نظمت اليوم مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "ذاكرة الإسكندرية.. أرشيف بدوي "، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب 2024 في دورته التاسعة عشر، وذلك بحضور مؤسسي الأرشيف، المصورين الصحفيين أحمد ناجي، حازم جودة، عبدالعزيز بدوي، وقدمها أحمد حسن باحث في قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.
تناولت الندوة قصة العثور على أرشيف المصور السكندري الراحل أحمد بدوي ، والد الزميل محمد بدوى المصور الصحفى بمجلة أكتوبر ،والذي يوثق نحو 80 عاما من تاريخ مدينة الإسكندرية وتفاصيل مختلفة رصدها "بدوي" من خلال عمله لسنوات طويلة حتى وفاته عام 2013.
وأوضح حازم جودة؛ المصور الصحفي وأحد مؤسسي المشروع، أن " أرشيف بدوي " هو مشروع لإنقاذ وعرض أرشيف المصور أحمد بدوي، الذي يؤرخ لتفاصيل وأحداث حياتية من واقع المدينة على مدار أكثر من نصف قرن إلى جانب أرشيف الاستوديو التقليدي لتصوير العائلات وكذلك مظاهر المناسبات التي كانت شائعة في ذلك الوقت، لترصدها وتوثقها عيون مصرية محلية من أبناء المدينة.
وأضاف جودة أن الصورة تُعد عمل فني ولكنها أيضا عمل توثيقي للبحث، وأن ما يتضمنه الأرشيف من صور ذهنية للمدينة وتطورها، أظهرت قيمته والمادة التي يقدمها، لافتا إلى اعتمادهم على الأرشيف في رصد تطور المدينة السريع من خلال إجراء مقارنة للقطات في نفس الأماكن بين الماضي والحاضر.
وتحدث المصور الصحفي أحمد ناجي، عن بداية الكشف عن أرشيف بدوي منذ نحو 4 سنوات مبيناً أنهم عندما وصلوا للأرشيف أدركوا أهميته وقيمته الكبيرة للمدينة ولتاريخ التصوير في مصر، حتى قرروا إنقاذ هذه المادة من الضياع والتلف فأصبح شاغلهم الرئيسي أن يعرضوا الصور والنيجاتيف التي تعتبر وثائق بصرية لتاريخ مصر الحديث، ويسعون إلى أن يشاركوا بها المجتمع سواء من المهتمين بالصورة والفن والتاريخ أو الباحثين في مختلف المجالات.
وأشار إلى أحد مجموعات الصور المكتشفة والتي جرى أرشفتها تحت عنوان "رسائل الأرشيف" مستعرضا عددا من الصور التي ترك أصحابها إهداءات لأحبائهم بخط اليد، لتكون الصورة وثيقة مرئية تنقل لمحات مكتوبة من تاريخ أصحابها، إلى جانب النظر إلى التنوع في طبيعة المجتمع المصري قبل أكثر من نصف قرن من خلال التعرف على طرق التواصل بينهم وتوثيقهم للذكريات.
وبدوره تحدث المصور عبد العزيز بدوي؛ أحد مؤسسي المشروع وحفيد المصور أحمد بدوي، عن بداية عثورهم على الأرشيف منذ 3 سنوات وتحديداً في أواخر عام 2020، بعد أن غلبهم الفضول كمصورين صحفيين للتعرف عن قرب على تفاصيل هذا المكان، فوجدوا العديد من الأمور التي جعلتهم يشعرون أنهم أمام أمر كبير وسط عالم ملئ بالصور والحكايات والأفلام، فانجذبوا إلى السحر الموجود بالمكان، وأردوا أن يشاركوا العالم ما وصلوا إليه.
واستعرض عبد العزيز مجموعة من صور مناسبات الأفراح على مدار أكثر من 50 عاما، والتي كان أكثرها تقام في منازل العائلات آنذاك ، لتعبر عن التنوع في مظاهر وثقافة المجتمع في الإسكندرية وكيف كانت طبيعة الحياة وقتها.
وتابع أن الجد المصور أحمد بدوي لم يكن مصور ستوديو تقليدي كالمتعارف، بل مصور شارع ومدينة وشواطئ وتصوير الناس في منازلها، وافراحها من فرح بمنطقة شعبية إلي أفخم مكان بالإسكندرية، وتفاصيل كثيرة عن تاريخنا والزمن الذي غير كثير من الأمور من حولنا".