غادر رئيس مجلس الدولة الصينى (رئيس الوزراء) لى كه تشيانغ بكين اليوم الاربعاء مستهلا جولة خارجية يقوم خلالها بزيارة استراليا ونيوزيلندا للدفع بالتوصل الى اتفاق مبكر حول الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة.
ومن المقرر أن يعقد لى مع نظيره الاسترالى مالكولم تورنبول،خلال زيارته لاستراليا التى تمتد من اليوم وحتى يوم الأحد القادم، الاجتماع السنوى الخامس على مستوى رؤساء وزراء البلدين، حيث سيتم مناقشة مواءمة استراتيجياتهما التنموية وتعزيز التعاون فى مجالات مهمة مثل الابتكار التكنولوجى والتجارة والاستثمار والتبادلات الثقافية والتعليمية والطاقة والسياحة.
وقال نائب وزير الخارجية الصينى تشنغ تسى قوانغ فى تصريحات صحفية أمس حول الجولة التى تستغرق ثمانية ايام وتعد الاولى التى يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصينى لاستراليا ونيوزيلندا منذ 11 عاما، إنها سوف ترسل رسالة ايجابية الى المجتمع الدولى مضمونها ان الصين واستراليا ونيوزيلندا يعتزمون القيام بتعزيز تحرير التجارة والاستثمار فى مواجهة الاتجاه العالمى المتزايد نحو الحمائية.
وقال إن الدول الثلاث جميعها شركاء مستفيدون وداعمون فى جميع خطط التعاون الاقليمى لمنطقة اسيا - الباسيفيك، مؤكدا حرص الصين على تقديم إسهاماتها للدفع بالتنمية الاقتصادية والتعاون فى المنطقة.
وقال تشنغ ان الاجتماعات في إستراليا ستبحث الاستفادة بشكل افضل من اتفاقية التجارة الحرة الصينية الاسترالية، التى تم اطلاقها عام 2015، مشيرا الى ان الصين وعلى مدى الثمانية أعوام الماضية تعتبر اكبر شريك تجارى لاستراليا، وأنه ووفقا للبيانات الرسمية فقد تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الصين واستراليا 107.8 مليار دولار فى العام الماضى.
واضاف ان الاستثمارات المتبادلة بين البلدين تصل قيمتها الى 100 مليار دولار كما ان عدد الطلاب الصينيين الدارسين فى استراليا حاليا يبلغ نحو 260 الف طالب. مشيرا إلى ان احد الموضوعات المهمة التى سيتناولها الجانبان خلال الزيارة سيكون موضوع التعاون فى مجال الابتكارات التكنولوجية والذي يعد قوة دافعة قوية للتعاون فى التجارة والاقتصاد ومجالات اخرى متعددة.
وقال :"اننا نثق فى التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين واستراليا، ونرغب فى ان تكون هناك استفادة كاملة من اطلاق امكانياته الضخمة لتحقيق تنمية متنوعة ومستدامة فى المستقبل".
واعتبارا من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء المقبل، سيزور لى نيوزيلندا ويجتمع مع رئيس الوزراء بيل انجليش، حيث ستجرى المحادثات بين الطرفين حول تعزيز التعاون وتطوير الشراكة الشاملة.
ووفقا لتشنغ فإن الصين ونيوزيلندا وضعتا مثالا جيدا للتعاون بين الدول ذات الانظمة الاجتماعية المختلفة منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 45 عاما. موضحا أن المحادثات بين الطرفين ستتناول توسيع مجالات التعاون في البنية التحتية، والزراعة، والابتكار التكنولوجي والثقافة والتعليم والسياحة والطيران المدني.
ونوه باعلان الصين ونيوزيلندا فى نوفمبر انهما ستبدآن مفاوضات حول الارتقاء باتفاقية التجارة الحرة التي تم التوقيع عليها فى عام 2008 والتى كانت اول اتفاقية للتجارة الحرة ترتبط بها الصين مع دولة غربية متقدمة.
وقال تشنغ "إننا نأمل فى ان يتخذ الجانبان محادثات ترقية اتفاقية التجارة الحرة كفرصة لتحقيق المزيد من الانفتاح على التجارة والاستثمار". واضاف ان الصين تأمل فى ان تتمكن من التوصل الى توافق مع نيوزيلندا حول موضوعات جديدة مثل تجارة الخدمات والتجارة الالكترونية من اجل رفع مستوى التعاون الثنائى واعطاء قوة دفع للنمو الاقتصادى الاقليمى.