مع تزايد الاعتماد على وسائل التكنولوجيا في حياتنا اليومية، لم يعد إدمان الشاشات وخاصة شاشة الموبايل مشكلة بسيطة يمكن تجاهلها بل أصبح تحديا كبيرا يواجه المجتمع، تفاقمت معه الاضرار النفسية والصحية لإدمان الشاشات، وأصبح اعتماد الأبناء المفرط على الشاشات يشكل خطرا حقيقيا على الاطفال وسلوكهم ويؤثر على مستقبلهم.
هذا الأمر جعل من الضروري العمل على تعزيز ثقافة الوقاية والعلاج، والبدء في بناء وتشكيل وعي مجتمعي حول هذا الخطر المحدق بأبنائنا، من أجل حمايتهم من المخاطر التي قد تهدد صحتهم ومستقبلهم، وضمان أن ينشأ هذا الجيل متوازن نفسيا وصحيا وقادرا على مواجهة تحديات الحياة.
في هذا السياق، تقول مرفت رجب، استشارى صحة نفسية وأسرى وتربوى، إن هناك العديد من الأضرار الناتجة وتأثيرات تضر بأطفالنا بسبب التعرض إلى الشاشات، أولا التأثيرات السلوكية مثل العدوانية والتوتر: الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا في مشاهدة المحتوى العنيف أو الألعاب التي تحتوي على مشاهد عدوانية، يصبحون أكثر عدوانية وتوترًا في سلوكهم اليومي، ويقل لديهم التعاطف مع الآخرين ويصبحون أقل قدرة على التعامل مع الصراعات بطريقة سليمة.
العزلة الاجتماعية: الأطفال الذين يعتمدون على الشاشات يفقدون مهارات التواصل الاجتماعي الطبيعية، يميلون إلى الانعزال، مما يؤثر على علاقاتهم مع أقرانهم ويزيد من احتمالات الشعور بالوحدة والاكتئاب.
ثانيا: التأثيرات النفسية مثل القلق والاكتئاب
فإدمان الشاشات يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأطفال؛ فهناك فجوة بين الحياة الرقمية المثالية التي يشاهدونها وبين حياتهم الحقيقية تسبب شعورًا بالدونية والضغط النفسي.
وأيضاً تشتت الانتباه : وهنا يكون التشتت مفتعل أي ليس مشكله يولد بها الطفل وهذا بسبب أنه يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات، خصوصًا عند التبديل المستمر بين التطبيقات والمحتويات المختلفة، يؤدي إلى تشتت الانتباه وانخفاض القدرة على التركيز، ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي.
ثالثا التأثيرات الصحية :
مثل مشاكل في النوم ، فالأطفال الذين يستخدمون الشاشات قبل النوم يعانون من مشاكل في النوم مثل الأرق وقلة النوم العميق فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يتداخل مع إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يساعد على تنظيم النوم.
وهناك أيضا كارثة وهي ضعف البصر وإصابة العمود الفقري، لأن الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العينين، مشاكل في النظر، وألم في الرقبة والعمود الفقري بسبب وضعية الجلوس غير الصحيحة.
وأيضاً السمنة، فالإدمان على الشاشات يقلل من النشاط البدني للأطفال، ما يزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة ومشاكل صحية مرتبطة بها مثل أمراض القلب والسكري في المستقبل.
وأضافت مرفت، أن إدمان الشاشات له تأثير على مستقبل أولادنا ؛ فالأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من إدمان الشاشات يواجهون تحديات في حياتهم المستقبلية، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، نقص التواصل الاجتماعي، وضعف مهارات التفكير النقدي، وقلة النشاط البدني، كلها عوامل تؤثر على قدرتهم على النجاح في المستقبل. في الخارج،
وأضافت ، للأسف لا توجد مصحات لعلاج إدمان الشاشات، لمعالجة الأطفال من هذا الإدمان بطرق علمية تهدف إلى استعادة حياتهم الطبيعية، ففي مصر والمنطقة العربية، لا تزال تلك الثقافة غير متداولة، ما يزيد من احتمالات ظهور جيل مشوه صحيًا ونفسيًا.
