من شعائر الإسلام العظيمة التي جاء بها الأذان، وهو الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، و الأذان على قلة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة، لأنه بدأ بالأكبرية، وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثم ثَنَّى بالتوحيد، ونفي الشرك، ثم بإثبات الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم دعا إلى الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة.

وفى هذا الصدد قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف: إنه يجوز لـ المرأة أن تؤذن لنفسها الأذان، والإقامة لنفسها وهي منفردة، وفي حضرة النساء فقد وضع العلماء هذا الأمر ما بين الاستحباب وما بين الكراهة، موضحًا أنه يكون مستحب في حالة أنها لم ترفع صوتها بحيث يسمع الرجال، فلا مانع بأن تؤذن المرأة لنفسها، أو تؤذن لمجموعة من النساء يصلين معها فلا مشكلة في ذلك، ولها ثواب الأذان.

وأضاف أن أذان المرأة يصبح مكروهًا في حالة أن تؤذن المرأة بالرجال، أو تؤذن المرأة في حضرة الرجال، فالأصل الذي لم يختلف عليه الفقهاء هو أن هذا ليس واجبًا، وأن هذا لم يحدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا ليس واجبًا عليها، وليست ملزمة بذلك.

واختتم أبو اليزيد أن العلماء قد اختلفوا في أنه حال أذنت المرأة في حضرة الرجال، هل يحتاجون إلى أذان آخر، وذهب جمهور العلماء من الشافعية، والحنابلة، والمالكية على أنه مكروه، وغير مجزئ؛ أي لا يجوز للمرأة أن تؤذن في حضرة الرجال، بينما ذهب الحنفية إلى أنه مكروه، ولكنه مجزئ؛ أي لا يُعاد الأذان مرة أخرى.. فالأولى أن يكون الأذان للرجال كما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم للرجال، وطلبه الرسول من الرجال، وكان له المؤذنين من الرجال.