يحرص بعض أهالي الميت عند وفاته ليلا على تأجيل الصلاة عليه ودفنه في صباح اليوم التالي، لسهولة توفر المصليين عليه.
كشفت دار الإفتاء المصرية، بأنه يجوز الدفن ليلا بإجماع أهل العلم، واستشهدت بما قاله الشيخ الحطاب المالكي: « الدفن ليلا جائز»، وقال النووي: في دفن فاطمة ليلا جواز الدفن بالليل، وهو مجمع عليه، لكن النهار أفضل إذا لم يكن عذر.
وقالت الإفتاء: إن بعض العلماء كرهه مع الإباحة؛ لما أخرجه مسلم في «صحيحه» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب يوما، فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل، وقبر ليلا، فزجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كفن أحدكم أخاه، فليحسن كفنه».
وقال الإمام النووي إن جماهير العلماء من السلف والخلف اتفقوا على أنه لا يكره؛ واستدلوا بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وجماعة من السلف دفنوا ليلا من غير إنكار، وبحديث المرأة السوداء، والرجل الذي كان يقم المسجد فتوفي بالليل فدفنوه ليلا، وسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه، فقالوا: توفي ليلا فدفناه في الليل، فقال: «ألا آذنتموني؟» قالوا: كانت ظلمة، ولم ينكر عليهم.