أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول خطاب له حول حال الاتحاد أمام الكونجرس أن السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة هو "أولويتي القصوى"، داعيا إلى تعزيز الصناعة الأمريكية لتخفيف الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية.
ووفقا لـ"الفرنسية"، قال بايدن "إن أولويتي القصوى هي السيطرة على الأسعار"، مشيرا إلى أن خطته ستتيح خفض الأكلاف والحد من العجز، وستقوم خصوصا على تعزيز الصناعة الأمريكية، لكيلا تبقى الولايات المتحدة تحت رحمة سلاسل التوريد الأجنبية".
وبعد عام من توليه الرئاسة، يواجه الرئيس الديمقراطي ناخبين غاضبين وخائبي الظن، بسبب أعلى معدل تضخم يسجل منذ أربعة عقود.
وأضاف "كثير من العائلات تجهد لدفع الفواتير، لذا السيطرة على ارتفاع الأسعار ضرورة".
ويرجح بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا أن "المركزي الأمريكي" قد يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماعه في 15 و16 مارس، إذا أظهرت البيانات الاقتصادية من الآن حتى ذلك الموعد استمرار التضخم المرتفع".
وأبلغ بوستيك ندوة افتراضية استضافتها جامعة هارفارد "ونحن نتحدث، أنا ما زلت أؤيد زيادة 25 نقطة أساس في اجتماع مارس، لكن الأشياء تتغير على أساس أسبوعي، من بين البيانات التي أعطيها أهمية على نحو خاص التغير في التضخم من شهر إلى آخر"، وقال رافائيل بوستيك رئيس "الاحتياطي الاتحادي" في تصريحات سابقة، "إنه إذا استمر التضخم عند مستويات مرتفعة فإنه سيؤيد زيادة قدرها 50 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في مارس".
ووقف أعضاء الكونجرس مرات عدة مصفقين للرئيس الأمريكي جو بايدن البارحة الأولى خلال إلقائه خطاب حال الاتحاد، الذي سعى من خلاله إلى استغلال دعم الحزبين لمواجهة روسيا لتدعيم الوحدة الداخلية، فيما بدأت الولايات المتحدة الخروج من جائحة كوفيد - 19.
وكرس الرئيس بايدن الجزء الأول من الخطاب الذي استمر ساعة أمام مجلسي الكونجرس للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا الموالية للغرب.
وأضاف "ربما يطوق بوتين كييف بالدبابات، لكنه لن ينجح أبدا في الاستيلاء على قلوب الشعب الأوكراني وأرواحهم ولن يقضي على حبهم للحرية أبدا".
وبعدما عمل لأسابيع لتوحيد صفوف الحلفاء الغربيين لفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا وتخصيص كمية كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا غير العضو في حلف شمال الأطلسي، أكد بايدن "في المعركة بين الأنظمة الديمقراطية وتلك الاستبدادية، أثبتت الديمقراطيات أنها على قدر التحدي، ومن الواضح أن العالم يختار جانب السلام والأمن".
وأضاف أن "بوتين لم يحقق هدفه المتمثل في زرع الانقسام في دولنا". وفيما ارتدى كثير في قاعة الكونجرس الأصفر والأزرق تضامنا مع أوكرانيا، كان هذا الجزء السهل من خطاب بايدن.
إلا أن الرئيس البالغ 79 عاما الذي يواجه شعبية متدنية جدا ومعارضة شرسة من الجمهوريين الذين لا يزالون تحت تأثير دونالد ترمب، سعى أيضا إلى ركوب الموجة الإيجابية على صعيد السياسة الداخلية أيضا.
وفي سياق متصل، أظهر تقرير اقتصادي نشر أمس، نمو عدد الوظائف في القطاع الخاص في الولايات المتحدة خلال فبراير الماضي بأكثر من التوقعات.
وذكرت شركة "أيه.دي.بي" لإعداد قوائم الأجور في تقريرها الشهري أن عدد الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي ارتفع خلال الشهر الماضي بواقع 475 ألف وظيفة.
وكان المحللون يتوقعون ارتفاع العدد بواقع 338 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي بعد ارتفاعه بواقع 509 آلاف وظيفة خلال الشهر السابق وفقا للبيانات المعدلة، و301 ألف وظيفة وفقا للبيانات الأولية.
ويعكس النمو الأقوى من المتوقع للوظائف، جزئيا، الزيادة الكبيرة في التوظيف في قطاع الخدمات، الذي وفر 417 ألف وظيفة جديدة خلال الشهر الماضي.
وأسهم النمو القوي للوظائف في مجال الترفيه والفندقة في النمو القوي للوظائف في قطاع الخدمات بشكل عام، حيث وفر المجال 170 ألف وظيفة خلال شهر.
وأظهر تقرير الشركة زيادة عدد الوظائف في الشركات الكبرى بمقدار 552 ألف وظيفة، مقابل تراجع عدد الوظائف في الشركات الصغيرة بمقدار 96 ألف وظيفة.
وقالت نيلا ريتشاردسون كبيرة المحللين الاقتصاديين في "أيه.دي.بي"، "إن الزيادة الكبيرة في عدد الوظائف في الشركات الكبرى يشير إلى قدرتها على المنافسة في ظل زيادة الأجور وتقديم المزايا لجذب الموظفين