أوروبا لن تستطيع عبور الشتاء بسهولة!

أوروبا لن تستطيع عبور الشتاء بسهولة!حسن زعفان

الرأى20-12-2022 | 19:22

إن الأرقام والإحصاءات تقول إن ما لدى أوروبا من احتياطيات من المحروقات وخاصة الغاز الطبيعى لن يكفى عبور الشتاء بسهولة، بعد انقطاع ضخ الغاز الروسى بصورة شبه كاملة، ولم يعد أمام الاتحاد الأوروبى إلا أمريكا لتوفير كميات من الغاز للتعويض عن الغاز الروسى لكن.. أمريكا التى تبيع لهم الغاز بخمسة أضعاف ثمن الغاز الروسي، لن تستطيع توفير الكميات المطلوبة، إضافة إلى زيادة تكلفة النقل من محطات تسييل الغاز بعد أن أصبح دعم أوكرانيا يستنزف الاحتياطى النقدى الأوروبى، مما يؤثر على الميزانية المخصصة لدفع ثمن المحروقات من بترول وغاز، والذى رفع تكلفة الإنتاج فى المصانع وارتفاع ثمن المنتجات الرئيسية للحياة اليومية، خاصة أفران الخبز ومصانع المنتجات الغذائية الجاهزة، والتي يعتمد عليها الأوروبيون، خاصة فى فصل الشتاء، فكل هذه الأنواع من الأغذية تعتمد بشكل أساسى على طاقة الغاز أو الكهرباء.

أما تكلفة تدفئة المنازل فسوف تتضاعف حتى مع اتباع إجراءات الترشيد، والتى أعلنت عنها دول الاتحاد الأوروبى ومنها تقليل إضاءة الشوارع والميادين ليلا، كما حدث فى ميادين وشوارع باريس، وساحة برج ايفل وشارع الشانزليزيه، بل وصل الأمر إلى حد تقليل الإضاءة حتى فى محطات المترو واستراحات انتظار الركاب، ومن المنتظر تقليل مصادر التدفئة فى بعض القطارات أيضا.. كل ذلك قد يساهم فى خفض استهلاك الطاقة والتى تعتمد على الغاز و الكهرباء ولكن قد يزيد الأمر تعقيدًا مع بدء بعض دول الاتحاد فى إعادة استخدام الفحم الحجرى كوقود لمحطات إنتاج الطاقة، وهو ما سيجلب العديد من المشاكل بسبب زيادة انبعاثات الكربون، وهو الأمر الذى تعارضه أحزاب الخضر فى ألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبى، مما قد يضطر بعض الدول إلى إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية المستخدمة فى إنتاج الكهرباء، والتى قد تم إغلاقها فى فترات سابقة؛ بسبب عدم كفاية إجراءات الأمان فى تلك المحطات، حيث تعتبر فرنسا الرائدة الكبرى فى توليد الطاقة الكهربائية باستخدام المحطات النووية، والتى وصلت إلى إنتاج ٣٠% من احتياجات البلاد من الكهرباء، لكن تقلص الإنتاج إلى أقل من ذلك بكثير لأسباب منها معارضة شريحة كبيرة من الشعب الفرنسى وتخوفه من انتشار المحطات النووية، خاصة داخل المدن الكبرى، ولذلك فقد تم الاتفاق بين دول الاتحاد على إعادة تشغيل جزئى لبعض محطات إنتاج الكهرباء، سواء بالفحم أو عن طريق المفاعلات النووية، ولو بصورة مؤقتة حتى يتم تأمين احتياطات كافية من الغاز المسال، الذي يتم نقله سواء من حقول الشمال الأوروبى أو من حقول الغاز فى الشمال الإفريقى، وخاصة الجزائر، وبالطبع سيكون الغاز المصرى من حقول شرق المتوسط.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2