قامت حرب اكتوبر 73 المجيدة بإظهار وتيرة تخطيط ودقة تنفيذ الجيش المصري، الذي فاجأ قوات الاحتلال الإسرائيلية في سيناء المحتلة في 6 اكتوبر 1973، وتوغل جيشنا الباسل عبر قناة السويس بدعم من قوات السلاح الجوي ونجح في طرد الإسرائيلين على الجانب الأخر من الطريق المائي الدولي.
ونجح جيشنا العظيم في تدمير خط بارليف المنيع على طول الضفة الشرقية لقناة السويس، مستخدمين خراطيم مياه عالية الضغط وتركيب جسور عائمة لنقل المدرعات والدبابات والجنود إلى الجانب الأخر من القناة، حيث أن الأمر يبدو سهلًا لكن في الحقيقة الفضل يرجع لدهاء القيادة العسكرية، وبطولات الجيش المصري على أرض المعركة كثيرة، فلم يكن خط بارليف العائق الوحيد لعبور القناة، بل كان عليهم تخطي الكثير من الصعوبات، مثل الألغام المنتشرة في القناة والساتر الترابي على الجبهة الشرقية للقناة.
وفى هذا الصدد قالت دار الإفتاء، إن ما تفعلونه من الاجتماع كل عام بقصد الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة؛ هو أمر جائز شرعًا، ومستحسنٌ طبعًا؛ لما فيه من إظهار الفرح بنعم الله تعالى على البلاد بسواد أمنها واستقرارها، إضافة إلى الامتثال للأمر الشرعي بالتذكير بأيام الله ومن أعظمها أيام النصر.
وأوضحت الإفتاء أن في هذه الاحتفالات تجديد لأبلغ معاني الوفاء والعرفان لمن بذلوا أرواحهم فداء الوطن بذكرهم وإكرام أهليهم، علاوة على استعادة سمات العمل الجاد ومقومات حب الوطن والإخلاص في رفع رايته عالية عزيزة مهابة.
وأكدت الإفتاء أن من الأمور المشروعة والمندوب إليها: الاحتفال بالمناسبات التي تَفَضَّلَ الله عز وجل بأن جعلها أحداثَ فرحٍ أو انتصار؛ بحيث كلما تداولتها الأعوام وتعاقبتها الأيام، تذكّر الإنسان ما كان بها من مآثر ومنن وإنعام؛ فيتجدّد لديه استحضار مشاعر فضل الله تعالى عليه، فيفرح لذلك في حينها كما كان فرحه أو فرح مَن سَلَفَهُ بها في يومها.
ويزداد ذلك الاحتفال مشروعية واستحسانًا إذا تعلّق بيومٍ وطنيّ مجتمعيّ؛ كيوم انتصار مصرنا الحبيبة والعالم العربي كله في حرب أكتوبر المجيدة؛ ذلك أنّ الفرح بذلك اليوم يتجاوز الفرد إلى المجتمع كله، حتى اعتُبر عيدًا قوميًّا مصريًّا يسعد فيه جميع المواطنين ويتذكرون بطولاتهم وبطولات مَن سَلَفَهم.
واختتمت الإفتاء: أنَّ في الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، بما تشتمل عليه من الثناء على شهداء الوطن، وتجديد إبراز أبلغ معاني الشكر والتقدير لهم، ببيان عظيم ما قدموا لوطنهم؛ ترسيخًا لمبدأ الوفاء، وامتثالًا لما جاءت به نصوص القرآن الكريم من إكرامهم، والإقرار بدوام حياتهم، وخلود أرواحهم، مع ما هم عليه من الشهادة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].