وعن كيفية التصدي لإدمان الشاشات، تقول أنه يجب على الأهل وضع حدود صارمة للوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات, وأن لا يتجاوز وقت الشاشة للأطفال تحت سن 12 عامًا ساعة إلى ساعتين في اليوم، مع مراقبة المحتوى المعروض.
كما يجب على الأهل تشجيع الأطفال على الانخراط في الأنشطة البدنية، مثل الرياضة أو اللعب في الخارج، هذا يساهم في تحسين صحتهم البدنية وتقوية علاقاتهم الاجتماعية.
و لكي نساعد أولادنا عن التوقف عن الشاشات يجب توفير البديل بدلاً من الاعتماد على الشاشات كمصدر وحيد للتسلية، يجب على الأهل تشجيع الأنشطة التفاعلية الأخرى مثل القراءة، اللعب بالألعاب التعليمية، والمشاركة في الفنون والحرف اليدوية.
ومن المهم أن يتحدث الأهل مع أطفالهم عن مخاطر الشاشات ويوضحوا لهم أهمية استخدام التكنولوجيا، ويجب على الأهل مراقبة ما يشاهده الأطفال على الشاشات. يجب الابتعاد عن المحتويات العنيفة أو غير المناسبة لسنهم، والتركيز على تقديم محتويات تعليمية وتفاعلية.
وإذا بدأ الأهل في ملاحظة علامات إدمان لدى أطفالهم، مثل العصبية عند منع استخدام الشاشات أو تدهور الأداء الدراسي، يجب عليهم طلب استشارة متخصصة من أطباء نفسيين أو مستشارين تربويين لمساعدتهم على التحكم في هذا السلوك.
ويقول الدكتور خالد زكي مدرس الإعلام الرقمي بجامعة القاهرة وكلية البحرين الجامعية ، أن الأطفال بحسب نتائج الدراسات العلمية يتأثرون بما يشاهدونه من مضامين سواء على شاشات التليفزيون أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أن هذه المضامين في بعض الأحيان تتضمن قيمًا لا تتسق مع مجتمعاتنا العربية، فضلاً عما يتخللها أحياناً من مشاهد عنف لا تناسب المرحلة العمرية لهؤلاء الصغار.
وأكد زكي أن المشكلة تفاقمت بشكل أكثر مع تزايد معدلات استخدام الأطفال للهواتف الذكية المدعومة بالإنترنت، وقضاءهم ساعات طويلة على منصات التواصل الاجتماعي ما يعرف بـ"الإدمان الرقمي" لدى الصغار، يتصفحون مضامين مختلفة لا رقيب عليها، ما قد يؤثر على حالتهم النفسية، فبعض الأطفال يصابون بالاكتئاب والإحباط لمشاهدتهم قصص محبطة، والبعض الأخر من هؤلاء الصغار يقدم على تقليد سلوكيات غريبة لمجرد أنه شاهد مثلها عبر هذه المنصات، فضلاً عن أن الحصيلة اللغوية هي الأخري تتأثر بمصطلحات بذيئة تخللت لذهنه من واقع مشاهدته، إلا أن الخطر الأكبر يتمثل في إصابة بعض الأطفال بـ" هوس اللايف"- إن جاز التعبير- فأدمن بعض هؤلاء الصغار تصوير مقاطع على التيك توك، منتهكين- دون وعي- خصوصيتهم، كما أن بعض هذه المضامين نسفت نموذج القدوة لدى الصغار.
