نشرت الجريدة الرسمية قرار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء رقم 32 لسنة 2022، بالترخيص بإصدار عملات تذكارية تحمل شعار مسار العائلة المقدسة في مصر.
وأشار صلاح الباشا، أمين عام متحف مصلحة الخزانة العامة وسك العملة، إلى حرص مصلحة الخزانة العامة ودار سك العملة التابعة لوزارة المالية على إصدار مسكوكات تاريخية تمثل تاريخ مصر وحضارتها من خلال العملات المتداولة والتذكارية والميداليات.
وفى إطار حرص الدكتور محمد معيط، وزير المالية وبموافقة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبالتعاون مع الكاتدرائية ومعهد الدراسات القبطية تم الموافقة من قبل رئاسة مجلس الوزراء على إصدار مجموعة من الميداليات التذكارية تحمل شعار مسار العائلة المقدسة في مصر وتحاكي تاريخ دخول العائلة المقدسة إلى مصر الحدث العظيم في تاريخ مصر وذاكرتها القديمة والحديثة.
وسوف تسك العملات من الذهب فئة الجنيه الواحدن وعلى وجه العملة نفش يمثل أيقونة دخول العائلة المقدسة إلى مصر وعلى الوجه الآخر جمهورية مصر العربية ومن الفضة ثلاث عملات ذات فئات مختلفة الواحد جنيه، الخمسة جنيهات، العشرة جنيهات.
ووفقًا للقرار سيكون سعر العملة التذكارية من الذهب فئة الجنيه الواحد 9800 جنيه وسعر العملة التذكارية من الفضة فئة الواحد جنيه 330 جنيها، وسعر العملة من الفضة فئة الخمس جنيهات 375 جنيها، وسعر العملة من الفضة فئة العشرة جنيهات 425 جنيها.
وينوه خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إلى أن الفنون القبطية جسّدت رحلة العائلة المقدسة وصورت السيد المسيح فى أيقونة الدخول إلى أرض مصر، وهو طفل صغير مقمط تحمله السيدة العذراء مريم فى حضنها، بحب وحنان، بينما فى أيقونة العودة إلى الناصرة بفلسطين يظهر الطفل صبيًا يمشى على قدميه، وهى تعبر عن صدق الفن القبطى، حيث جاء السيد المسيح إلى مصر طفلًا وعاد صبيًا بعد أن قضت العائلة المقدسة فى مصر ثلاث سنوات و11 شهرًا.
ويوضح الدكتور ريحان أن العائلة المقدسة، جاءت من فلسطين على دابة، وشملت السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلُا والقديس يوسف النجار عن طريق شمال سيناء، ثم اتجهت إلى الدلتا ثم إلى وادى النطرون، فمنطقة حصن بابليون لتأخذ طريقها فى نهر النيل إلى نهاية الرحلة بدير المحرق بالقوصية محافظة أسيوط، وشملت المحطات بمسمياتها الحالية، وكانت لها مسميات قديمة أثناء الرحلة، رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، وسط القاهرة حارة زويلة وكلوت بك، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.
ولفت الدكتور ريحان إلى المعجزات المرتبطة بالرحلة ومنها فى بلبيس وأثناء مرور العائلة المقدسة استظلوا بشجرة عرفت فيما بعد بــ "شجرة مريم" وحتى الآن يدفن المسلمون حولها أمواتهم تبركًا بها وبعد عبور العائلة المقدسة سيناء اتجهوا إلى "تل بسطة" بالقرب من الزقازيق، حيث أنبع الطفل نبع ماء، فأحمته العذراء وغسلت ملابسه وسمى هذا المكان "المحمة" أى مكان الاستحمام، وتسمى الآن مُسطرد، وفى سخا بمحافظة كفر الشيخ حاليًا أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، وأصبح الموقع بركة للناس، حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء.
وفى سمنود رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة، ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا، وقد أهدى أهالى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان، الذى أقاموا به ويوجد بالكنيسة الحالية "كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود" ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه.
وحين توجهت العائلة المقدسة إلى وادي شيهات أو "بري شيهت"، والمعروف الآن بوادي النطرون، اشتد عطش السيد المسيح، فلم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية، والتدفق لازال حتى اليوم، وهى معجزة "نبع الحمراء" في التراث المسيحي.
وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها
وقد تنبأ الطفل يسوع عن كنيسة "أبى سرجة" إذ قال السيد المسيح لوالدته "سيكون هنا بيعة حسنة على اسمك وتكون ميناء خلاص لكثيرين" ومرت العائلة المقدسة على منطقة المطرية حيث جلسوا يستظلون تحت شجرة وكانوا فى احتياج إلى الماء، وبدأ الطفل يلعب بقدميه فى الأرض فنبع عين ماء شربوا منه، ثم غسلت العذراء ملابس الطفل ثم صبت ماء الغسيل على الأرض فأنبتت فى تلك البقعة نباتًا عطريًا ذو رائحة جميلة، ويُعرف هذا النبات باسم البلسم أو البلسان، وللآن هذه الشجرة موجودة بالمطرية وتعرف باسم شجرة مريم ، وحين وصلت العائلة المقدسة إلى منطقة جبل الطير بالقرب من سمالوط، شرق النيل مكثت هناك في مغارة بالجبل، وكان المكان قبل ذلك مقبرة يونانية منحوتة فى الصخر وقبله كان موقع مصرى قديم وبعد مرور العائلة المقدسة استمر على حالته مدة 300 سنة إلى أن تم إنشاء كنيسة " الكف".
وفى هذا المكان المبارك أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، كنيسة منحوتة في الصخر عام 328 م وجدّدها الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين 1938م بداخلها مغارة يطلق عليها "مغارة السيدة العذرا"، وهي المغارة التي مكثت بها السيدة العذراء وقت وجودها في هذا الجبل.
وعرفت الكنيسة بالكف لمعجزة السيد المسيح، حين منع سقوط صخرة عليه ووالدته عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير، فانطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يُعرف باسم "جبل الكف".