نظم مركز النيل للإعلام ب قنا ، بالتعاون مع جامعة جنوب الوادي تحت رعاية الدكتور يوسف غرباوى رئيس الجامعة ، ندوة تثقيفية بعنوان " التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي " بحضور نادية شوقي مدير مجمع إعلام قنا، ومسئولي البرامج والمتابعة بالمركز.
واستضافت الندوة الدكتور عصام الدين عبد الهادي عميد كلية الزراعة بجامعة جنوب الوادي ، الذي أكد أن أكثر مجال يؤثر في التغيرات المناخية ويتأثر بها هو المجال الزراعي، موضحاً أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ولو درجة واحدة فقط كفيل بإحداث كوارث بيئية واقتصادية .
واستعرضت الندوة ، العوامل التي أدت إلى التغيرات المناخية والتي تشمل مسببات طبيعية ومنها البراكين , وما ينتج عنها من غازات تسبب ارتفاع الحرارة ، ومسببات بشرية ومنها انبعاثات المصانع التي تعتمد على المازوت والفحم النباتي كوقود .إلى جانب الغازات الناتجة عن النشاط السكاني والتي تتعلق بزيادة عدد السكان مثل عوادم السيارات .
وعن غازات الاحتباس الحراري أشار ضيف الندوة إلى أنها موجودة بصورة متوازنة في الكون , ولكن زادت نسبتها بفعل تدخل البشر .
و يطلق عليها(غازات التدفئة) لأنها تمتص أشعة الشمس وتحتفظ بقدر كبير منها في الأرض لتدفئتها ومن أمثلتها غاز الميثان ــ ثاني أكسيد الكربون ــ أكسيد النيتروز .
تطرقت الندوة إلى تأثيرات التغيرات المناخية إلي عدم التوازن بين فصول السنة ، وتأخر قدوم فصل الشتاء ، و ذوبان الجبال الجليدية المتماسكة ، و غرق مساحات من الدلتا واختفاء أراضي خصبة صالحة للزراعة، و ظاهرة نحر الشواطئ والتي تهدد بزوال بعض المدن الساحلية ، و ارتفاع منسوب الماء المالح مما يؤثر على ملوحة التربة فتصبح الأرض غير صالحة للزراعة ، و الجفاف الذي يعرض النباتات للأمراض والتعفن , ويؤدي إلى تشقق التربة , وتتأثر الزراعة والثروة الحيوانية بالفقر المائي ، و انتشار الآفات وظهور أنواع جديدة منها قادرة على التأقلم مع الظروف الصعبة .
وتحدث عميد كلية الزراعة ب قنا ، عن الجهود القومية لمواجهة مشكلة التغيرات المناخية ومنها إنشاء المجلس القومي للتغيرات المناخية ، وإطلاق الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050
،وإقامة مشروعات صديقة للبيئة لتقليل الآثار السلبية للتطرف المناخي مثل تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي ، والتحول للاقتصاد الأخضر ، توفير قروض خضراء لمشروعات مخصصة لخدمة البيئة مثل تدوير المخلفات بفائدة منخفضة وشروط ميسرة ، التعاون الدولي وإقامة المؤتمرات والعوائد الإيجابية منها .
هذا إلى جانب الدور المطلوب من العاملين بقطاع الزراعة من حيث زراعة أصناف تتحمل الحرارة العالية ، وتقليل مساحة المحاصيل المسرفة في استهلاك ماء الري مثل قصب السكر ، وزراعة محاصيل بديلة تتحمل الجفاف والملوحة .
واختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الأبحاث الزراعية الهادفة إلى تغيير مواعيد الزراعة , وضرورة التكامل بينها وبين الأبحاث الهادفة إلى استنباط السلالات الجديدة .