition Company “SPAC”M)، وقرارًا آخر بالقواعد المنظمة لمزاولة النشاط.
وقامت أيضا بإصدار قرار بإنشاء مجمعة للتأمين على المسافرين للخارج بهدف مـد مظلة الحماية التأمينية لجميع المصريين أثناء سفرهم، وكذلك التأمين على العاملين المصريين بالخارج ضد مخاطر الوفاة بداية من أول يناير 2022.
الشمول المالي
على مستوى تحقيق الشمول المالي غير المصرفي، قامت الهيئة بالموافقة على مقترح تشريعي لإنشاء سجل لممارسة نشاط الكفالة بأجر للحصول على تمويل للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وللتمويل الاستهلاكي.
ونظرًا لأهمية هذا النوع من التمويل ودوره في استكمال دورة النشاط الاقتصادي، قامت الهيئة بالموافقة لأول مرة على إضافة ترخيص بمزاولة نشاط التأجير التمويلي متناهي الصغر لإحدى شركات التمويل متناهي الصغر في السوق المصرية.
أما على مستوى تطوير مستويات الحوكمة وتعزيز القدرات الرقابية وحماية حقوق المتعاملين، قامت الهيئة بإصدار ضوابط التشكيل والترشح لعضوية مجالس إدارات شركات الإيداع والقيد المركزي الثلاث للأوراق المالية والأدوات المالية الحكومية وأسواق العقود الآجلة، وكذلك صندوق حماية المستثمر لتُطابق قواعد حوكمة الشركات العاملة في مجال الأنشطة المالية غير المصرفية السابق إقرارها.
وقامت الهيئة كذلك بإعداد مشروع قانون لإنشاء سجل إلكتروني جديد لإشهار اتفاقات التمويل العقاري لاستهداف حماية حقوق جهات التمويل. كما قامت الهيئة بإصدار قواعد وضوابط التناسب والملاءمة للوظائف التنفيذية الرئيسية بشركات التأمين وإعادة التأمين لأول مرة بالسوق المصري.
استدامة القطاع غير المصرفي والمرأة
على صعيد تعميق مستويات الاستدامة في القطاع المالي غير المصرفي، شهد العام تفعيل أول مركز إقليمي للتمويل المستدام (The Regional Center for Sustainable Finance “RCSF”M) بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كخطوة نوعية نحو تعزيز وجود الاقتصاد المصري على خريطة الاقتصاد الأخضر العالمي.
كما قامت الهيئة بمطالبة الشركات المقيدة ب البورصة المصرية والعاملة بالأنشطة المالية غير المصرفية بتقارير إفصاح جديدة عن ممارسات الاستدامة والآثار المالية للتغيرات المناخية اعتبارًا من أول يناير 2022. ولدعم تحول الاقتصاد المصري إلى الاقتصاد الأخضر.
ووافقت الهيئة على أول إصدار من السندات الخضراء في سوق رأس المال في مصر لإحدى الشركات بقيمة 100 مليون دولار بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية.
بينما قام المركز الإقليمي للتمويل المستدام التابع للهيئة بالتوقيع على إعلان نيروبي للتأمين المستدام كطرف مؤسس للاتفاق.
ومن ناحية أخرى، استمرت الهيئة في تعزيز دور المرأة لتمكينها من أداء دورها الأساسي في المجتمع والاقتصاد، حيث قامت الهيئة برفع نسبة تمثيل المرأة بمقاعد مجالس إدارة الشركات المقيدة في البورصة والشركات العاملة في الأنشطة المالية غير المصرفية إلى 25% أو عضوتين على الأقل.
ومنحت الهيئة الشركات والجهات المالية غير المصرفية، حال مزاولة نشاطها وبلوغ التعامل مع المرأة نسبة الـ 25% أو أكثر كشخص طبيعي أو شخص اعتباري، تخفيضًا على رسم التطوير أو مقابل الخدمات بنسبة 50% وبحسب نسبة التعامل مع المرأة، مما يشجع هذه الجهات على توجيه الجزء الأكبر من تعاملاتهم للمرأة.
وتأكيدًا لدعم القيادات النسائية وتقديم نماذج نسائية لديها إنجازات حقيقية، قامت الهيئة بمنح جائزة الرقابة المالية للقيادات النسائية الأكثر تميزًا لعام 2020 في مجال الأسواق المالية غير المصرفية.
كما اتخذت الهيئة إجراءات الانضمام إلى إعلان الأمم المتحدة لتمكين المرأة “WEP” كأول جهة حكومية في مصر لدعم وتعزيز المساوة بين الجنسين.
وفي إطار دعم جهود الدولة في التخفيف من آثار الجائحة الاقتصادية والاجتماعية لانتشار فيروس كورونا، فقد قامت الهيئة بالمساهمة بمبلغ 250 مليون جنيه أخرى خلال عام 2021 لتوفير لقاح فيروس كورونا للفئات الأكثر احتياجًا، ليصل إجمالي مساهمات الهيئة في دعم جهود الدولة منذ بداية جائحة كورونا إلى 500 مليون جنيه.
