خاص| جهاد الحرازين: أمريكا استخدمت الفيتو بمجلس الأمن لأنها شريك أساسي في الجرائم الإسرائيلية

خاص| جهاد الحرازين: أمريكا استخدمت الفيتو بمجلس الأمن لأنها شريك أساسي في الجرائم الإسرائيلية الدكتور جهاد الحرازين

عرب وعالم10-12-2023 | 03:12

قال الدكتور جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن استخدام أمريكا حق النقض «الفيتو» خلال جلسة مجلس الأمن، الجمعة الماضية، لـ عدم تمرير مشروع وقف إطلاق النار في غزة، كان متوقعًا؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة الاحتلال الإسرائيلي، في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بالإضافة إلى أن هناك التزامًا أمريكيًا تجاه إسرائيل بحمايتها، وعدم إدانتها في المؤسسات الدولية، التي تمتلك فيها الولايات المتحدة نوعًا من الهيمنة؛ لذلك حق استخدام الفيتو لم يكن مفاجئًا، وهي سبق واستخدامته خلال هذه الحرب، ورفضت مشروع قرار يتعلق بالهدن الإنسانية، ازدواجية المعايير التي تطبقها الولايات المتحدة بين إسرائيل وفلسطين ليس بجديدة، فـ العالم بأسره شاهد على ما تقوم به الولايات المتحدة لدعم ربيبتها إسرائيل.

وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: "دائمًا أمريكا هي من تستخدم حق النقض «الفيتو» وهي تعد أكثر دولة في مجلس الأمن استخدامًا له، خاصةً في الأمور المتعلقة بإدانة الاحتلال؛ لتوفير الدعم السياسي له، وهو ما يبدو أن العملية العسكرية الحالية ضد قطاع غزة جاءت بالتخطيط مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن هناك مشاركة كاملة سواءً بالدعم العسكري واللوجيستي والمادي، مشيرة إلى أن اعتراض أمريكا على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ماهو إلا أن أمريكا لا تريد أن تتوقف الحرب، وتريد مزيدًا من الجرائم الصهيونية ضد القطاع".

وتابع:"مجلس الأمن أصبح يعاني من حالة شلل في تنفيذ مهمته المتمثلة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، رغم مناشدة الأمين العام للمجلس واستخدام حقه في المادة من المجلس 99، ومحاولة تنبيه المجلس بأن هناك انهيارً وتهديد للسلم والأمن الدوليين، هذا القلق ما دعي المجلس لعقد جلسة، ولكن سرعان ما جاء الفيتو الأمريكي ليهدم قرارً يدعو للسلام، لذلك يجب السير بمسارات أخرى، عن طريق اللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة، لعقد جلسة طارئة تحت بند «متحدون من أجل السلام»؛ لإصدار قرارً من قبل الجمعية العامة، ويكون ملزمًا؛ لأن قرارات الجمعية العامة تحت هذا البند لها قوة قرار مجلس الأمن، ولكن إسرائيل دائمًا تعطي ظهرها لكافة القرارات والقوانين الدولية، هناك أكثر من 87 قرارً صدر من مجلس الأمن، وأكثر من 760 قرارً صدر من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكثر من 200 قرار من مجلس حقوق الإنسان وإسرائيل كـ العادة تعطي ظهرها لكل هذه القرارات".

وأوضح أن في إطار المشاورات التي تجريها اللجنة العربية المكلفة من القمة العربية الإسلامية، والتقاء العديد من قادة وزراء خارجية الدول خاصةً الدول دائمة العضوية الأمم المتحدة، والدول ذات تأثير سواء في أوروبا أو الغرب والشرق، سيكون هناك موقفًا واضحًا للضغط لوقف إطلاق النار، وعلى المؤسسات الحقوقية والأممية والدولية من جانب آخر، يكون لهم موقفًا صارمًا؛ من خلال استخدام كافة الوسائل المتاحة لديها وصولًا لـ إلزام إسرائيل لوقف إطلاق النار، ولابد أن يكون هناك دورًا أسياسيًا لمجلس حقوق الإنسان، للإتجاه في هذا السياق، وعلى المدعي العام لمحمكة العدل الدولية أن يبدء بالتحرك الحقيقي ضد الجرائم الإسرائيلية الموثقة بالصوت والصورة أمام العالم، فبكل أدوات الأدلة الجرائم ثابتة على كف إسرائيل الملطخ بدماء المدنيين العزل، ولابد أن يصدر مذكرة ضد قادة الاحتلال؛ حتى يدرك هذا الاحتلال أنه في حال التعدي على الحقوق الإنسانية سيكون هناك من يحاسبه".

وأكد على أن الاحتلال استخدم ما حدث يوم 7 أكتوبر كـ ذريعة لشن هجومه الغاشم على الشعب الفلسطيني، وتنفيذ مخططتها المتمثل عملية إبادة كاملة، أو بالتهجير القسري، وفشلت عملية التهجير وبدء العالم في يلتفت إلى هذا المخطط؛ لذلك كان هناك حالة انتقال أخرى إلى مخطط أخر، وهي حجب جميع مقومات الحياة على المدنيين، من "مآكل ومشرب وكهرباء" حتى تأتي فكرة التهجير الطوعي، وهذا الأمر الذي دعا إليه بنيامين نتياهو رئيس وزراء الاحتلال، بأن يكون هناك دراسة لتقليل سكان قطاع غزة، وضرورة تهجير أهالي القطاع أو الفلسطينين بأكملهم سواء في القطاع أو في الضفة.

وتابع: "يجب أن يعلم المجتمع الدولي، بأن حالة الصمود أمام آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة، ليست معناها إبادة الشعب الفلسطيني، لذلك لابد أن يكون هناك ضغطًا حقيقيًا، يتمثل بالمصالح سواءً تجارية أو اقتصادية أو حتى العلاقات الدبلوماسية، لتكون عامل ضغط حقيقي على أمريكا لوقف هذه الحرب المجنونة ضد المدنيين في فلسطين، فالمواجهة ليست موجهة لحركة حماس، بل لكل الشعب الفلسطيني الذي دفع الثمن غاليًا وما زال؛ لأن معظم الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، وأكثر 70% من المباني دمرت، كافة المنشآت الدينية العلاجية والتعليمية تدمرت بشكل كامل، وشبكات المياة والكهرباء والصرف الصحي أصبح لا وجود لها، فأصبحت الحياة في القطاع تخلو من "الحياة"، فيجب أن يكون هناك موقفًا من من العالم الحر والدول العربية والإسلامية تجاه ما يحدث على الأراضي الفلسطينية".

وعن متى تنتهي هذه الحرب، قال: "من المرجح أن تهدء الأمور في نهاية هذا العام؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تتفرغ للانتخابات الرئاسية، هذا الأمر الذي سيضغط على الاحتلال بالإضافة إلى خروج العديد من الدول من حالة الصمت والبدء في النظر بأن دولة الاحتلال ترتكب جرائم شنيعة في حق الإنسانية، وهذه الحرب حرب انتقامية، واتساع الدائرة المؤيدة للشعب الفلسطيني وهذا ينعكس بالسلب على مكانة الإدارة الأمريكية".

أضف تعليق