قد لا يعلم الكثيرون أن بنك ناصر الاجتماعى يقوم حاليًا بوظيفة "بيت المال"، حيث يتولى إدارة ما يتركه المتوفى الذى لا وارث له، وبعد مرور 33 عامًا تؤول ملكيتها للبنك ويخصصها للمساعدات والخدمات الاجتماعية، وقد بلغت حصيلة هذا المورد حتى نهاية مارس الماضى حوالى 14 مليار جنيه.
وقد يعلم البعض أيضًا أن الزوج الذى يتهرب من دفع النفقة المستحقة لزوجته وأولاده سوف يحرم من التعامل مع البنوك، وقد يمنع من الاستفادة من بعض الخدمات التى تقدمها الدولة مجانًا!
فالبنك يقوم ومنذ عدة سنوات بدفع النفقات الشهرية للمطلقات الحاصلات على أحكام قضائية (375 ألف جنيه شهريًا) ثم يحل محلهم فى مطالبة الأزواج بالدفع رضاء أو قضاء، وقد بلغت المديونية – على الأزواج – أكثر من 2 مليون و500 ألف جنيه!
وأعتقد أن السيدات المعيلات يعلمن ما يقدمه البنك من خدمات مختلفة، فقد بلغ حجم تمويله لهن حتى الآن أكثر من 12 مليار جنيه لحوالى 295 ألف سيدة، حيث يمول من خلال برنامج "مستورة" المشروع بمعداته وخاماته والسيولة المطلوبة من المتابعة المستمرة.
ولقد وصل عملاء البنك حتى الآن مليون و600 ألف عميل، ومعهم عملاء برنامج تكافل وكرامة ويصل عددهم إلى مليون ونصف المليون، وبلغ حجم التمويل سواء إيداعات أو تبرعات أو دعم من بعض مؤسسات الدولة أكثر من 25 مليار جنيه، منها 15 مليارًا إيداعات مواطنين عاديين!
لقد جمعنى وزملائى لقاء خاص مع محمد عشماوى، رئيس البنك، والذى يلقب بـ "سفينة الإنقاذ" وبعض قياداته بمناسبة استعداد البنك للاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيسه برأسمال مليون و200 ألف جنيه، وكان أول المتبرعين الرئيس الراحل أنور السادات ومجلس وزراؤه!
ويسعى البنك حاليا لزيادة فروعه من 104 إلى 200 فرع بجميع أنحاء مصر، بخلاف الـ 27 وحدة متنقلة بالجامعات المصرية، لكى يستفيد أكبر عدد من المواطنين مما يقدمه من خدمات مختلفة من خلال "حساب زاد الخير" والذى يوزع عائده مناصفة بين المودع ومشروع الزكاة والذى بلغ العام الماضى حوالى 14%.
وأيضا خدمـــات شــــركة "عطــــــاء" برأســـمال 300 مليون جنيه والتى تساعد فى إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ثم صندوق استثمار "أولادنا مستقبلنا"، ويستعد البنك لإصدار "صكوك" استثمارية بالتعاون مع بنك مصر بإجمالى 4 مليارات جنيه بعد عيد الفطر مباشرة.
نعم.. هناك العديد من المخلصين فى مصر يعملون فى صمت وبكل جدية وفى أماكن مختلفة، ومنهم بنك ناصر الاجتماعى ورئيسه المحترم محمد عشماوى، وياريت الأخوة مقدمى برامج "التوك شو" يسلطوا الأضواء على هذا البنك – مال عام – ونحن فى شهر رمضان الكريم وقد يصلهم بعض الثواب!
نعم.. البنك يعود بقوة كما كان فى بدايات تأسيسه.. منذ 50 عامًا.