تحسين مناخ الاستثمار
أما على مستوى تحسين مناخ الاستثمار، قامت الهيئة بالموافقة على السماح لشركات التخصيم بتقديم خدمة تخصيم الحقوق المالية الآجلة لشركات السمسرة في الأوراق المالية الناشئة لمزاولة نشاط الشراء بالهامش.
ولتنشيط سوق رأس المال وزيادة أحجام التداول بالبورصة المصرية، قامت الهيئة بالاتفاق والتنسيق مع البنك المركزي المصري على إنشاء صندوق لتمويل شركات الوساطة المالية.
كما وافقت على خفض 20% في تكلفة مقابل الخدمات المحصلة عن عمليات التداول ب البورصة المصرية وإرسال مشروع القرار إلى رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ إجراءات استصداره بهدف زيادة أحجام التداول بالبورصة المصرية.
وعلى مستوى تطوير الأسواق المالية غير المصرفية، وفي خطوة تستهدف تحقيق التكامل بين الأنشطة المالية وإتاحة التنوع في مصادر التمويل أمام شركات التمويل غير المصرفي، قامت الهيئة بمنح أول ترخيص يجمع بين مزاولة نشاط تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة بجانب نشاط التمويل متناهي الصغر لإحدى شركات التمويل متناهي الصغر.
ولتذليل أي عقبات تواجه مزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية، قامت الهيئة بخفض تكلفة خدمة الاستعلام الائتماني عن عملاء الجهات العاملة في مجال التمويل الاستهلاكي بنسب تصل إلى 75% بما يُسهم في زيادة القوة الشرائية للمجتمع، كما قامت بالحصول على موافقة وزارة المالية لإعفاء النشاط من ضريبة القيمة المضافة.
وشهد العام موافقة الهيئة على تسجيل ثلاث شركات إضافية للقيد بالبورصة بقيمة عادلة تزيد عن 4 مليارات جنيه لإتاحة الفرصة أمام الشركات للتوسع وزيادة حجم الأعمال وتعزيز فرص جذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع الخيارات الاستثمارية أمام جميع فئات المستثمرين.
العلاقات الدولية
على صعيد العلاقات الدولية، تم انتخاب رئيس الهيئة رئيسًا للجنة الأسواق النامية والناشئة (GEMC) ونائبًا لرئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال (IOSCO)، وذلك للمرة الأولى في تاريخ سوق المال في مصر وأفريقيا.
وكتقدير لاتساق ما تطبقه الهيئة من إجراءات رقابية مع المبادئ الرقابية العالمية، استطاعت مصر الاحتفاظ بعضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة الدولية لمراقبي المعاشات وصناديق التأمين الخاصة (IOPS)، وذلك للمرة الرابعة على التوالي.
ومن ناحية أخرى، ترأست الهيئة الاجتماع السنوي لأكبر لجان المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال (اجتماع GEMC) لاحتضان بيئات تكنولوجية مختصة بابتكار حلول في التكنولوجيا المالية وتسريع الاعتماد على تطبيقاتها في الأسواق المالية لأول مرة في تاريخ سوق المال المصري.
إدارة المخاطر
على مستوى تحسين منظومة إدارة المخاطر وخلق آليات للإنذار المبكر بالأزمات، قامت الهيئة بتدشين فعاليات الدورة التدريبية المتخصصة في مجال إدارة المخاطر بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.
والمقدمة لمجموعات من العاملين المختصين بالرقابة والإشراف على مختلف الأنشطة المالية غير المصرفية من خلال مدرسة فرانكفورت للتمويل والإدارة (Frankfurt School of Finance & Management)، والاتفاق معها على تصميم نموذج لاختبارات الإجهاد والتحمل وتحليل السيناريوهات للأنشطة المالية غير المصرفية بمعايير دولية.
أما على صعيد التوعية والثقافة المالية، قامت الهيئة بافتتاح مجمع المعرفة للثقافة المالية (Financial Literacy Knowledge Hub) بهدف نشر الثقافة المالية داخل القطاع المالي غير المصرفي، وتعزيز اعتماد النمو الاقتصادي على الطاقات البشرية الخلاقة ومهارات التقنية العالية.
وقامت الهيئة أيضًا بالمشاركة في مراسم الاحتفال بتخريج أول دفعة من طلاب الماجستير المهني في حوكمة الشركات والذي يقدمه مركز المديرين المصري بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
كما قامت بتوقيع اتفاقية تعاون مع الأكاديمية لمنح شهادة الدكتوراه المهنية في الحوكمة. كما قام معهد الخدمات المالية (FSI) بالتعاون مع معهد دراسات البورصات الأسباني (IEB) بالبدء في التدريس للدفعة الأولى من طلبة الماجستير في الأسواق المالية والحاصل على المركز الأول في أسبانيا كأفضل برنامج ماجستير في الأسواق المالية.