كتب: محمد أبو المجد
حصل كتاب "المواطنة في الرواية المصرية: إدوار الخراط نموذجًا"، لمؤلفه الدكتور محمود أحمد عبد الله على جائزة ساويرس الثقافية هذا العام، وذلك مناصفة عن فرع الكتاب النقدي، في إطار منافسات الزود عن الهوية الوطنية أمام محاولات طمسها.
والكتاب الصادر عن الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة، هو الأول لمؤلفه الذي يعمل خبيرًا لعلم اجتماع الأدب بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، في محاولة منه لإتمام ما قدمته الدراسات النقدية الواعدة التي تناولت أعمال الروائي المصري إدوار الخراط، بالتطبيق على ثلاث روايات هي: (رامة والتنين ، الزمن الآخر ، يقين العطش)، دون إغفال الأعمال الأخرى التي قدمها "الخراط".
وأوضح "عبد الله" أنه حاول من خلال الكتاب تقديم رسالة مفاداها أن المبدأ الحاكم لإبداعات الخراط الروائية هو "الوحدة في ظل التعدد"، وهو مبدأ تجريدي لمفهوم سياسي اجتماعي، والمتمثل في مفهوم المواطنة، كمبدأ حاكم للرؤية الفكرية المترسخة حول قضيتي الحرية والهوية، مشيرًا إلى أن الأعمال الروائية المدروسة بمثابة ترجمة لطموح اجتماعي عابر للأجيال، لكنها طموح لمواطنة منقوصة غير مكتملة، حيث لم تجد تجليا لها على المستوى التاريخي بالفترة الزمنية التي تغطيها الروايات الثلاث (من الناصرية فالساداتية حتى فترة مبارك).
ووصف الكاتب الفترة الناصرية بالالتزام بالتحرر الاجتماعي والاقتصادي علي الرغم من تقييد التحرر السياسي، بينما انفتح السياق الاجتماعي في فترة حكم السادات التي شهدت تضييق آفاق العدالة الاجتماعية ليعود سؤال الهوية إلى الوجود، وهو ما استمر في فترة مبارك بشكل أكبر.
وأضاف "عبد الله" أن الروايات المدروسة قد نجحت في ترجمة القلق المحموم الذي أصاب النخبة المثقفة والمعلمنة التي انهارت أحلامها في التقدم، مع صعود التيارات الإسلاميية المحافظة، حيث تمكنت عبر لغتها المتماسكة التي جمعت بين مستويات لغوية متنوعة من بث عذابات أبطالها، في استجابة جمالية وفكرية لانحياز الإسلاميين لتراث محافظ في رؤيته، وضيق في حدوده وفي أحكامه، وفيما يعلنه من قيم.