من حسن الصباح إلى حسن البنا الهدف واحد

من حسن الصباح إلى حسن البنا الهدف واحدحسن زعفان

الرأى31-3-2024 | 17:37

إن السيطرة على العقول بالأفكار المغلوطة أخطر من المخدرات، وقد استخدم حسن الصباح وأتباعه الحشيش والأفيون للمساعدة فى تثبيت الفكر الضال فى عقول من يريدون السيطرة عليهم بالوهم أن مفتاح الجنة فى يد الإمام، ورغم أن حسن البنا لم يستخدم المخدرات للسيطرة على اتباعه إلا أنه استطاع توظيف الدين جيدا للدخول إلى العقول ودمغها بالسمع والطاعة، ويبدو أن حسن البنا كان أكثر ذكاء وخبرة من حسن الصباح عندما اخترع تنظيم جماعة الإخوان، وأسس أن يكون عالميا بحجة الدعوة لدين الله.. التشابه كبير بين جماعة الصباح وجماعة البنا.. الاغتيالات والفتن والتشكيك والتكفير وقتل من يعارض دعوتهم ولعل جرائم الاغتيالات التى قامت بها جماعة الإخوان أكثر دقة وتأثير من اغتيالات جماعة الحشاشين، ولو أنهم اتفقوا فى الهدف وهو التخويف والترويع لكل من يعارض دعوتهم.. فقد كان اغتيال القاضي أحمد الخازندار على يد جماعة الإخوان يهدف إلى التأثير على القضاة أو تخويفهم من إصدار أحكام رادعة أو على الأقل التأثير على سير قضايا اتهم فيها أعضاء من تنظيم جماعة الإخوان، وهو ما يتطابق مع اغتيال الحشاشين للوزير السلچوقى نظام الملك رغم الفارق الزمنى بين الحدثين، ما يقرب من ألف عام، حيث أرادت جماعة الحشاشين التأثير المباشر على نظام الحكم فى الدولة السلچوقية، وتوصيل رسالة غير مباشرة للناس مفادها أن لا أحد بعيد عن خناجر وسيوف جماعة الحشاشين الباطنية، وهو ما جعل كثيرًا من الفقهاء يمتنعون عن معارضة المذهب الباطنى كله بما فيهم الحشاشين والطائفة الإسماعيلية النزارية، وهو نفس الأسلوب الذى اتبعته جماعة الإخوان من محاولة السيطرة على الأزهر فى مصر بالترهيب والترغيب ولما وجدوا معارضة كبيرة من علماء الأزهر اتجهوا إلى الطريق الآخر وهو الاغتيالات.. ورغم أن جماعة الإخوان والجماعات التى تحمل الفكر التكفيرى كانت تفضل اغتيال السياسيين والعسكريين لإثبات قوتهم، لكن هذا لم يمنع جماعة التكفير والهجرة من خطف واغتيال أحد كبار علماء الأزهر الشريف، والذى شغل منصب وزير الأوقاف الشيخ محمد حسين الذهبى، ورغم أن الحكومة المصرية وقتها اتخذت إجراءات حاسمة وسريعة فى القبض على أعضاء جماعة التكفير والهجرة ومحاكمتهم وإصدار أحكام بالإعدام والسجن، إلا أن التنظيمات المتطرفة والتى خرجت جميعها من عباءة جماعة الإخوان اتبعوا نفس أسلوب المذهب الباطنى، ولكن بعنوان آخر وهو (التقية)، أى تظهر غير ما تبطن، أى تكون فى الظاهر مع عامة الناس فى احترام نظام الحكم والقوانين ودعم استقرار الدولة، لكن فى الباطن معارض تماما لوجود الدولة، وهو ما جعل جماعة الإخوان وأذنابها من جماعات الاسلام السياسى تعتمد على العمل السري كأساس لتنفيذ الأهداف.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2