يمر المراهقون بتغيرات كبيرة، بالإضافة إلى التغيرات الجسدية في سن البلوغ، فإنهم يعانون من تغيرات معرفية وسلوكية ويسعون إلى مزيد من الاستقلال، الأمر الذي يخالف رغبة الآباء، لذا لا تخلو فترة المراهقة من المشاكل، لذا نحاول تسليط الضوء على أبرز مشاكل المراهقة والحلول المقترحة لها.
ومما لا شك فيه أننا لا نستطيع أن نقدم جميع مشاكل المراهقة، ولكن نحاول تسليط الضوء على بعض هذه المشكلات، وتقديم بعض الحلول المقترحة، وبالتأكيد تربية طفل مراهق ليست مهمة سهلة على الآباء، فمن المعروف أن هناك مشكلة في التواصل بين المراهقين والآباء، ولكن الوعي بالمشكلات التي يمكن أن يواجهها ابنك المراهق مبكرًا يُمكنك من استكشافها مبكرًا، ووضع خطة لعلاجها من البداية.
من أهم مشاكل مرحلة المراهقة تتمثل فى ميل المراهقين للتقليل من احترام الوالدين، قد تلاحظ أن الطفل في فترة المراهقة يُظهر عدم الاحترام لوالديه، ويسخر من اقتراحاتهم وآرائهم، صحيح أنه من الصعب على الآباء تقبل حدوث ذلك، لكن يجب أن تدرك أن جزءًا من المراهقة يتعلق بالفصل والتمييز، والعديد من الأطفال بحاجة للاستقلال عن والديهم من أجل العثور على هوياتهم الخاصة، كما يركز المراهقون على أصدقائهم أكثر من اهتمامهم بعائلاتهم، وهذا أمر طبيعى جدا.
ومن الحلول المقترحة على الرغم من التأثير النفسي لهذا السلوك على الآباء، لكن يجب على الآباء التزام الهدوء، ومحاولة التغلب على مرحلة التمرد في سن المراهقة، والتي تمر عادًة عندما يبلغ الطفل 16 أو 17 عامًا، ولكن ينبه المتخصصون بعدم السماح للمراهق بتجاوز قواعد السلوك العامة أو الإساءة اللفظية للوالدين، ويجب تحذير المراهق أنه “إذا لم تستطع قول شيء لطيف، فلا تقل أي شيء على الإطلاق”، ويجب أيضًا أن تؤكد لابنك المراهق أنك موجود طول الوقت من أجله حتى لو أظهر رفض هذا، فمع مرور الوقت ستبنى الثقة بينك وبينه.
ومن ضمن المشاكل أيضا إدمان الأجهزة الالكترونية، فمن المثير للسخرية أن أشكال التواصل في سن المراهقة مثل الرسائل الفورية والرسائل النصية والتحدث على الهواتف المحمولة تجعل الأشخاص في العالم الواقعي أقل تواصلاً مع الآخرين، ومع الأهل أيضًا، ومع ذلك، فإن حظر استخدام جميع الأجهزة الإلكترونية يعد أمراً غير واقعي، لأن تواصل المراهق مع أصدقائه أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى معظم المراهقين.
ومن الحلول المقترحة لعلاج هذه المشكلة كن منصفًا وانظر للأمر نظرة موضوعية شاملة، فإذا كان طفلك يتقدم بشكل جيد في المدرسة، وفي أداء واجباته في المنزل ولا ينفصل تماماً عن الحياة الأسرية، فمن الأفضل عدم حرمانه من أجهزته الإلكترونية، ولكن يمكن وضع بعض القواعد مثل تحديد وقت معين لها، عدم الانشغال بتلك الأجهزة أثناء تناول الطعام مثلاً، إيقاف استخدام هذه الأجهزة بساعة واحدة على الأقل قبل وقت النوم، ابذل قصارى جهدك لمراقبة ما يفعله طفلك عندما يكون متصلاً بالإنترنت، خاصةً مواقع التواصل الإجتماعي، وتحقق من عناصر التحكم في الإنترنت والبرنامج الأبوي لمراقبة استخدام أي مواقع مشكوك فيها.