قال وزير الثقافة الأسبق الدكتور الدكتور حلمى النمنم إن قضية الوعي ضرورة حتمية لكل المجتمعات و لكل فئات الشعب وفي كل الأوقات بصفة عامة والوقت الراهن بصفة خاصة حيث تواجه الدول مشكلات التفتت والانقسام، فى وقت تعرضت فيه الكثير من المجتمعات المحيطة لهذا الخطر.
وأشار إلى أن مصر استطاعت التغلب على محاولات عديدة لتقسيمها بفضل التلاحم بين الشعب المصرى ومؤسساته العريقة من جيش وشرطة و الجامع الأزهر والكنيسة المصرية.
جاء ذلك خلال خلال فعاليات الندوة التثقيفية التي نظمتها كلية الآداب جامعة الإسكندرية تحت عنوان "دور المنابر الثقافية فى تنمية وعى الشباب"، وتأتي فى إطار فعاليات الصالون الثقافي للجامعة، بحضور الدكتور محمد عبد اللاه رئيس الجامعة الأسبق، وعمداء ووكلاء وأعضاء هيئة التدريس وطلاب كليات الجامعة.
وأكد ضرورة العمل والاستمرار فى نشر الوعي والثقافة لاستمرار هذا الترابط والوقوف أمام كل هذه المحاولات.
وأعرب "النمنم" عن سعادته بالتواجد في جامعة الإسكندرية التى أسسها الدكتور طه حسين أحد أبرز رموز الثقافة فى مصر والوطن العربى.
بدوره، أكد رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور عبد العزيز قنصوه حرص الجامعة على عقد الندوات الثقافية واستضافة الرموز الثقافية المستنيرة من أجل نشر الوعي لدى طلابها ولتصبح الثقافة بمفهومها الشامل ركيزة أساسية في بناء شخصياتهم.
وتحدث عن أهمية ارتباط التنمية الأقتصادية بالتنمية الثقافية، وضرورة التوعية والتعريف بجهود الدولة فى تنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية، في ظل تحديات ضخمة على كافة الأصعدة.
وقال إن الحل الوحيد لجميع المشكلات هو التعليم الجيد وتعزيز الشعور بالانتماء للوطن.
وأوضح أن الجامعة تعمل وفق استراتيجية وزارة التعليم العالي التى تتطور بديناميكية سريعة بهدف تحسين جودة التعليم لتصبح ذات مستوى عالمى قادر على بناء الجمهورية الجديدة عبر منظومة متكاملة من الجامعات الحكومية والأهلية والدولية، وإتاحة فرص التعلم وزيادة المعرفة ووجه الطلاب للاستفادة من بنك المعرفة الذى يتيح الاطلاع على الأبحاث العلمية بصورة مجانية لا تتوافر للكثير من الطلاب في دول العالم فهو تجربة مصرية غير مسبوقة.
ووجه رئيس الجامعة الطلاب إلى ضرورة بذل كل الجهود من أجل الحصول على المعرفة في التخصصات المتنوعة وأن تظل عملية التعليم مستمرة لا تتوقف، ومواكبة التغييرات السريعة في المجالات العلمية والاكاديمية المختلفة.
وأشار الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية إلى التعاون بين الجامعة والمكتبة فى العديد من الأنشطة الثقافية التى تساهم في نشر الوعي والثقافة فى المجتمع السكندرى.
وأكد أهمية توسيع مفهوم الوعى إلى بناء العقل والذات وكيفية تشكيل الذات الواعية القادرة على حراسة نفسها من المؤامرات الخارجية التى تستهدف التحكم في العقول في ظل مجتمعات تعانى من اخطار عديدة مثل الأمية والإرهاب والتلوث ونقص الوعى لذا وجب علينا تحديد المشكلات التي تواجه وطننا ووضع الحلول الشاملة وفق فقه الأولويات حيث يواجه الشباب خطر ثقافة الاستهلاك وتتسع الفجوة ما بين الطموح والإمكانيات.
وتطرق في حديثه إلى خطر مواقع التواصل الاجتماعي التى تمثل سلاح ذو حدين حيث تعمل بشكل إيجابي كأداة للثقافة والتواصل، لكن يمكن استخدامها بشكل سلبى كأداة للفرقة ونشر الأفكار العدوانية وتحطيم الوعى و تفكيك المجتمع.
من جانبه، أشار الدكتور هانى خميس عميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية إلى دور الجامعة والكلية فى رفع الوعي ونشر الفكر التنويري ومناقشة القضايا المجتمعية في ظل التحديات التي تواجه الأوطان من خلال الظواهر السلبية التي تعكر الصفو العام وتبث الطاقة السلبية والخوف من المستقبل ونشر الشائعات من خلال وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة حيث تلعب الثقافة والفن دور محوري في نشر الوعي وبث روح الإنتماء والولاء للوطن وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية.
وأكد دور وزارة الثقافة فى افتتاح دور الثقافة فى مختلف المحافظات من أجل تقديم أنشطة وفعاليات ثقافية تنشر الوعى بين الشباب.
وأشاد بدور مكتبة الإسكندرية كصرح ثقافى يتيح الفرصة لمناقشة مشكلات الوطن وتحدياته والعمل على تقديم حلول غير تقليدية وتعزز وعى الشباب عبر تنمية ثقافة القراءة.