ها هو فصل الشتاء يطرق الأبواب، وقد بدأت الدنيا تستعد لمَقدِمه، متفائلة ببرودته وجمال أيامه ولياليه، متأهبة لمفاجآته، فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يفرحون بدخول الشتاء، إذ يجدونه مُعينًا لهم على طاعة ربهم، إذ إن فيه من المزايا ما ليس في غيره، فمن ذلك طول ليله، بحيث ينامون فيه بغيتهم، ثم يقومون لمناجاة ربهم وتهجدهم، قد اطمأنت نفوسهم، وأخذت مقدارها من النوم ومن بقاء وقت كاف للتهجد والقيام ومناجاة الحي القيوم.
أوصت دار الإفتاء المصرية، بالإكثار من الصيام في الشتاء، منوهة إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، وذلك خلال منشور لها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
واستشهدت الإفتاء بما رواه الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء».
وأوضحت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، لأن فيه ثوابًا بلا مشقة، ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.