أكد وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح أنه يتوجب علينا التمسك بمبادئنا الأساسية والمتمثلة بأهمية التعاون المشترك والتنسيق فيما بين الدول بغية الوصول إلى ما نصبوا اليه جميعا بخلق بيئة دولية تؤمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا وتعمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وقال الشيخ سالم الصباح- في الكلمة التي ألقاها اليوم الخميس ممثلا عن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في أعمال قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز المنعقدة في عاصمة جمهورية أذربيجان باكوو "ووفقا لبيان الخارجية الكويتية" والتي تتناول سبل دعم وتعزيز الجهود الدولية المشتركة للحد من التداعيات الاقتصادية والصحية والأمنية لجائحة كوفيد - 19 والتباحث في التدابير اللازمة للتصدي للتهديدات المستقبلية المماثلة- إن تجربة العالم مع تفشي جائحة كوفيد 19 وما أفرزته من تداعيات وانعكاسات بما تمثله من تحد استثنائي لا يعترف بحدود جغرافية أو مستويات اقتصادية وتقسيمات عرقية واجتماعية.
وأضاف أن كل ذلك أثبت بما لا يدع مجال للشك بأننا مطالبون وأكثر من أي وقت مضى بدعم السياسات القائمة على التعاون والعمل الدولي المشترك وإن التغلب على مثل هذه الأزمات المستجدة لا يمكن أن يتم دون حلول مبتكرة وخلاقة وضمن إطار يستند على توحيد الجهود والرؤى وإرادة سياسية صادقة وواعية وقناعة راسخة بأن العالم بأكمله يواجه تحديا مشتركا لا يمكن لدولة أو مجموعة من الدول التغلب عليها بشكل منفرد.
وأشار الشيخ سالم الصباح إلى إن قسوة الجائحة تعكسها وبشكل واضح وصريح الأرقام والإحصائيات الدولية فمن أعداد الضحايا والتي تجاوزت أكثر من 8ر6 مليون نسمة ومن الإصابات المسجلة لأكثر من 672 مليون حالة إضافة إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والانكماش الاقتصادي الحاد الذي لم يواجهه العالم منذ أكثر من تسعين عاما الامر الذي وضع العمل الدولي المتعدد الأطراف أمام محك يتسم بالمصيرية بين قابلية الاستمرار أو التوقف والانحسار.
وتابع أنه تاريخيا لعبت الأوبئة بجسامة آثارها وعمق تداعياتها أدوارا مفصلية باعتبارها دافعا قويا للتغيير وإعادة البناء نحو الأفضل ولا شك أن أكبر التحديات التي واجهها المجتمع الدولي جراء تداعيات أزمة كوفيد-19 يكمن في إيجاد آلية توزيع عالمي عادل وآمن للحصول على اللقاحات لكل الدول وخاصة الدول النامية والاقل نموا وذلك للوصول لمستويات التحصين الشاملة.
وأوضح الشيخ سالم الصباح أنه في هذا السياق فقد حققت الكويت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين وفي الإطار العالمي تواصل الكويت دعم الجهود الدولية لمكافحة وباء كوفيد-19 وذلك سعيا منها لتعزيز الأمن الصحي العالمي مؤكدا أن من هنا تقع علينا كدول أعضاء في حركة عدم الانحياز مسؤولية التعاون فيما بيننا لمواجهة آثار هذه الجائحة وغيرها من التحديات والظروف غير المسبوقة التي تواجه عالمنا اليوم .
و أعرب وزير خارجية الكويت عن خالص التقدير للدور الهام والفعال والبناء لجمهورية أذربيجان الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز في قيادة حركتنا إبان هذه الأزمة من خلال حرصها على انتظام سير أعمال اجتماعاتها على الرغم من الشلل الذي أصاب كافة التجمعات الإقليمية والدولية آملا أن يصاحب اجتماعنا هذا كل التوفيق والنجاح.