قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، إن اللغة العربية هي المفتاح الأول والرئيسي لتعلم العلوم الشرعية، فهي لغة القرآن، وما من علم من العلوم إلا وله أصل في القرآن، والإلمام بهذه العلوم مشروط بتعلم اللغة العربية وإتقانها، موضحا أن اللغة العربية والعلوم الإسلامية مترابطان، وينبني كل منهما على الآخر، فهي الأساس الذي يعتمد عليه في فهم مراد الله في القرآن ونقل هذا المراد لعموم الناس.
جاء ذلك خلال ندوة تثقيفية بعنوان "اللغة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، حاضر فيها مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدي، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، وأدار ال ندوة عضو المركز الإعلامي ب الأزهر الشريف الإعلامي محمود عبد الرحمن، وذلك حرصا من الأزهرالشريف على تسليط الضوء على دوره في تعزيز انتشار اللغة العربية وإبراز مدى أهميتها ومكانتها للحفاظ على هوية الأمة الإسلامية.
وأضاف عياد أن هناك حملات غزو فكري تستهدف إضعاف أمتنا عبر توجيه سهامها نحو تراثنا، والذي تم كتابته باللغة العربية، لذا كان استهدافه في الأساس عبر استهداف اللغة العربية، والمحاولات المستمرة في إضعافها، ليحقق هدفه بالقضاء على هويتنا والتشكيك في تراثنا، مؤكدا أن ذلك لن يحدث لأن القرآن محفوظ في الصدور كما أخبرنا الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وبحفظه تحفظ لغتنا وهويتنا، وبحفظه تحولت لغتنا العربية إلى لغة ذات شأن عظيم، ولن تفلح محاولات الغزو الفكري في النيل منها.
من جانبها.. قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، إن الله تعالى قد تعهد بحفظ اللغة العربية وحمايتها، وكان لها الدور الأهم في حفظ ثقافتنا وهويتنا على مر العصور، ولن يتحقق الانتماء والولاء لثقافتنا إلا بإتقان اللغة العربية، وهو ما يتبعه بالضرورة حفظ هويتنا وحمايتها من كل ما تواجهه من تحديات، مبينة أن الشباب الآن مستهدف عبر تجريده من ثقافته، وهذا لن يتحقق إلا بضياع لغته، لذا فلا بد لنا جميعا من الانتباه لذلك، وتوعية شبابنا بأهمية اللغة وإخبارهم أن اللغة هي الأساس لحفظ ثقافته وهويته.
وأكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن اللغة العربية والقرآن الكريم متلازمين، فعندما أنزل الله القرآن على العرب نزل عليهم وهم في أعلى درجات البلاغة والفصاحة، فنزل القرآن متحديا لهم بأن يأتوا بأية من مثله فلم يستطيعوا، مشددة على ضرورة أن يهتم الشباب بتعلم اللغة العربية للتمكن من فهم كتاب الله تعالى وفهم ما فيه من أسرار ومعاني، وصولا إلى فهم دينهم وثقافتهم بالشكل السليم، مشيرة إلى أن الأزهر يحمل على عاتقه مهمة حفظ اللغة العربية ويبذل في سبيل ذلك جهدا كبيرا ولنا مبادرات متعددة في هذا الشأن، مطالبة بضرورة ترابط الجهود لحماية اللغة العربية لحفظ ثقافتنا وهويتنا.