وأشار مدرس الإعلام الرقمي بجامعة القاهرة إلى أن الأطفال هم المستقبل، وعمليًا لا يمكن عزلهم عن الواقع الافتراضي، ومن ثم فأن أحد أهم الحلول هو تنمية مهارات التربية الإعلامية الرقمية لدى هؤلاء الصغار، التي تنمي مهارات الحس والتفكير الناقد لدى هؤلاء الصغار عند التعرض للمضامين المختلفة، ما يحصنهم ضد التزييف والتضليل الذي يتم عبر هذه المنصات، ويرشد استخدامهم للوسائط الرقمية، مطالبًا باستحداث التربية الإعلامية الرقمية كمنهج تعليمي يتم تدريسه للطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة.
وعن أعراض أدمان الشاشات تقول سارة ممدوح، استشارى علاقات أسرية وتربوية ومدربة تنمية بشرية
أعراض إدمان الشاشات التى تصيب الأطفال والتى من الضرورى أخذها فى الإعتبار والعمل على إصلاحها هى 1- كثرة النسيان وصعوبة التركيز
2- الانطوائية والميل للعزلة
3- تأثير العينين وزيادة اضطرابات القلق والنوم
وأشارت سارة إلى إن سلوك الأب والأم فى التعامل مع الشاشات ينفذه الطفل بكل ما يراه بل ويستمد ثقافته من الشاشة فتأثير الإنترنت على الأسرة كبير وبشكل يسبب ضرر أكثر من الفائدة فأصبحت الأسرة لا تجتمع إلا قليلاَ ولا تتحدث وأصبحت العقول يتم برمجتها عن طريق الإنترنت و بالتالى عدم التركيز الذى يعانى منه الكبار والصغار والتشتت الذهنى أثناء أى حديث هو ناتج عن كثرة الجلوس أمام الشاشات وكثرة المواضيع التى تمر على العقل بسبب الإنترنت، وأضافت أن العقل البشرى يتأثر بالمدة التى يكون فيها التركيز كبير وأول إشارة يستطيع الشخص فهمها أن العقل تأثر من كثرة التركيز هى ظهور الإجهاد وألم الرأس الذى يؤثر على القدرة على العمل أما عن الحالة الصحية والنفسية للأسرة فبالتأكيد الحياة الأسرية قبل ظهور الشاشات الإليكترونية كانت أفضل بكثير .
وأوضحت أنه عند المقارنة بين الأكثر ضرراً التليفزيون أم الموبايل سنجد أن التليفزيون نستطيع السيطرة والتحكم من خلاله على وقت المشاهدة أو المحتوى، أما الموبايل بكثرة التطبيقات الموجودة عليه والتى تجعل المستخدم يتنقل بينها بكل سهولة تجعل الأمر صعب والتنقل بين التطبيقات لا يستغرق أجزاء من الثانية ويجد المستخدم نفسه لم يحصل على شئ مفيد بكل الوقت الذى سرق منه فى البحث والتصفح الغير مهم ومتابعة التفاعلات.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا سببت للأطفال ضعف النظر وعدم القدرة على التركيز وعدم المشاركة فى أى شئ يخص الأسرة، ومرض التوحد ينتج من الشاشات الإليكترونية بسبب استخدامها لمدة أكثر من ثلاث ساعات خلال اليوم لتسبب الانطوائية ،
وأضافت سارة ، أن الشباب هم مصدر قوة المجتمع فماذا يكون شكل مجتمع أطفاله لديهم جزء يعانى من التوحد وجزء آخر لا يستطيع المشاركة الفعالة فى المجتمع ، وعلى العكس هناك وعى بالخارج بكيفية الاستفادة من التطور التكنولوجى واستخدامه بشكل يساعد على التطور وعندما حدث اختلاف ووجدت حالات اطلقوا عليها مدمنى الشاشات الإليكترونية قاموا بعمل مصحات للعلاج من ثأثير هذه الشاشات ، أما نحن هنا لا يوجد لدينا مثل هذه المصحات
ولكن يمكننا التصدى لها عن طريق 1- تحديد الوقت الذى يقضيه الطفل أمام شاشة التليفزيون 2- التأكد من أن البرامج الذى يشاهدها مناسبة للمرحلة العمرية التى يمر بها 3- ملاحظة ردود أفعاله على ما يشاهده من وقت لأخر والتحدث معه فيما شاهده .
