ناقشت جلسة "رجال الأعمال والصناعة في أفريقيا" بمؤتمر " مصر تستطيع بالصناعة"، سبل دعم الصناعة بالقارة السمراء، وذلك بحضور وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، وبمشاركة عدد من رجال الأعمال والخبراء المصريين بالخارج والأفارقة.
وفي كلمتها أمام الجلسة، قالت وزيرة الهجرة إنه بالإرادة مصر تستطيع وأفريقيا تستطيع، والتعاون هو ما يضمن نجاحنا جميعًا لما فيه الخير لبلادنا، مضيفة أنه مع صدور توجيهات القيادة السياسية بدأ العمل مباشرة لمد جسور التعاون مع الأشقاء الأفارقة وهو ما يجمعنا اليوم لنضع خطة عمل ونعكف على التنفيذ، بالتعاون بين المؤسسات المعنية.
من جانبه، أوضح الدكتور شريف الجبلي، عضو مجلس النواب أن الحديث عن أفريقيا يعني الحديث عن الفرص التي تحتاج لتعاون للتصنيع، بدلاً من تصدير المواد الخام، وهو ما يهدر موارد القارة، فلابد أن يكون لدينا سلاسل إمداد، فمن يصنع يمتلك القوة، مضيفًا أن أفريقيا تصدر ما قيمته نحو ٦ مليار دولار إلى العالم، وهذه المليارات، بعد إعادة تصنيعها تصل إلى ١٠٠ مليار دولار، قائلاً "رواندا مثلاً بها الكثير من الفرص وتقوم بمعالجة القهوة والكاكاو وكذلك الكاجو في تنزانيا، حيث يتم جمعه في فيتنام، ويتم بيعه بأسعار مرتفعة في السوق الدولي، فعلينا وضع خريطة للصناعة".
وأضاف الجبلي أن هناك دولاً قليلة فقط في أفريقيا تقوم بالتصنيع، وكذلك الصناعات الدوائية أقل بكثير من المطلوب، علينا تفعيل اتفاقات التجارة الحرة مع أفريقيا لتلبية احتياجاتنا وتطوير استراتيجية مستقبلية يمكنها تغيير الوضع القائم، وهو أمر يحتاج لتنظيم وترتيب وتعاون، مؤكدًا أن التغيرات المناخية ضمن التحديات، وكذلك الاقتصاد منخفض الكربون، مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ Cop27، لافتًا إلى أن " مصر تستطيع" فرصة لنقول لأنفسنا علينا أن نتعامل بمنطق وواقعية حتى نجد لأنفسنا مكانا على خريطة الاقتصاد.
فيما قال جيمس موازا، رئيس الغرفة التجارية بدولة مالاوي إن هناك العديد من العقبات التي تحول دون زيادة الأنشطة الصناعية في القارة الإفريقية، مضيفًا أن القارة الأفريقية في حاجة إلى التكامل الاقتصادي لتحقيق التقدم المطلوب، قائلاً "ينبغي زيادة رأس المال المغامر، والحد من عدم حرية الحركة بين البلدان الإفريقية، وإزالة الرسوم الجمركية التي ترفع تكلفة الإنتاج".
وأكد موازا أنه لابد من زيادة أنشطة مكافحة الفساد في أفريقيا، وتحسين وسائل شحن الصادرات والواردات بمختلف الوسائل الحديثة، موضحًا أنه ينبغي لأفريقيا النظر إلى تجربة الاتحاد الأوروبي في تحقيق التكامل الاقتصادي، مضيفًا أن بلاده تتطلع إلى التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة في تلك المجالات.
وفي سياق آخر، قال الدكتور رياض أرمانيوس، رئيس مجلس إدارة شركة إيفا فارما، إن صناعة الدواء أصبحت تعتمد على البحوث العلمية التي تختص بمواجهة المخاطر المفاجئة مثل الأوبئة، مضيفًا أن مواجهة فيروس مثل إيبولا، لن تكون فعالة إلا في الدول التي تحظى بقدر من التقدم، بما يلقي الضوء على العقبات التي تواجه القارة الأفريقية لنشر استخدامات الدواء، مؤكدًا أنه لابد من تطوير منظومة تصنيع الأدوات المستخدمة في الكشف الطبي، مضيفًا أن تعاون شركته مع الأطراف المعنية داخل مصر يكفل تحقيق الأهداف في ذلك الإطار.
من جهته، قال محمود صقر، مؤسس شركة "بايو فارمز" في رواندا، إن شركته نجحت خلال فترة بسيطة في تصدير المنتجات الزراعية من شرق أفريقيا إلى دول الخليج، مؤكدًا أن رواندا في حاجة إلى التعاون مع مصر في مجالات النقل عبر القطارات، والتعليم المهني والكهرباء، مطالبًا رجال الأعمال بضرورة دعم مجالات التعاون المشترك في الزراعة.
من ناحية أخرى، قال مايكل تواضروس، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات فافا النيجرية، إن السوق الأفريقي يحمل فرصًا واعدة للشباب ونماذج ريادة الأعمال، مضيفًا أنه كان يأمل في العمل بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ تخرجه، إلا أنه تفاجأ بمدى القدرة على تحسين نمو الأعمال في أفريقيا، مؤكدًا أن شركته تعمل على زيادة ملاءمة منتجاتها الزراعية لسياسات مواجهة تغير المناخ، خاصة مع استضافة مصر لمؤتمر تغير المناخ في نوفمبر المقبل.
فيما قال محمد النجار، رئيس قطاع التصدير بشركة العربي، إن ضعف حجم التجارة البينية في أفريقيا يعد من أبرز العقبات التي تواجه الدول الأفريقية، مضيفًا أن أفريقيا هي أساس عمل شركة العربي خاصة مع وصول عدد سكانها إلى أكثر من مليار نسمة، مؤكدًا أنها قارة تملك ثروات هائلة، بحجم ٨٠٪ من النحاس في العالم، و٤٠٪ من الذهب في العالم و٦٠٪ من الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أنه بالرغم من تلك الأرقام، فإنه لايزال حجم التجارة البينية ضعيفًا بين بلدان القارة.
في ختام الجلسة، قال توفيق تركي، أحد رجال الأعمال بتنزانيا، إنه تحدث مع قيادات شركة السويدي حول أنظمة الكهرباء في تنزانيا، على هامش مؤتمر " مصر تستطيع بالصناعة"، مضيفًا أن المؤتمر أتاح له الفرصة للحديث أيضًا مع شركة العربي حول مختلف لوجستياتها في القارة الأفريقية بما يسهم في تحقيق تعاون مستقبلي فيما بين الجانبين.