نقص المحروقات يهدد الموسم الزراعي في أوكرانيا

نقص المحروقات يهدد الموسم الزراعي في أوكرانيانقص المحروقات يهدد الموسم الزراعي الأوكراني

اقتصاد28-3-2022 | 04:55

في حقول على مد البصر في منطقة باهاتي الأوكرانية تزرع بذور دوار الشمس، التي تشكل البلاد نصف حجم تجارتها العالمية، لكن النقص في المحروقات يهدد الموسم الزراعي وبالتالي الأمن الغذائي لعشرات الملايين حول العالم.

وتختزن المنطقة الواقعة في جنوب غرب أوكرانيا والقريبة من الحدود الرومانية، ومن ضمنها مساحات زراعية يملكها ألكسندر بيتكوف، جزءا كبيرا من المحاصيل المؤمل حصادها في المستقبل.

ويقول بيتكوف وهو من كبار المزارعين في المنطقة "الموسم ينطلق هنا، في مناطق لم تطلها الحرب، على العكس من ميكولاييف أو خيرسون اللتين لن يكون بمقدورهما المساهمة كالمعتاد".

وميكولاييف وخيرسون مدينتان تقعان في شرق البلاد، الأولى تتعرض للقصف الروسي يوميا، أما الأخرى فيؤكد الأوكرانيون أنهم شنوا هجوما مضادا لاستعادتها من القوات الروسية.

ويقول بيتكوف إنه أنتج العام الماضي 30 ألف طن من الشعير و27 ألف طن من القمح و5500 طن من دوار الشمس، وفقا لـ"الفرنسية" .

ويشير بأسى إلى بذور القمح ودوار الشمس السوداء المكدسة في مخازنه الكبيرة. وحالت قلة المنافذ المتاحة دون تصريف محاصيله الأخيرة، كما أن كميات الوقود اللازمة لموسم الزرع قد تنفد سريعا.

ويقول بيتكوف "الموانئ مغلقة جميعها بسبب انتشار السفن الحربية الروسية في البحر الأسود". وأشارت الحكومة الأوكرانية إلى إمكان التصدير عبر ميناء كونستانتسا الروماني، لكن لم يسجل أي تقدم ملموس على هذا الصعيد، بحسب بيتكوف.

ويضيف "نستخدم حاليا ما تبقى لدينا من كميات وقود قبل الحرب، نواجه خطر نفاد المادة خلال ثلاثة إلى خمسة أيام بسبب عدم وجود إمدادات جديدة".

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" في تقرير أصدرته الجمعة الماضي أن أوكرانيا "تعتمد بشكل كبير على استيراد الوقود، وهي تستورد نحو 70 في المائة من احتياجاتها من البنزين ووقود الديزل من روسيا وبيلاروس"، حليفة موسكو.

وتحدثت "فاو" عن "عنق زجاجة" فيما يخص زرع البذور في الربيع "حيث أمكن بسبب الحرب" جراء شح الوقود، مشيرة إلى أن إحصاء حكوميا شمل 1300 شركة كبرى عاملة في قطاع الزراعات الغذائية أظهر أن لدى 20 في المائة منها فقط المخزون الكافي من الوقود لزرع البذور.

وحذرت المنظمة أيضا من نقص في المبيدات والأسمدة. لكن وزارة الزراعة أعلنت في بيان الجمعة الماضي إنجاز زراعة أكثر من 150 ألف هكتار بحبوب الذرة والصويا ودوار الشمس والشمندر والحنطة وغيرها.

وفي حين تضمن احتياطيات أوكرانيا أمنها الغذائي لمدة عام، قد تؤدي الأزمة الروسية - الأوكرانية إلى "تقليص المساحات المزروعة 30 في المائة"، بحسب وزارة الزراعة التي تشير تقديراتها إلى تأثر 100 مليون شخص حول العالم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة وجهها أمس الأول عبر الفيديو خلال منتدى الدوحة إن "القوات الروسية تزرع ألغاما في حقول أوكرانيا، وتفجر الآليات الزراعية وتدمر مخزونات الوقود اللازمة لزرع البذور".

وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا لديها "ما يكفي من المواد الغذائية. لكن النقص في الصادرات من أوكرانيا سيطول شعوبا كثيرة في العالم، في أمريكا اللاتينية وفي أنحاء أخرى من الكوكب".

وقبل الحرب كانت أوكرانيا تعد رابع أكبر مصدر عالمي للذرة وكانت في طريقها لتصبح ثالث أكبر مصدر للقمح بعد روسيا والولايات المتحدة. وتشكل صادرات القمح العالمية الآتية من روسيا وأوكرانيا نحو 30 في المائة.

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن "النقص في الأغذية سيصبح واقعا، بعد الحرب الروسية، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضي إطلاق مبادرة "فارم" للتخفيف من تداعيات الأزمات الغذائية التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا على الدول الأكثر تضررا.

وتختلف المخاطر التي تهدد أنشطة بيتكوف حاليا عن تلك التي واجهها قبل الحرب، بينما بات عماله وموظفوه يحملون بنادق خلال تنقلاتهم لردع أي مطامع قد تدفع البعض لمحاولة استغلال الثروات الزراعية في هذه المنطقة.

ويقول بيتكوف "سبق أن أحرقت حقول وآليات زراعية تابعة لنا، الأمر بأنه محاولات ابتزاز تمارسها جهات إجرامية أو مافياوية".

ويضيف "اضطررنا لإقامة حاجز عند مدخل القرية يتناوب على الحراسة فيه ليليا خمسة أو ستة من أعضاء الشركة ومسلحون من أبناء القرية".

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2