وتقول الدكتورة أسماء محمد نبيل، أستاذ مساعد علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس,إن الأطفال يمثلون أهم شرائح المجتمع فهم اللبنة الأولى والركيزة الأساسية لبنائه، وعندما نلجأ إلى الأجهزة الإليكترونية لإلهاء الطفل وتحويل انتباهه فإننا نحرم الطفل من فرص التفاعل البناء مع محيطه الاجتماعى ومن تعلم طرق التعامل والتواصل السليم مع الناس.
وأضافت دكتورة أسماء أن الأطفال الذين يستعملون الشاشات الاليكترونية يعانون من ضعف في مناطق الدماغ المسؤولة عن اكتساب اللغة والتذكر ومراكز الانتباه مقارنة بالأطفال الآخرين، ومن الممكن أن يشعر الأطفال بالآلم في الأصابع والرسغين وضعف الأوعية الدموية في العين وآلام الرقبة والظهر نتيجة الانحناء على الهواتف .
وأشارت إلى أن الاستخدام المفرط للشاشات له آثار سلبية ضارة على سلوك الأطفال والصحة والأداء المدرسى، فالأطفال الذين يشاهدون العنف بكثرة وهو أمر اعتيادى في الكثير من ألعاب الفيديو الشهير ة يجعل الأطفال في مناعة من العنف وبهذا يكونون أكثر احتمالا للتصرف بعدوانية وأقل احتمالاً للتصرف بتعاطف مع الآخرين .،كما أنه يؤثر سلبياً على التحصيل الدراسى ويؤدى إلى ضعف علاقاتهم داخل الأسرة والتمرد على سلطة الوالدين والمدرسة ويؤدى إلى اضطرابات التعلم وإهمال الواجبات المنزلية ونقص التركيز وتقليل الخيال الأبداعى، كما أن مشاهدة بعض برامج وفيديوهات لبعض مشاهير اليوتيوب والتيك توك يؤثر سلبيا على تربيتهم وسلوكهم .
فبالتأكيد استخدامها بدون رقابة وحماية من الأسرة يؤدى إلى اكتساب الطفل لثقافات ومعارف غير صحيحة ، لذا لابد من المراقبة المبنية على الحماية والثقة وليست المراقبة المبنية على التجسس وتصيد الأخطاء.
لقد انتشرت عدة مبادرات منها مبادرة "لا لإدمان السوشيال ميديا " والتى تحث على نشر الوعى بأخطار وسائل التواصل الاجتماعى على الفرد والأسرة وامتد خطرها ليصل للعائلات؛ حيث ازدادت الفجوة بين الآباء والأطفال، ولم يعد الآباء يمتلكون السيطرة على أبنائهم كالسابق بسبب هذه الفجوة، وقد يحد استخدام وسائل التواصل الإجتماعي من الوقت الذي يتوفر لدى الأطفال أو الآباء ليتواصلوا مع أفراد العائلة الآخرين، بالإضافة إلى الصعوبة التي تواجه الآباء في توجيه سلوكيات أبنائهم وتحديداً في استخدام التكنولوجيا؛ وقد يكون ذلك لعدم امتلاكهم لمهارات التوجيه في هذا الأمر.
وتوضح دكتورة ايمان شاهين مؤسس مبادرة "لا لإدمان السوشيال ميديا"، أن المبادرة تعمل على نشر الوعي في المجتمع فيما يخص هذا الوباء المجتمعي الذي تعاني منه معظم الأسر على كافه الأعمار والمستويات المختلفة تضمنت هذه المبادرة مجموعه من الاستشاريين في كافه المجالات المختلفة سواء كان ذلك في الطب النفسي أو والإرشاد الأسرى أو إدارة الوقت محاوله منها إيجاد حلول، وأضافت أن هناك مخاطر من الألعاب الإلكترونية على الأطفال فقد يؤدي قضاء الكثير من الوقت في اللعب بدلاً من الانغماس في الأنشطة البدنية إلى الإضرار بصحة الطفل بعدة طرق قد يتأثر النمو المعرفي للطفل إذا لم يخرج ويتواصل اجتماعيًا في العالم الحقيقي.
