رصيد القرار العربي فى التعامل مع الأزمات

رصيد القرار العربي فى التعامل مع الأزماتسوسن أبو حسين

الرأى25-1-2022 | 15:05

تابعت عن قرب منذ ثلاثين عاما القمم العربية، التى انعقدت فى العواصم العربية واتسم القرار العربى وقتها باحترام ومصداقية ولكن التنفيذ كان متواضعا للغاية وبالتالى تراكمت الأزمات العربية وتعددت وفى كل الاتجاهات وهى معروفة، ومع الاقتراب من الموعد المحدد للقمة الدورية من كل عام يتم ترحيل وتأجيل الانعقاد وبسبب كوفيد 19 وتداعيات التطورات الجديدة فى المنطقة لم تعقد، حيث كانت آخر قمة فى تونس 2019 وكان من المفترض أن تعقد القمة التالية فى الجزائر ولأسباب كثيرة اتفق على تأجيل الانعقاد حتى الوصول إلى بيئة سياسية مناسبة تحقق النجاح المرجو منها على الأقل فيما يتعلق بتصحيح مسار بعض الدول، خاصة مشاركة سورية التى تم تجميد مشاركتها فى نشاط الجامعة العربية ورغم ذلك يبدو أن المسار والبيئة السياسية كما هو بل زادت سرعة التعقيدات فى ملفات عدة من بينها اليمن وتداعياتها وهجوم جماعة الحوثى على مطار الإمارات مؤخرا وهى أمور تدعو إلى الرد واستمرار دوائر الاشتعال فى المنطقة وعليه بات من الواضح أن الأمر يحتاج لخرائط سياسية جديدة ومحددة الزمن لإنجاز ما يحقق نسب الاستقرار ووضع حد للمخاطر التى تحدث وكذلك للاتفاق على أطر مناسبة للتعاون الاقتصادى وإلا تستمر كل دولة فى الانكماش داخل نفسها أقصد علينا بسياسة الانفتاح والتعاون النشط فى كل المجالات وأعتقد أن القادة العرب يدركون حجم المخاطر والتحديات، التى تحتاج لتنشيط القرار العربى وتفعيله لتقليل فرص التدخلات السلبية فى المنطقة وإلى أن يأتى هذا اليوم خلال العام الحالى أخشى من إضافة أزمات جديدة، خاصة مع تعثر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى ليبيا لأن هذا الملف بات مصابا بالغموض، وكأن هناك مصيرا مجهولا خارج كل الحلول المعروفة ينتظر هذا البلد الشقيق, لذلك دعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، لتحديد "موعد حتمي" لتنظيم الانتخابات فى البلاد.

وطلب من لجنة "خارطة الطريق" التواصل والتشاور مع النائب العام والمفوضية العليا للانتخابات ومصلحة الأحوال المدنية وتقديم تقرير لرئاسة المجلس فى أجل أقصاه نهاية شهر يناير الجاري، ومن هنا الجميع مدعو لتصحيح مسار العمل السياسى لبناء الدولة وفق ثوابت تضمن لها عدم انتهاك سيادتها, وهذه الرؤية المهمة تدعو مصر لها على مدار الساعة وكان هذا واضحا عندما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي رمطان العمامرة، وزير الشئون الخارجية الجزائرية، نقل إلى الرئيس رسالة خطية من الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، تضمنت اعتزاز الجزائر بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة، معبرًا عن تطلعه لمزيد من التنسيق والتشاور مع الرئيس خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات المتعددة الأشكال.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2