ما هو التوكل على الله وكيف يكون؟.. علي جمعة يوضح

ما هو التوكل على الله وكيف يكون؟.. علي جمعة يوضحعلي جمعة

الدين والحياة29-10-2022 | 12:07

لا شك أنه من أهم ما ينبغي على الإنسان معرفته، حيث إن التوكل على الله هو سبيل النجاة الوحيد في الدنيا والآخرة، فالإنسان تائه بلا حول ولا حيلة ولا قوة بدون الله تعالى، فيما أنه مطمئن وآمن في معية الله تعالى، فلا هم يرهقه ولا كرب يفزعه، ومن هنا ينبغي معرفة ما هو التوكل على الله وكيف يكون ؟، والذي يعد بوابة النعيم بالدارين.

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن التوكل الحقيقي على الله سبحانه وتعالى أن تترك مرادك لله عز وجل، أي ترضى وتسلم بما فعل الله جل وعلا فيك، فمن علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله تعالى في البدايات يعني إذا صحت.

أوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الله تعالى شديد المحال يعني شديد القدرة ، فالحول معناه أنه قادر أن يفعل من جميع الجهات وهذا لا يكون إلا لله تعالى ، فالقدرة من كل جهة هي معنى الحول ، فالله قادر أن يفعل من كل جهة وأنت لا تستطيع أن تفعل من أي جهة ، لأنه هو وجود محض واجد لا ينعدم ، فهو باق ولا يفنى ، وأنه لا بداية له فهو الأول والأخر والظاهر والباطن وأنت بخلافه فأنت حادث وفاني وتحتاج إلى غيرك.

أضاف جمعة أن من عرف نفسه يعني بالاحتياج والتقصير والقصور عرف ربه بالكمال ، ومن عرف نفسه بالضعف عرف ربه بالحول وهكذا ، فمن علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، فإذا كنت في بداية طريقك قد أرجعت نفسك إلى الله ورجعت إليه ؛ فإن هذا يبشر بأن الله سوف يفيض عليك من أنواره ويكشف لك من أسراره ما تستطيع أن تختم به حياتك ختامًا حسنًا .

وأشار إلى أن الذي يختم في الحقيقة هو الله ولكن هذه بشرى إذا كنت قد حفظت نفسك في الصغر حفظ الله عليك جوارحك في الكبر ،وإذا كنت قد حفظت خاطرك وقلبك في الصغر فإن الله يملئه نورًا في الكبر، وإذا كنت قد عمرت أوقاتك وأنت صغير وفي البداية في طاعة الله فإنه يعمر أوقاتك وأفعالك بطاعته في النهاية ، كيف أعرف أنك تنجح في النهاية ؟ أرى عليك ذلك في البداية فالإنسان إذا ما رأى الهلال أيقن أنه سيكون بدرًا كاملًا ، فالهلال من شأنه النمو إلى أن يصير بدرًا .

وأضاف أن من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات ، فعندما تكون في بدايتك راجع إلى الله أوقن أن الله إنما قد حكم عليك بالتوفيق وأنه سيتمه لك بالخير ومن كلام الناس العوام الصالحين "ربنا يتمم بخير" من أين أتت هذه الجملة ؟ من أن علامات النجاح في النهايات إنما هي الرجوع إلى الله في البدايات ، فعندما يرى شيئًا قد بدأ من الخير فيدعو الله أن يتمه بسلام .

وتابع: ولكن ممكن الإنسان يفتن والعياذ بالله ومن كلام العوام "يله حسن الخواتيم يله حسن الختام" يله يعني "يا الله" يعني يدعو ربه يا الله نسألك حسن الختام ، يعني يدعو الله النجاح في النهايات كما أتم عليه النعمة في البدايات ، وهذا معناه ألا تأمن مكر الله فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يضل من هدى ، " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا " .

واستطرد: إذًا هي قضية علامات وليست قضية أسباب ، فالعلامة لا تربط بين الشيء وبين ما يترتب عليه إنما هو ظاهرة علامة يعني مرسل وليس دليل قاطع وبرهان لا تتخلف أبدًا ،لا قد تتخلف ولذلك هذه وإن كنا نستبشر بها إلا أن هذا الاستبشار لا يصل بك إلى أن تأمن مكر الله على حد كلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : " لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها، ما أمنت مكر الله "، فيجب على الإنسان أن يكون عاقلًا والعاقل خصيم نفسه .

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2