نحن جيل تعامل مع متغيرات الحياة منذ وقت مبكر من خلال أفكار ورؤية جديدة والعمل على مدار الساعة، من أجل البناء والعطاء مع ضمير يقظ لا يفارق سلوكنا، ووقتها كانت هناك متعة عندما تجد نتائج المجهود حاضرة وبقوة، واليوم ومع تعدد الأجيال الراهنة من كل الأعمار تتفاوت نظرية العمل فى رحلة الحياة وتقديم الشباب وإسنادهم لتحمل المسئوليات، وقد أحرز بعضهم نتائج كلها فخر بما يتحملون من جلد وصبر وقوة التحمل، لكن تبقى التطورات المتسارعة أسرع من خطواتهم وهذا بيت القصيد.
فمازالت الأجيال القديمة تقدم الدعم الكامل حتى يقف الشباب على أرض صلبة وتعبّد لهم الطرق، لكن المشهد الحالى يعكر صفو النتائج المرجوة فهناك طبقات من البشر يحزنها نجاح من يعمل ويجتهد، وبالتالى تنصب الفخاخ هنا وهناك لعرقلة المسيرة وتعمل بإصرار لإحباط الشباب وهذه مشكلة أخرى، إذن الوضع الاجتماعي يحتاج إلى علاج سريع لإنهاء هذه المعضلة عبر أدوار مهمة إيجابية لكل وسائل الإعلام والأسرة وبمساعدة الدولة بقدر كافٍ، وهنا أتفق مع كل ملاحظات القائد البطل عبد الفتاح السيسى الذى تحمل فى إدارة الدولة ما لا يطيقه بشر، وقد شاهدت برؤية العين حجم ما يتم من أعمال مهمة لاستيعاب كل الزيادة السكانية من طرق فى شتى ربوع مصر.
وهنا أقتبس مما ورد فى كلمة الرئيس حول تنمية الأسرة المصرية عندما قال (فى مصر مرتبات دنيا.. هو حد يقول الكلام ده فى الموقع اللى أنا فيه.. أيوة مرتبات دنيا ومنخفضة.. هو أنا السبب.. عاوز أدى المواطن 30 ألف جنيه.. طب إزاى تعملوها إزاى").. وللأمانة إن ما ذكره الرئيس مهم، لكن السلوك المجتمعى شيطن كل شيء فى مصر وتآمر الناس وضرهم لبعض بات يتصدر المشهد الأول وهو سبب الأزمة، ولدى نموذج بسيط شهدته بنفسى تاجر ناجح وصاحب ضمير كتب على منصة تجارته إن البيع بنصف الثمن فى سياق (كلنا واحد)، وهنا انهالت كل حروب الدنيا على هذا الشاب من تجار الغلاء والجشع أنه إخوان وبكده الدولة تضعه فى سياق العدو لها – هذا للأسف يحدث فى محافظات مصرية بدون استثناء – وبعد وقت تظهر الحقيقة – وبالتالى عملية الاستنزاف فى المشاكل قضية تضر بالدولة وتضيع فرص العمل والإنجاز، وأنا شخصيًا أعتبر ذلك من بين أولويات الأمن القومى المصرى الذى يجب أن يحافظ على المواطن لحماية تراب أرضه، فى الوقت الذى يشتعل العالم من حولنا بالأزمات والحرب وهنا وجب على الجميع التفاهم والوعى والإدراك للارتقاء بالوطن وحياة المواطن.