الدول الكبرى مصدر الحروب والعرب يعتمدون عليهم لحل مشاكلهم

الدول الكبرى مصدر الحروب والعرب يعتمدون عليهم لحل مشاكلهمسوسن أبو حسين

الرأى27-2-2022 | 17:47

التوتر الراهن بين روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي دفعنى إلى تسجيل هذه المقارنة الغريبة أن العالم العربى ولسنوات كثيرة راهن على الدعم الدولى لحل مشاكله المزمنة خاصة فى سوريا و ليبيا ومن قبل فلسطين، واليوم نحن أمام منحنى خطير للغاية بعد وصول كورونا من الصين وتوقف الحركة العربية والدولية، وقبل أن تنتهى يلاحق العالم كله التوتر فى المشهد بسبب الدول الكبرى وشيطنة ما يسمى بالخلاف الروسى الأوكراني، والذى تنعكس تداعياته على كل الدول الكبيرة والصغيرة اقتصاديا وأمنيًا، كما تتوقف رؤية الحلول المتوقعة لأزمات سوريا وليبيا..

ولذا فان الدول العربية اليوم مطالبة بأن تعيد ترتيب حساباتها وأن تقدم المنطقة العربية الحلول لمشاكلها رحمة بشعوبها التى عانت كثيرًا،لأن الدول الكبرى حتما سوف تنشغل ولفترات طويلة بمعاركها لأنه عندما تبدأ أي حرب لا يعلم أحد متى تنتهى أو حتى من سيكون المنتصر ومن المهزوم؟! لأن التاريخ علمنا أن نتائج الحروب كارثة على الجميع، وبالتالى أمام العرب فرصة سانحة للم الشمل وإعادة صياغة المبادرات السلمية لحل الأزمات التى طال انتظارها، وبعد أيام سوف يلتقى وزراء الخارجية العرب فى اجتماع دورى خلال النصف الأول لشهر مارس.

وأتمنى أن يركز جدول الأعمال على تفاصيل المشهد العربى والدولى وطرح حلول عملية مقترنة بتحرك على الأرض تجاه كل من ليبيا و سوريا لإنقاذ ما تبقى منهما،وألا يترك الأمر لمبعوثة الأمم المتحدة التى تدير الأزمة لا أكثر، ولذا الأمر يحتاج إلى جدية فى التعامل وليس مجرد أجندة لوزراء الخارجية العرب ببنود وتوصيات قديمة بتواريخ جديدة، إنما الخروج من الروتين الدائم لهذه الاجتماعات، وأيضًا بدلاً من انتظار القمة الدورية العربية المقرر انعقادها فى الجزائر عقد قمة عربية طارئة تعقد فى أي عاصمة عربية يتفق عليها بجدول أعمال واحد لدعم الحلول وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء فى سوريا و ليبيا مع وضع سقف زمنى للحل، وأن يتم إبلاغ الأمم المتحدة بالرغبة فى إعادة الملفات العربية داخل الأسرة العربية مع تشكيل فريق عربى من الحكماء للتحرك بين العواصم العربية الفاعلة لتقديم المقترحات التى تساهم فى تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية مع إبلاغهم بأن الاستقواء بالمجتمع الدولى أمر أصبح من الماضى ولن يخدم من يعتمدون عليه، وبالتالى الأمر يحتاج لأن يتنازل الجميع للوطن بدلاً من التنازل للغرب الذى يستنزف قوة العرب واقتصاداتهم، بتقديم كلمات ووعود تبقى الأزمات العربية وتزيدها تعقيدات يصعب حلها.

وفى تقديرى فإن المشهد الدولى غير المستقر سوف تمتد تداعياته السلبية على العالم العربى، وبالتالى لابد من اتخاذ خطوات عاجلة حيال مجمل المشاكل العربية، وأن يكون القرار والتنفيذ عربيًا أما استمرار أزمة الصراع على السلطة فهى معادلة لن تنتهى إلا بهلاك الجميع.

أضف تعليق