" القومى للبحوث": ٩٢% نسبة الرضا على البرامج الدينية

" القومى للبحوث": ٩٢% نسبة الرضا على البرامج الدينية القومى للبحوث : ٩٢ نسبة الرضا على البرامج الدينية

مصر28-11-2022 | 13:18

أجرى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية مؤخرا دراسة تحت عنوان " البرامج الدينية التليفزيونية دراسة على الجمهور العام"، وهذا لبحث طبيعة العلاقة بين البرامج الدينية التليفزيونية والجمهور العام وإلقاء الضوء على مدى إقباله عليها واستخداماته لها وإشباعاته المحققة منها، والكشف عن مختلف العوامل والمؤثرات المحددة لطبيعة هذه العلاقة وتقييمه لها، ولقد حدد البحث أهدافه منها، الكشف عن أهم المصادر التى يستقى منها الجمهور معارفه ومعلوماته الدينية، مع تحديد موقع البرامج الدينية التليفزيونية على خريطة مصادر التثقيف الديني لديه ، والوقوف على مدى تعرض الجمهور المصرى - بخصائصه الديموجرافية المختلفة - للبرامج والمضامين الدينية الإعلامية والكشف عن دوافع تعرضهم لهذه البرامج تحديدا والإشباعات المتحققة من مشاهدتها ، مع التعرف على آراء الجمهور المصرى فى نوعية المضامين والموضوعات المقدمة من خلال البرامج الدينية، و مدى تجاوب البرامج الدينية التليفزيونية مع المساهمة في عملية تجديد الخطاب الديني من منظور الجمهور العام، بجانب الوقوف على عوامل تمييز الجمهور المصرى للمحتوى الديني المقدم في القنوات التليفزيونية وتأثيره في الهوية الثقافية بشكل عام والدينية بشكل خاص.
وكذلك التعرف على مقترحات الجمهور المصرى لتطوير البرامج الدينية المصرية شكلاً ومضموناً؛ للمساهمة في وضع استراتيجية من قبل الإعلام المرئي نحو التحديات المجتمعية الحالية.

ومن أهم النتائج، التى خرجت بها الدراسة، أن التليفزيون من أهم مصادر الحصول على المعلومات الدينية وذلك بنسبة ٦٢,٨٪، ورغم ذلك فإن الاتصال الشخصي ممثلا في القس يعتبر المصدر الأول للمستجيبين المتابعين للبرامج الدينية المسيحية وذلك بنسبة %۸۸% بينما يعتمد المستجيبون المسلمون على شيخ الجامع بنسبة ٥٢%، حيث يمكن تفسير ذلك بالنظر إلى تردد المسيحيين ذكورا وإناثا على الكنيسة بشكل دوري، بينما يختلف الأمر بالنسبة للمسلمين الذين يترددون على الجامع حيث كان أغلبهم من الذكور، كما لا يمثل الإنترنت مصدراً ذا أولوية في الحصول على المعرفة الدينية، بينما ارتفعت نسبة متابعة البرامج الدينية التليفزيونية لتبلغ ٧٩.٥% بين المستجيبين، وتمثلت أهم دوافع الجمهور العام؛ لمشاهدة البرامج الدينية في الحصول على المعلومات التي تفيدهم في الحياة وذلك بنسبة ٧٦,٥%، وذلك لمشاهدى كل من البرامج الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء، بالإضافة إلى اكتساب المعرفة الدينية والمساعدة في حل المشكلات والتمسك بالقيم الدينية وكذلك الإحساس بالراحة النفسية إلى جانب التعود على مشاهدتها .

وكذلك توجد علاقة دالة بين المساعدة في حل المشكلات وتشكيل الثقافة الدينية لدى متوسط التعليم.

وكشفت الدراسة أن نسبة من يفضلون مقدم البرنامج من رجال الدين ٨٤,٧٪، يليهم شباب الدعاة بنسبة ٢٢.٢ ٪، و تمثلت أهم السمات الخاصة بمقدمى البرامج الدينية التي يفضلها المشاهدون في أن يكون مخصصاً في الدين وذلك بنسبة ٦٨,٥٪، ثم أن يكون أسلوبه بسيطا وذلك بنسبة ٦٣,٨٪.

وبينت الدراسة أنه تصل نسبة الرضا عن طريقة تقديم البرامج الدينية التليفزوية إلى ٩٢,٢ ٪ وترجع أهم أسباب الرضا إلى كون مقدمى البرامج على درجة من العلم والثقافة بنسبة ٦٥,٨٪، ولأنهم متخصصون بنسبة ٦١,٥٪، أما من ذكروا عدم رضاهم عن طريقة تقديم البرامج المدنية فقد ارجعوا السبب فى ذلك إلى أن مقدمي البرامج غير متخصصين، أو ثقافتهم الدينية ضعيفة أو لكونهم مسيسين، وكذلك بسبب صعوبة لغتهم.

