تشهد الدولة المصرية تحديات كثيرة على محتلف المحاور الاستراتيجية و تنطلق مصر بقوة نحو المستقبل بخطوات ثابتة مبنية على روح الوطنية والإخلاص والولاء وحب الوطن ووفقا للأسلوب العلمي الأمثل في تحقيق أهداف التنمية ولعل الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ٢٠٢٣ - ٢٠٣٠ هو من أهم آليات بناء الدولة القوية التي نحلم بها جميعا.
فقد جاءت رسالة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد متمثلة في خلق بيئة وطنية نزيهة تكافح الفساد وشملت رؤيتها ترسيخ ثقافة مجتمعية واعية تكافح الفساد مدعومة ببنية تشريعية وإدارية وقضائية تتسم بالنزاهة والشفافية ووجود جهات ممكنة من الوقاية من الفساد ومكافحته وإنفاذ القانون تعلي من قيم المسائلة والمشاركة بين كافة فئات المجتمع.
كما استندت هذه الاستراتيجية إلى ثلاثة مبادئ هامة وهي النزاهة والشفافية والمشاركة ليكون هناك تواصل فعال بين المجتمع والجهات المنوط بها مكافحة الفساد لنستطيع أن نستكمل خطط البناء والتنمية نحو المستقبل.
ولعل زيادة الوعي المجتمعي بمفهوم الفساد ومكافحته هو من أهم الأسلحة في التصدي لآليات هدم وتفكيك المجتمعات كون الفساد هو أداة تستخدم لتفكيك المجتمع وهدمه وإعاقته عن الانطلاق في خطط التنمية المختلفة، كما أن انتشار الفساد يؤدي إلى بث روح اليأس والإحباط في المجتمع لذا وجب التصدي له بكل قوة حتى نتمكن من الحفاظ على الدولة ونساعدها في الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة محققة كل أمنيات وأحلام المصريين الشرفاء المحبين لهذا الوطن العظيم.
وجاءت أهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد واضحة في خلق جهاز إداري ذي كفاءة وفعال ليقدم خدمات متميزة للمواطنين و المستثمرين وكذلك تطوير البنية التشريعية والقضائية لمكافحة الفساد وتحقق العدالة الناجزة وزيادة قدرة وكفاءة جهات إنفاذ القانون لمكافحة الفساد، بالإضافة إلى خلق مجتمع واع بمخاطر الفساد وقادر على مواجهته مع تحقيق التعاون الدولي والإقليمي لتعزيز التعاون المشترك في مكافحة الفساد.
فهناك مسؤولية وطنية كبيرة تقع على عاتقنا جميعا لكي نسهم في تعزيز هذه الاستراتيجية وندعمها حتى نتمكن من التصدي للفساد ونحد من انتشاره؛ لأن الفاسد ببساطة هو خائن للوطن وخائن للأمانه؛ لأنه يتسبب بفساده في هدم الدولة وتفكيكها.
ولعلنا نشهد كل يوم الدور الوطني الذي تقوم به أجهزة إنفاذ القانون ومكافحة الفساد وفي مقدمتها جهاز الرقابة الإدارية من ضبط للفاسدين وحماية مقدرات الوطن لذا علينا كمواطنين شرفاء محبين لهذا الوطن أن نقدم بكل حب وثقة على التعاون مع هذه الأجهزة دون خوف حتى نحافظ على هذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها وسلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.