عمرو الليثي يوجّه رسالة للمشاركين في مسابقة القرآن الكريم

عمرو الليثي يوجّه رسالة للمشاركين في مسابقة القرآن الكريمعمرو الليثي

الدين والحياة24-12-2023 | 14:08

أعرب الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، عن ترحيبه بضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم في بلدهم الثاني مصر، معربًا عن تطلعه إلى تنظيم وتوحيد القوى الإعلامية الإسلامية والارتقاء بمنسوبيها من أجل نشر قيم ديننا السمح من خلال منظومة إعلامية عصرية متضافرة معلمة وفعالة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها "الليثي" في افتتاح دورة "دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية ونبذ الكراهية " بالتعاون مع وزارة الأوقاف.

وقال الليثي: إن رسالة السلام والتعاطف، والتراحم التي جاء بها الإسلام، منذ أكثر من 1400 عام، أمانة بين أيدينا لتكون إلهامًا للناس حول العالم للتعايش ونبذ التعصب، مشيرًا إلى أن كلمة إسلام ذاتها مشتقة من لفظ (سلام) داعية إليه وداعمة له، فلنعمل سويًا لتعزيز قيم التسامح إنقاذًا لإنسانيتنا.

وأكد الليثي أننا جميعًا مسئولون عن إبراز وتوضيح صورة ديننا الحقيقي كرجال دين ودعوة، مثقفين وإعلاميين، مشيرًا إلى أن خطاب الكراهية، تلك اللغة الإعلامية الهدامة هو نوع من التواصل سواء حديثا، كتابة، أو سلوكا يهاجم أو يستخدم لغة تحقير أو تمييز مشيرًا لشخص أو مجموعة على أساس عامل هوية مثل الدين، العرق، الجنسية، اللون، النسب أو الجنس.

وأضاف أن تأثير خطاب الكراهية لا يقتصر على إثارة العنف والتعصب، لكنه يتجاوز هذا حين يخلق واقعاً معادياً لدى الآخر، فيفجر غضب المجموعات غير المسلمة، سابقا لأفعال عدوانية، مما يهدد السلام العالمي، موضحًا أن خطاب الكراهية جرس إنذار، كلما ارتفع رنينه، ازدادت أخطار الحروب والإبادة البشرية.

وأشار إلى أن التأثير المدمر للكراهية ليس بالأمر الجديد، فإن حجمه وتأثيره يتم تضخيمه الآن من خلال تكنولوجيات الاتصال الجديدة أي عند التعبير عنه في العالم الافتراضي، من خلال المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح الشبكة العنكبوتية أقوى الطرق شيوعًا لنشر الخطاب الانقسامي على نطاق متسع، مشيرا إلى أن تلك العالم الموازي الذي يفرض وجوده يوميا أقوي مما يسبقه، إلى الحد الذي دعا مسئول شركة تكنولوجيا عالمية ليؤكد قائلا: ("سوف تؤثر ابتكارات العقد الحالي علي مستقبل البشرية لمئات السنوات القادمة".

أما على الصعيد الدولي، يقوض خطاب الكراهية المبادئ الأساسية للديمقراطية، مثل التسامح والمساواة وحرية التعبير، حيث يمكنه من خنق الحوار المفتوح والشامل، مما يؤدي إلى قمع أصوات الأقليات وتآكل حماية حقوق الإنسان تلك، التي يعمل عليها المجتمع الدولي و يكرس لها المواثيق التي تأخر للدفاع عنها .

وأكد الليثي أنه حين يعاني الخطاب الإعلامي الديني في هذه المرحلة من وجود صورة مغلوطة ترتب عليها ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام، نجد آيات القران الكريم التي تركز وتدعو مرارًا وتكرارًا إلى السلام وقدسية الحياة البشرية،، حين قال عز و جل في سورة المائدة ( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )، مسلطًا الضوء على القيمة الإسلامية الأساسية السلام وقدسية النفس.

وقال: إن خير خلق الله النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - دعا إلى احترام جميع الأديان، مؤكدا على حرية المعتقد، مشيرا إلى أنه مع تواتر الأجيال وبزوغ التعصب، لا يمكننا أن نرفع أيدينا عن المسئولية، فإذا كان قليل منا قد شكل جزءاً من المشكلة، فإنه واجب علينا جميعا كمسلمين مستنيرين أن نكون جزءا من الحل، لذا هناك حاجة ماسة الآن، أكثر من ذي قبل، إلى التثقيف، تعزيزًا للوعي بالمواطنة في الممارسات الإعلامية، وهذا لن يتحقق إلا بتأهيل الإعلاميين، صائغي هذه الرسالة، ليعملوا على نشر قيم التسامح والمنهج الوسطى لذلك أصبح اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب، (يجمع بين المسئولية الفردية، التدابير القانونية، والمادية والرقمية والاجتماعية) ضروريًا للحد من هذا الخطاب البغيض.

أضف تعليق