ويمكن أن يؤدي الجلوس باستمرار في مكان واحد ولعب ألعاب الفيديو المطولة إلى زيادة فرص الإصابة بالسمنة وإضعاف العضلات والمفاصل وجعل اليدين والأصابع مخدرة بسبب الإجهاد المفرط ، وتشير دراسات متعددة إلى أنه يمكن أن يضعف البصر.
وأيضا مشاكل في الدراسة وقلة التركيز في المذاكرة، حيث تتناقض المتعة التي توفرها ألعاب الفيديو بشكل صارخ مع يوم عادي في المدرسة فقد يتسبب هذا في تفضيل الأطفال لألعاب الفيديو على أي شيء آخر، مما يدفعهم إلى عدم الالتفات إلى العمل المدرسي حتى خارج المدرسة ، يمكنهم تخطي واجباتهم المدرسية أو الدراسة للاختبارات واختيار ألعاب الفيديو بدلاً من ذلك.، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف الأداء ويؤثر على ذكائهم العاطفي.
وفى السياق ذاته قالت ان الألعاب الإلكترونية تؤدى الى التعرض لقيم خاطئة، حيث تحتوي العديد من ألعاب الفيديو في السوق على عنف مفرط، وألفاظ نابية، وعنصرية، والعديد من الأشياء الأخرى التي لا يمكن للأطفال تصورها بالطريقة الصحيحة قد يفشلون في أخذ هذه الصور بحذر وقد ينتهي بهم الأمر بمحاولة محاكاة نفس السلوك كما تم تصويره في الألعاب، ونوهت إلى أن من أخطر الأضرار أن الألعاب الإلكترونية تجعلهم منفصلين اجتماعيا
وطالبت دكتورة إيمان ، الأسر بضرورة العمل فيما بينهم على تقليص الوقت المهدور أمام تلك الشاشات مع الحد من الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع ضرورة عقد دورات توعوية لأفراد الأسرة جميعا لا نستثني أحداً من قبل متخصصون للوصول بالأسرة وبالتالي المجتمع إلى الشفاء من ذلك الوباء المتفشي في مجتمعنا مع ضرورة عقد دورات للمعلمين لتوصيلها للطلاب في المدارس بشكل واعي ومبسط
وأشارت دكتورة إيمان إلى أنه يعرف الإدمان بصفة عامة بأنه سلوك قهري يتسبب في تأثيرات سلبية على المدمن، وبالنسبة لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي فإنه يعني استخدام الشخص لها بصورة قهرية، فمثلاً يقضي أغلب وقته في تصفح التحديثات ومتابعة حساباته المتنوعة ما يؤدي إلى إصابته بالقلق، وربما تطور في بعض الحالات إلى اكتئاب.
ويقول دكتور محمد نبوى الطبيب النفسى، أنه من المهم تحديد أوقات معينة لاستخدام الأطفال للهواتف مع ضرورة التوعية عن طريق أفراد الأسرة والمنشآت التعليمية إلى جانب خلق بيئة غنية بالمعلومات للطفل ومحاولة خلق لغة حوار معهم وتشجيعهم على القيام بالأنشطة المختلفة التي تعمل على تنمية مهاراتهم العقلية.
وأشار إلى أنه من الضرورى وضع قيود على استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، لحماية أدمغة الأطفال من الآثار السلبية للتكنولوجيا، حيث يؤثر اعتماد الأطفال على الوسائل التكنولوجية الحديثة على تطور أعصاب المخ لدى الطفل، إذ أن المخ يعمل على توفير الطاقة للأعصاب المستخدمة والمستهلكة بكثرة من جانب الطفل، وبالتالي يُهمل المخ أعصابا أخرى مما يضعف نموها بسبب التركيز على نظيرتها المستخدمة.