يكتسب مفهوم المجتمع المدني في دوله فلسطين مفهوما خاصا، فعلى الرغم من الفهم العالمي لدور مؤسسات المجتمع المدني النهضوية في مجمل مناحي الحياة وارتباط هذا المفهوم بأسلوب حياه ينظم من خلاله المجتمع نفسه بعيدا عن الدولة، والذي شكل أيضا مجموع الممارسات التي من شأنها أن يعبر المجتمع من خلالها عن مصالحه وغاياته ويتمكن من الدفاع عن نفسه وعن مصالحه التي تتعارض احيانا مع سياسات الدول .
ونضجت مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية مبكرا في تحمل المسؤوليات جنبا إلى جنب مع مؤسسات دولة فلسطين في مواجهه ألة الحرب والقتل الإسرائيلية، فتشكلت مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن الحق الفلسطيني في وجه الاحتلال وكان لها نصيب كبير من الهجمات المستمرة والممنهجة التي نفذها الاحتلال بحقها، والتي طالت عشرات المؤسسات في محافظة القدس الشريف واستهداف سبع مؤسسات بالإغلاق، في رام الله وتزامن ذلك أيضا مع محاولات الحصار المادية لها عبر الضغط على الممولين الدوليين.
وأكدت دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمنظمات المجتمع المدني والذي يوافق اليوم 27 ديسمبر الجارى ، أن مؤسسات المجتمع المدني بالدول العربية كافة وفي فلسطين بشكل خاص تشكل البنية المجتمعية الأساسية في صون حقوق المواطن والدفاع عنها وهي شريك حقيقي لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وتكريس مبدأ حقوق الانسان والمواطنة ورفع القيمة التطوعية والتضامنية والإنسانية والأخلاقية في العمل للصالح العام.
ودعت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني مؤسسات المجتمع المدني في جميع الدول العربية للاستمرار في الوقوف الى جانب مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية التي يستهدفها الاحتلال باشكال شتى سواء بالحصار المادي أو الاغلاق في الحيز المكاني او حتى في جملة الاعتقالات التي تنقذها ضد كادر هذه المؤسسات، مما يعني ان هذه المؤسسات ومن خلال خدماتها ودفاعها عن حقوق الفلسطينيين، تجعلها عرضة لهجمات الاحتلال بطريقة مستمرة وممنهجة يعتدي فيها على الحقوق الأساسية التي كفلها القانون الانساني الدولي.
ودعت الأشقاء العرب في هذا اليوم لتشكيل أكبر شبكة عربيه من مؤسسات المجتمع المدني لصون الحقوق والحريات التي نص عليهما العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لكافة المواطنين، وبنفس الوقت استمرار حاله العمل المشترك لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني التي تقدم خدماتها للعديد من ابناء شعبنا الفلسطيني في شتى المجالات ولا سيما في الدفاع القانوني والحقوقي امام جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى أو استهداف المؤسسات التي تدافع عن الأسرى وحقوقهم.
واستطردت ، السابع والعشرين من ديسمبر من كل عام سيكون امانة الشعب الفلسطيني من أجل أن نحتفل معا في القدس الشريف وفي فلسطين بشكل عام بهذا اليوم "اليوم العربي لمنظمات المجتمع المدني" احتفالا بصمود مؤسسات صبرت على التنكيل والاعتقال والاغلاق وصمدت كما هو شعبنا الفلسطيني صامدة في وجه هذا الاحتلال الذي لم يستطع أن يثنيه عن المضي قدما نحو تحقيق حقوقه المشروعة وعلى راسها حق تقرير المصير.