ذكرت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن العمليات العسكرية التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل حوالي أربعة أشهر ضد أوكرانيا لا تزال مستمرة، حتى رغم تصاعد المعارضة ضدها بين أوساط النخبة العسكرية، أو ممن يُسمون بـ"صقور الحرب"، الذين انقسموا إلى فريقين؛ أحدهما يُجادل بأن الكرملين لم يكن عدوانيًا بشكل كافٍ؛ لتحقيق أهدافه في أوكرانيا، والآخر لا يريد أن يكون جزءًا من إراقة الدماء.
وقالت الصحيفة في معرض تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن إن وزارة الدفاع البريطانية أعلنت هذا الأسبوع أن محاولة بوتين المبكرة لتدمير المدن الكبرى في أوكرانيا فشلت، وتحولت الحرب هناك إلى صراع طويل الأمد ربما أودى بحياة العديد من الجنود الروس، مثل حرب الاتحاد السوفيتي، التي استمرت تسع سنوات في أفغانستان، غير أن موسكو سعت إلى التقليل من شأن هذه التقديرات، رغم أن الانتكاسات في ساحة المعركة أثارت تساؤلات .
وأضافت أن معدلات رفض الاستمرار في العمليات داخل أوكرانيا تتزايد في موسكو، بينما قضت محكمة عسكرية روسية خلف أبواب مغلقة هذا الأسبوع بفصل 115 من أفراد الحرس الوطني لرفضهم المشاركة في هذه العمليات، فيما ذكرت وكالة الأنباء الروسية انترفاكس أنه يمكن استئناف القرار.
وأفادت وسائل إعلام دولية أن النائب المحلي للحزب الشيوعي في مدينة "فلاديفوستوك" الساحلية في أقصى الشرق الروسي، ليونيد فاسكوفيتش، طالب يوم أمس الأول "الكرملين" بوقف القتال في أوكرانيا وسحب القوات الروسية، وقال في اجتماع تشريعي "إننا نتفهم أنه إذا لم توقف بلادنا العملية العسكرية، فسيكون لدينا المزيد من الأيتام في بلادنا". كما استقال بوريس بونداريف الدبلوماسي الروسي المقيم في جنيف، من منصبه هذا الأسبوع، قائلاً إنه "يشعر بالخجل الشديد" من بلاده.
في الوقت نفسه، أبرزت الصحيفة محاولات "قوميين روس" من أجل الدخول في مواجهة أكبر مع كييف والغرب. ففي الأسبوع الماضي، أصدرت مجموعة من قدامى المحاربين الروس بيانًا مليئًا بمشاعر اليمين المتطرف، ناشدوا فيه بوتين وقادته العسكريين إرسال المزيد من القوات إلى أوكرانيا ودعوا إلى استخدام أسلحة أكثر تقدمًا.
كما انتقدوا الكرملين لسحب قواته من ساحات القتال الرئيسية مثل مدينتي كييف وتشيرنيهيف في أبريل الماضي؛ حيث سعت موسكو إلى تصوير الانسحاب على أنه بادرة حسن نية قبل محادثات السلام مع أوكرانيا، لكن قدامى المحاربين وصفوه بأنه "مهين". وأعربوا، في بيانهم، عن شعورهم "بالحرج بشكل خاص من الهزيمة المهلة، التي تكبدتها القوات الروسية بالقرب من نهر "سيفرسكي دونيتس" في وقت سابق من هذا الشهر؛ حيث قُتل ما يصل إلى 485 جنديًا روسيًا، وفُقدت 80 عربة مدرعة عندما قصفت المدفعية الأوكرانية جسرًا عائمًا، وفقًا لتقارير أوكرانية نقلها معهد دراسات الحرب الأمريكي.