ألقت دراسة حديثة، نشرت في عدد يناير من مجلة "الدماغ والسلوك والمناعة-الصحة"، الضوء على التفاعل المعقد بين الإجهاد والالتهاب ومتلازمة التمثيل الغذائي.
تعمقت الدراسة الحالية، التي أجراها الدكتور جاسميت هايز أستاذ مشارك في علم النفس في جامعة أوهايو الأمريكية، في كيفية مساهمة الإجهاد في متلازمة التمثيل الغذائي، مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكر.
ركزت الدراسة، بشكل فريد، على الأفراد في منتصف العمر، وهي فترة حاسمة لتحديد من سيعاني من الشيخوخة المتسارعة والمضاعفات الصحية المرتبطة بها.. هذه الفئة العمرية معرضة بشكل خاص للتأثيرات الصحية المرتبطة بالإجهاد.
وفقا لـ"هايز"، فإن بعض العوامل التي تؤثر على متلازمة التمثيل الغذائي خارجة عن إرادتنا، فإن إدارة الإجهاد هي إستراتيجية قابلة للتعديل وفعالة من حيث التكلفة يمكن تنفيذها في الحياة اليومية دون تدخل طبي متخصص.. يتم تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي عندما يكون لدى الفرد ثلاثة عوامل خطر على الأقل من أصل خمسة: الدهون الزائدة في البطن، ضغط الدم المرتفع، انخفاض مستوى كوليسترول الدهني عالي الكثافة، وارتفاع نسبة السكر في الدم صائم، فضلًا عن ارتفاع الدهون الثلاثية.
تؤثر هذه الحالة، المعروفة أيضا باسم "متلازمة مقاومة الإنسولين"، على حوالي ثلث البالغين الأمريكيين.
حلل الباحثون بيانات وإيجابات 648 مشاركا في الدراسة، وبلغ متوسط أعمارهم 52 عامًا، مع التركيز على مستويات التوتر المبلغ عنها، والمؤشرات الحيوية للدم، ونتائج الفحوصات البدنية المتعلقة بعوامل خطر متلازمة التمثيل الغذائي.. فقد تم حساب درجات الالتهاب باستخدام المؤشرات الحيوية مثل (إيل-6)، بروتين (سي التفاعلي)، (ه -سيليكتين)، (إيكام-1)، و(الفيبرينوجين).
وكشفت النتائج عن أن الإجهاد له علاقة كبيرة بمتلازمة التمثيل الغذائي، حيث يمثل الالتهاب أكثر من 61,5% من هذا الارتباط.. تسلط النتائج المتوصل إليها الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه الالتهاب في تأثير الضغط على صحة التمثيل الغذائي.. كما تؤكد النتائج على أهمية اعتبار الإجهاد أكثر من مجرد مشكلة تتعلق بالصحة العقلية. الإجهاد المزمن له آثار جسدية ملموسة، بما في ذلك الالتهاب ومتلازمة التمثيل الغذائي، من بين أمور أخرى.. تمهد رؤى الدراسة الطريق للبحث المستقبلي للتحقيق في الآثار السببية للإجهاد على متلازمة التمثيل الغذائي وتقييم تقنيات إدارة الإجهاد الأكثر فعالية لتقليل الالتهاب.