ولقد أشارت نسبة تبلغ ٦٠,٤٪ إلى أن البرامج الدينية تهتم بمناقشة موضوعات الإرهاب والتطرف الديني حين ذكرت نسبة تبلغ ٣٩,٦ ٪ إلى عدم ملاحظتهم لذلك .. .
وتمثلت أهم ملامح هذا الاهتمام في تخصيص عدد ساعات أكثر للحديث في هذه الموضوعات وذلك بنسبة بلغت ٦٨,٦٪ ، يلى ذلك استضافة متخصصين للحديث عن حكم الشرع في التورط في قضايا التطرف والإرهاب بنسبة ٤٦,٨٪.

وبينت الدراسة أنه لا توجد معرفة لدى غالبية المستجيبين بمسألة تجديد الخطاب الديني وذلك بنسبة ٦٥,٥٪ وتعد هذه النتيجة مبررة نظرا لغموض المفهوم وطبيعته الفلسفية مع وجود علاقة طردية بين مستوى تعليم المستجيب ومعرفته بالمفهوم، كما انه قد تغلبت الهوية المصرية على الانتماءات الأخرى عند تعبير المستجيبين عن هويتهم بكونهم مصريين بنسبة بلغت ٥٠,٨%، يليها الهوية الدينية كمسلم أو مسيحى بنسبة ٤٤,١% وقد ارتبط التعريف بالهوية المصرية طرديا بالتعليم، فكلما ارتفع مستوى التعليم ازداد الارتباط بالهوية المصرية.

ولقد أشار غالبية المبحوثين بنسبة ۸۹٫۷٪ إلى أن مشاهدة البرامج الدينية قد انعكست على أسلوب حياتهم، ويتبدى هذا التأثير من وجهة نظرهم في ممارسة العبادات من انتظام في الصلاة وقراءة القرآن وتردد على المسجد ، وكذلك في المعاملات من حيث الحرص على صلة الرحم وبر الوالدين والاهتمام بشئون الأسرة، وقد أشار البعض أيضا إلى مسائل تتعلق بالمظهر ومنها الاحتشام في الملبس أو إطلاق اللحية .

ولقد شددت الدراسة على أهمية إنشاء مراكز الأبحاث المخصصة المهمة بأبحاث الإعلام، مع تفعيل ما وجد منها، والتوعية بأهمية الإعلام الديني والسعي الجاد لإنشاء المؤسسات الإعلامية المختلفة صحفية وإذاعية وتليفزيونية وفضائية ومواقع إلكترونية، ومن الأفضل أن تكون هذه المؤسسات متخصصة وتهتم بنشر الفكر الديني الصحيح .

مع ضرورة التدقيق في اختيار مقدمى البرامج الدينية والضيوف والمتحدثين فيها؛ بحيث يكونون من ذوى المصداقية والمتخصصين مع مراعاة ملاءمة تخصصاتهم للموضوعات المثارة بالبرامج.
و الاستعانة بالعلماء والمتخصصين في الشئون الدينية عند إعداد وتنفيذ البرامج بحيث يسهمون في وضع الخطط التي تسير عليها البرامج.

مع ضرورة الاستفادة من التطورات الكبيرة في مجال تكنولوجيا الاتصال عند إعداد البرامج الدينية والخروج من فكرة البرامج الحوارية والعمل على تجديد وتطوير القالب الذي تقدم به هذه البرامج.
كما يجب على القائم بالاتصال في البرامج الدينية التركيز على الموضوعات والقضايا والمضامين التي تعكس القيم الدينية، والابتعاد عن تناول الآراء الشاذة والمسائل الفقهية محل الجدل.
و كشفت الدراسة عن أهمية النظر إلى تجديد الخطاب الديني باعتباره مجالا متعدد التخصصات لا يحتاج فقط إلى دين وسطيين، بل يحتاج إلى مشاركة من علماء الاجتماع والنفس وبعض أساتذة الجامعات والمثقفين والشباب، وغيرهم.
ويتعين على الإعلام أن يلعب الدور الصحيح المنوط به، ويجب أن يسعى لتحديد ماهية الخطاب الديني وما الذي تريد تجديده بالفعل، وأن يتابع الإعلام الخطوات التي يتخذها الأزهر والمفكرون في هذا السبيل.

أضف تعليق